يجتاز العراق ظروف عصيبة ويمر بمرحلة حساسة وتخيم عليه اجواء خانقة مما تفرض على الجميع ولاسيما القيادات والزعامات ان تقدر ذلك ولاتنقاد للانفعالات والارتجال في تصريحاتها ومواقفها ولاتخرج عن خط الاعتدال والحكمة والاتزان ،وعليه تلقينا باستغراب شديد وقلق بالغ التصريحات الاخيرة للشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين بحق منظمة بدر وسوقه لاتهامات بلا دليل ،وهو عالم دين ينبغي ان يحتاط ويحترز في الدماء .

اننا في الوقت الذي نؤكد فيها على ضرورة التدقيق والتحقيق في هذا الامر قبل التورط بالقاء الاتهامات الباطلة في محاولة شحن طائفي ، نرى ان مثل هذه التصريحات ستصب الزيت على النار وتثير فتنة عمياء ، يجرف العراق الى هاوية الحرب الاهلية ومستنقع الفوضى والاضطربات ، وهذه مسؤولية ثقيلة لااعتقد هناك من يرضى لنفسه ان يتحملها

ان البلد يشهد منذ سقوط النظام اعمالا ارهابية منكرة ، تستهدف الابرياء عبر التفجيرات واغتيالات ،مما يتطلب توحيد الجهود للوقوف بوجهها والتصدي الحازم لها ، غير ان تصريحات شيخ ضاري ستساهم في توتير الاجواء وتصعيد حالة الاحتقان والتوجس مما ينعكس سلبا على الوضع الامني والاجتماعي والسياسي للبلد

اننا اذ ندعو الشيخ ضاري الى سحب هذه الاتهامات  والاعتذار للشعب العراقي عنها والدعوة الى حقن الدماء وتعزيز الوحدة الوطنية والاسلامية عبر دعوات التهدئة وضبط النفس خاصة ونحن مقبلون على مهمة وطنية وتاريخية في الاستعداد لتدوين اول دستور يستند على إرادة العراقيين على اختلاف قومياتهم  ومذاهبهم .

وان منظمة بدر بذلت جهودا ً مضنية ودماءاً غزيرة من اجل حرية العراق وخلاصة ولاينبغي ان يجازى بهذه الطريقة التي تسيء الى صفحات نضالية مشرقة من تاريخنا المعاصر.