|
الرابطة الإنسانية العراقية لحقوق الإنسان تصدر تقريراً حول أحوال السجناء في الديوانية
بسم الله الرحمن الرحيم
انطلاقا من مبدأ النهوض بواقع متخلف من كل السياقات وإيمانا برحلة الألف ميل تبدأ بخطوه كان لابد للقوة الخيرة ان تتحرك بمهام ومسؤوليات فعالة تخلق وضعا مغايرا ونحو ومن هنا كان لمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني والإنساني دوراً ريادياً في هذا المجال كونها معنية بالبناء الإنساني المادي والمعنوي باستقلالية تامة ودون الارتباطات بميول او اتجاهات سياسية نحو سلطة ما وهذا ما يعطيها مناورة وإمكانية مرنة لإشغال اكبر مساحة ممكنة في المشاركة البنائة بضمانة استقلاليتها وحيا ديتها التي هي تعتبر من اهم ركائزها الاستراتيجية في عملها الإنساني المحض وعلى هذا الأساس انطلقت رابطتنا الإنسانية يحدوها الأمل من خلال دورها في الكفاح بالعرق والجهد والمثابرة ان تشق طريقا ان يكون ممر لهذا الشعب الذي ينزف من خاصرته وسط هذه الفوضى السياسية ولغة العنف التي راح فيها السكين والسيف يسطر أبشع صور الضياع الإنساني وعلى هذا الاساس بدئنا بوضع صيغة مبسطة ومسالمة لاحتواء ومعالجة هذا النزف وكان تحركنا مدروسا وبشكل منهجي مما لا يترك مجال للشطحات الغير محسوبة وذات التأثير السلبي فكانت بدايتنا من اكثر المناطق حساسية وألم والتي هي تعتبر مصنعا ومشروعا للألم الإنساني ألا وهي المعتقلات والسجون التي منذ ان وجدت مع الإنسانية تعتبر رمزا للقهر فبتاريخ 23/3/2005 العاشرة صباحا تم زيارة سجن مديرية الشرطة وبتاريخ 24/3/2005 تم زيارة سجن المستشفى وبتاريخ 28/3/2005 تم زيارة مديرية الشرطة والمكافحة وبتاريخ 29/3/2005 تم زيارة سجن التسفيرات وبتاريخ 30/3/2005 تم زيارة رئاسة صحة الديوانية ومستشفى الديوانية وكانت لنا الملاحظات التالية المتعلقة بكل زيارة وخصوصيتها :-
اولا : سجن مديرية شرطة الديوانية بتاريخ 23/3/2005 قمنا بجولة تفتيشية فكانت لنا الملاحظات التالية:- أ- خلو القاعة من المراوح السقفية والمفرغات الهواية كما في القاعة الاولى اضافة الى شكوى السجناء من عدم السماح لهم بالخروج من القاعة للتشمس . ب- المرافق الصحية غير معزولة ومكشوفة جـ- تاخير في رفع قضاياهم الى المحاكم. د- وجود قاعة قديمة ايلة للسقوط كما في القاعة الثالثة . هـ- عدم توفر المنظفات الصحية . و- قاعات صغيرة نسبة الى عدد الموقوفين . ز- معاملتهم من قبل ضباط السجن جيدة جدا .
ثانيا : سجن المستشفى:- أ- لقاعة صغيرة . ب- وجود سجناء مصابين بامراض معدية لم يتم عزلهم . جـ- وجود اصابة بالغة في ركبة احد الموقوفين نتيجة التعذيب في مديرية المكافحة . د- معاملتهم من قبل امر المفرزة جيدة جداً .
ثالثا : زيارة مديرية المكافحة بتاريخ 28/3/2005 : أ- التحقق من سير اسلوب التحقيق .
رابعاً : زيارة سجن التسفيرات بتاريخ 29/3/2005 : قم فريق رابطتنا الإنسانية بزيارة سجن التسفيرات في الديوانية لغرض الوقوف على احوال الموقوفين لديهم وبعد الالتقاء بمدير السجن ابدى تعاوناً معنا ثم قمنا بعد ذلك بجولة داخل باحة السجن الذي تحيط به زنزانات الموقف وكان لنا ملاحظات حول ذلك :- 1- زحمة كبيرة داخل الزنزانات بما لا يتناسب مع حجم الزنزانة الذي هو 4×5م في احسن الاحوال مما ادى ذلك الى انتشار روائح الغير جيدة وخلق جو ينذر بانتشار أي مرض معدي يصعب السيطرة عليه وخصوصا بعد ملا حظتنا الضعف الواضح في الخدمات الصحية . 2- اختلاط اصحاب القضايا الاجرامية بمن هو لديه مشاكل او مخالفات لا تصل الى حد الإجرام مما جعل جو الزنزانة الواحدة هو مكان عدوى اخلاقية ممكن ان ينمي الروح العدائية لدى الإنسان العادي واذا اعتبرنا ان السجن يحمل الى جانب مبدأ العقاب مبدأ اخر هو الإصلاح وإعادة وتأهيل الفرد الى المجتمع ليكون فردا معطاء لا ان تصبح سجوننا مصانع تفريخ مجرمين . 3- بقاء الكثير من السجناء والموقوفين لفترات طويلة دون البت في وضعهم القانوني من قبل المحاكم سواء بالتجريم او إطلاق سراحهم بعد ان تثبت براءتهم . 4- ضعف المحامين وعدم وضوح الموقف القانوني لكثير من النزلاء علما ان لدى البعض منهم اكثر من محامي . 5- معظم الموقوفين هم من شعبة مكافحة الإجرام وحصراً من الرائد ستار وضباط التحقيق معه . 6- خوف الموقوفين من البوح بما تعرضوا إليه خشية من إعادة التحقيق معهم بطريقة انتقامية . 7- إلحاق أضرار جسدية ونفسية بالكثير من الموقوفين مع الحصول على كامل اعترافاتهم مما لا يوجد مبرر الى استخدام العنف والتعذيب . 