|
شعر الوطن المنتهَب (ضد اللصوص فقط ) ! خلدون جاويد
" الوغد من يسرق ذرة من ثرى وطنه، او يحرق عشبة بلا ذنب، او اظفرا في اصبع كائن من كان "
ياوطنا ً منتهبا ً يُؤكل من كل جهة ْ أول من تسرقه ُ العمائم ُ المؤَلهة ْ تغتاله احزابُه المجذومة المُمو ِهَة ْ والفئة الأنيقة الأثيرة المرفهة ْ ياوطنا يُسرق من ماء ٍ ومن شجَر ْ والرافدان يُخطفان من نجوم ٍ وقمَر ْ ياأيها الأجرد ُ لا زرع ٌ ولابشرْ ياموطنا ً مُهذبا ً قد ضاع بين التفهَة ْ ياموطنا ً مستلقيا ً خلف جدار مقبرة ْ المؤمنون ضيّعوه ُ والطغاة الكفرَه هل وطن ٌ هذا الذي نعشقه ُ أم ْ مسخره ؟! لا أحد ٌ قبله أو بعده ُ كي نُشبِّهَهْ ياموطنا ً قد طوّحته ُ ناطحاتُ السحاب ْ كان خرابا ً وتمنى لو يُعاد ُ الخراب ْ هل الذئابُ ياترى خير ٌ له ُ أم الكلاب ْ ؟ أم زمرة ٌ في جُبّة ٍ من بذ َخ ٍ واُبّهة ْ ياوطنا ً مُجرّح الأقدام دامي اليدين ْ مُقتّلا ً تطفو ضحاياه ُ على دجلتين ْ متى سترسو رحلة الأموات أين ؟ يأخذه ُ بعد العذاب والخراب إبرهة ْ ؟ ياوطنا ً حلوا ً وعذبا ً كرفيف الحمام ْ أين المواعيد وأين الأمن أين السلامْ ؟ مابين هابيل وقابيل وحام ٍ وسام ْ لم يبق َ الاّ الشاعر المجنون الاّ القهقة ْ ياوطنا ً ينهض من بين ركامات الحروب ْ عيونه تبكي على الأطلال تدمى القلوب ْ كل بقاع الأرض لاتشبهنا ! كل الشعوب ْ الى المنى الى الهنا الى السنا متجهه واننا بوصلة ٌ حساسة ٌ منبِّهة ْ ما إن رأتها ابتلعتها .. الذئاب الشرهة ْ
|