8- وجود بعض الجنسيات المختلفة في الموقف دون البت في حالاتهم القانونية وظهور حالات غير صحيحة وغير قانونية نتيجة الظرف الأمني مما خلق هناك حالات خرق إنساني لمن هم من غير العراقيين. 9- عدم إعطاء الوقت الكافي في الزيارات لذوي الموقوفين لغرض الوقوف على احتياجات الموقوفين من قبل ذويهم او تكليف ذويهم بالقيام ببعض المهام والمسؤوليات والإجراءات التي قد تعينهم على تغيير حالتهم . 10- استغلال المتعهد بالتغذية للموقوفين حيث ان التنوع الكبير الموجود في قائمة الغذاء ونوعيته يسمح لهم بأن يتلاعب التغذية من خلال النوع لا الكم وخصوصا في ضل غياب الرقابة الصحية التي يفترض ان تقيم نوع الطعام ومطابقته للمواصفات المذكورة وتغاضي القائمين في السجن لحسابات خاصة وحذر الكثير من السجناء التطرق الى هذا الموضوع اولاً الخوف من عواقب هذا الامر وثانيا الهموم والمشاكل التي لديهم لها الاولوية عند التقائهم مع أي زائر علما ان هذا هو حق لهم . 11- ضعف واضح في متابعة الحق الانساني من خلال اللجنة المخصصة من وزارة الداخلية مهمتها الاهتمام وحصر الفروقات في مجال حقوق الانسان وهذا ما اجمع عليه جميع الموقوفين . 12- تجريم الكثير من الموقوفين بجرائم اكبر مكن الذنب الحقيقي واقرار المتهم بذلك نتيجة التعذيب الذ ي لا يحتمل . 13- وجود مجرمين بحق المجتمع يعتبر السجن ملاذ آمن لهم واقل بكثير من العقوبة التي يستحقونها وهناك بعض المجرمين السياسيين الذين وجدوا من السجن نعمة واخذ يعطيهم مزايا لم ولا يحلموا بها فراحوا يقيمون الدعوى القانونية ضد الذين اخذوا منهم مواقف نتيجة لاجرامهم بحقهم والغريب ان هناك تعاون معهم غير واضح الاسباب. 14- كتاب دائرة صحة الديوانية قسم العمليات الطبية والخدمات التخصصية بتاريخ 27/2/2005 حيث قام فريق طبي بزيارة السجن الخاص بالتسفيرات وسجل الكثير من الملاحظات الصحية الخطرة وحالات التسمم من الاغذية الرديئة التي يؤمنها المتعهد والتي اثيرت حولها الكثير من الإشكالات الشرعية والصحية والتي كانت نتائجها واضحة آثارها وهنالك الكثير من الظروف الصعبة التي لها اثار خطرة على صحة النزلاء قامت الصحة بتزويد مديرية الشرطة بتقرير كامل حولها ولكن مما يثير العجب والألم في آن واحد هو التفاف مديرية الشرطة حول الموضوع وعدم مصداقيتها وهذا ما تم التأكد منه من خلال تقصي الحقائق من مصادرنا الرسمية التي زودتنا بالمعلومات التي تثبت عكس ذلك وهي صاحبة اختصاص ولديها الاستعداد ان تثبت ذلك عند الضرورة القانونية وبالدليل وبدورنا كرابطة إنسانية نجد ان مثل هذه المفارقة هو دليل على ازدواجية المعايير.
انطباعات حول الزيارة 1- معظم الاعترافات والتجريم تم بالتعذيب الشديد 2- استفراد مكافحة الاجرام بالكثير من القضايا وحصر التحقيق بهم وبشخوص معينة . 3- الكثير من الموقوفين تعرضوا للابتزاز حسب ادعائهم . 4- اعتماد اساليب البعث ورجالات النظام المقبور في تطبيق القانون وفي التحقيق .
التوصيات 1- فتح لجنة مشتركة قانونية وإعلامية وأمنية وإنسانية حيادية للتحقق من القضايا الموجودة والمستجدة . 2- تشكيل لجنة من حقوق الإنسان ولجنة إعلامية ووضع آلية وخطة لزيارة السجون . 3- وجود باحث اجتماعي متخصص . 4- نوصي ان تكون أساليب التحقيق والاجرآت القانونية أكثر إنسانية وأسلوب حضاري يؤمن كرامة الإنسان من أي جنس او لون لكي نعطي تميزاً وفارق اخلاقي عن النظام السابق بأساليبه الوحشية والمخجلة . 5- الاخذ بفقرات التقرير كل على انفراد والتحقق من محتواه ومعالجة ما هو موجود على ارض الواقع وترك ما هو غير واقعي على اعتبار ان هذا التقرير يعتبر هو انطباع مبني على الرؤيا وعلى آراء وكلام الموقوفين .
نسخة منه
1- الامانة العامة لرئاسة الوزراء . 2- الجمعية الوطنية العراقية. 3- وزارة الداخلية. 4- وزارة العدل . 5- وزارة حقوق الانسان . 6- وزارة التخطيط. 7- وزارة الدولة لشؤون المجتمع المدني . 8- السيد محافظ الديوانية المحترم . 9- السيد رئيس مجلس المحافظة المحترم . 10- السيد رئيس محكمة جنايات الديوانية المحترم . 11- السيد قائد شرطة الديوانية المحترم . 12- السيد رئيس دائرة صحة الديوانية المحترم . 13- المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان
الرابطة الإنسانية العراقية لحقوق الإنسان رقم التسجيل في وزارة التخطيط 1H4557
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |