|
أيام الثقافة العراقية في ستوكهولم لعام 2005 النجوم العراقية تسطع في سماء السويد محمد الكحط – ستوكهولم
تلألأت النجوم العراقية في سماء ستوكهولم، نجومٌ عراقية من شعراء وأدباء وفنانين تشكيليين ومسرحيين ومطربين، كذلك أبطال كرة القدم العراقية من مدربين وعاملين في الوسط الرياضي وعلى رأسهم شيخ المدربين عمو بابا، أضاؤا لنا ليل الغربة وجعلونا نُحلّق معهم الى الوطن ونشم عبيقه ونحتضن فراته ودجلته ونتلمس عن بعد آهاته ولوعته، كانت الأيام الثقافية لهذا العام متميزة فوق العادة بمن شاركوا وبمن حضروا، فالقاعات غصت بالجالية العراقية طيلة أيام المهرجان. الأيام الثقافية العراقية التي يقيمها نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم بالتعاون مع أتحاد الجمعيات العراقية في السويد، وبدعم من دائرة الثقافة في ستوكهولم والتي ينتظرها أبناء الجالية العراقية سنوياً، كانت هذا العام 2005 عرسا عراقيا حقيقيا في الغربة، حيث تألق الجميع في مهرجان فرح كبير. أبتدأ المهرجان الأربعاء 13 تموز عندما رحبت الشابة حنين المنصوربالحضورالكرام ودعت الفنان الرائع حمودي الحارثي ليعلن أفتتاح الأيام الثقافية لهذا العام شاكراً القائمين على النشاط متمنياً النجاح لجهودهم و ليقص الشريط الأحمر وسط تصفيق الجمهور وصيحاتهم (بيدك حلو يلوك الموس يا أستادي مودع بألله ومحروس يا أستادي). طاف الحضور في أروقة المعرض الفني التشكيلي ومعرض الكتاب ومعرض للطوابع العراقية القديمة، مستمتعين بما أنتجته الأنامل العراقية من أبداعات جميلة لفنانات وفنانين عراقيين يعيشون في الغربة ويتطلعون الى وطنهم الملهم الأول لأبداعاتهم . ساهم الفنانون التشكيليون من جمعية الفنانين التشكيليين في ستوكهولم بالمعرض ومنهم : شاكر عطية/منجد بدر/أسراء فيلي/ حكيم نديم/ناهدة السليم/ هناء جواد/وفاء غالب/هالة العقابي/ياسين عزيز علي/ناجي القيسي/سوزان سلمان/ عماد الطائي/سوسن العسكري/أشنه أحمد/بالأضافة الى منحوتات الاستاذ حمودي الحارثي. وكان معرض الطوابع العراقية من تنظيم أتحاد الجمعيات العراقية، ومعرض الكتاب للسيد عز الدين أسكندر (مكتبة يغداد). قدم الشاعر جاسم ولائي كلمة ترحيب بالحضور والضيوف شاكراً لهم تلبية الدعوة. وبعد الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء الوطن من ضحايا الدكتاتورية والأرهاب، قدم السيد حكمت حسين سكرتير النادي كلمة عبر فيها عن ترحيب وفرح الهيئة الأدارية بالجميع وخصوصاً بالوفد الكروي الذي يحضر هذه النشاطات وتمنى للجميع قضاء أيام ثقافية جميلة، وأشادت الكلمة بثورة 14 تموز المجيدة وبالمبادئ التي قامت عليها. وعن الفن التشكيلي أستضاف المهرجان الفنان عماد الطائي متحدثا عن تجربته وسيرته الفنية وليقدم العديد من النتاجات للجمهور، بعدها جاءَ دور الشعر، وكانَ ضيفا هذا العام الشاعرة والكاتبة بلقيس حميد حسن والشاعر خلدون جاويد قدمهما الشاعر جاسم ولائي ر، قرأ خلدون عدة قصائد نقلتنا الى عوالم الوطن وحبه والتعلق به، شدتنا الى التراث والذكريات هناك بحلوها ومرها أضحكنا وأبكانا، كان الوطن هو الحاضر والطاغي، هو الشوق كله رغم ما قدمه من الغزل، أما الشاعرة المرهفة بلقيس فكعادتها داعبت لواعج الغربة وآهاتها وتغنت بالوطن وذكرياته، تطلعت الى الحب الأول حيث تلك المدن وأزقتها وناسها الطيبين،ذرفت الدموع وذرفناها معها، لقد أحسسنا دفء ورقة قلبها, وأبهجت الحضور من الذكور بقصيدتها الرقيقة (رجل من عسل)، وهل هنالك رجلٌ من عَسَل حقاً...؟، لقد صفقنا لهما كثيراً. وكانت الفقرة الأخيرة لليوم الأول هو لقاؤنا مع الفنان الحبيب طالب غالي والذي غردَ وعزفَ وأطربنا وداعبت أغانيه شغاف القلب، ودعنا على أمل اللقاء مجدداً في اليوم التالي. أنتهى اليوم الاول بالورود التي وزعت على المساهمين في تقديم الفقرات. الخميس 14 تموز حيث الذكرى 47 لثورة تموز المجيدة 1958 وعيد تأسيس الجمهورية العراقية (اليوم الوطني العراقي). جرى حفل أستقبال بذكرى الثورة، حيث نحتفل لأول مرة به معاً بعدَ إعادة الأعتبار لهذا اليوم المجيد، رحب رئيس أتحاد الجمعيات العراقية في السويد والسكرتير العام للأتحاد ورئيس نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي بالمهنئين بالمناسبة الوطنية السعيدة، كما أستمرت معارض الفن التشكيلي والكتاب والطوابع. وحضر أعضاء من السلك الدبلوماسي للسفارة العراقية في السويد. وبعد الترحيب وتبادل التهاني بالمناسبة العزيزة على العراقيين، رفع الستار عن صورتين للزعيم عبد الكريم قاسم لتندلع موجة تصفيق من الجمهور أبتهاجاً برؤية صورة هذا الشهيد الوطني الغيور. قدم الشاعر محمد المنصور كلمة قصيرة رحب فيها بالحضور والضيوف، رئيس ومدربي وأداريي نادي شيسته لكرة القدم وبالوفد الكروي العراقي والمدربين العراقيين في السويد،كما تم الترحيب بأعضاء السلك الدبلوماسي للسفارة العراقية. وطلب من السادة جونَر تومين (السياسي والعضو القيادي في بلدية ستوكهولم) و أُوفه أريكسون مدير نادي شيسته، وعبد الواحد الموسوي رئيس أتحاد الجمعيات العراقية و حكمت حسين سكرتير عام الأتحاد مدير الدورة والسيدة نرجس لطيف ممثلة رابطة المرأة العراقية، التفضل بتوزيع شهادات التخرج والشهادات التقديرية والهدايا والزهور على أعضاء الدورة التدريبية السويدية العراقية لتطوير مهارات مدربي كرة القدم للفئات العمرية . هذه الدورة بمبادرة من أتحاد الجمعيات العراقية ونادي شيسته وجهود جميلة من الخبير الرياضي السويدي / العراقي المغترب علي الحسناوي وبشراكة منظمة تموز للتنمية في العراق، الوفد برئاسة الكابتن عبد المنعم جابر وشيخ المدربين عمو بابا المسؤول الفني والسيد محي دواي ثامر منسقاً أعلامياً، وكوكبة من لاعبي ومدربي المنتخبات والأندية العراقية وهم: غانم عريبي (مدرب نادي الشباب)، علي كاظم عطية (مدرب شباب نادي الجيش)، حبيب جعفر (مساعد مدرب نادي الطلبة)، مهدي كاظم (مساعد مدرب نادي الطلبة)، شاكر علي ميرزا (مدرب منتخب أشبال العراق دون سن 15 سنة)،عبد الزهرة أسود حسوني (مدرب شباب نادي الأمانة)، عبد الكريم جاسم بدر(مدرب نادي الميناء)، حسن مولى مالح(مدرب النادي البحري ـ البصرة)، لؤي عبد الواحد خلف (مدير مدرسة كرة القدم في السماوة)، محمد رسن عبد (مدير المركز التدريبي للفئات العمرية في مدينة الثورة)، زاهد قاسم محمد (مدرب شباب نادي سامراء)، كريم كردي غربي (مدرب نادي الأمانة)، رعد سلمان داوود (مدرب ناشئة الكهرباء)،جمال سلمان صادق (مدرب أشبال نادي الشباب) أمين ألبير فيليب(مدرب النادي الآثوري). محمد خضير مطلق (مدرب منتخب تربية بغداد الرصافة) عبد الكريم عباس حسن (مدرب مدرسة الشبيبة في حي العامل)، عبد الكريم حسين ثابت (مدرب نادي العمال)، إبراهيم محمد علي عباس (مدرب الفئات العمرية في نادي ديالى) ووسط الهلاهل العراقية والتصفيق الحار توالى أعضاء الوفد لأستلام شهادات تخرجهم وشهادات تقديرية وهدايا رمزية لذكرى الأستضافة، كان الفرح والزهو يشد الجميع، وعندما صعد المنصة شيخ المدربين عمو بابا تملكنا بكاء الفرح ولم نستطع أيقاف دموع إنهمرت دون أن ندري، هذا الأنسان واللاعب والمدرب الكبير الذي أحبه الجميع، هذا الأنسان يستحق التكريم والتقدير من الوسط الرياضي وكل العراقيين لما قدمه ويقدمه رغم كبر سنه ومرضه. كما وزعت هدايا تقديرية رمزية على المدربين العراقيين في السويد منهم السيد علي الحسناوي و أبراهيم شعبان والسيد وهاب علي. وللأداريين الذين ساعدوا الوفد خلال أقامته منهم تنيا أمين وهادي جمشير وسالم علي وقادر رسن ونهاد بهرام. هذا و تسلم الوفد هدايا تذكارية وهدايا أخرى من رابطة المرأة وجمعية المرأة ونادي 14 تموز وشهادات تقديرية من أتحاد الجمعيات العراقية . وفي جو من البهجة والفخر تقدم أحد أعضاء الوفد الكروي التدريبي ليقدم بأسم أتحاد الشبيبة العراقي وساماً بشعاره، هدية تقدير الى أتحاد الجمعيات العراقية في السويد مثمنا لهم تنظيم الدورة وحسن الضيافة هذه الدورة المكثفة للوفد الذي وصل ستوكهولم في بداية شهر تموز، حيث أرتفعت فيها درجات الحرارة بشكل غيرمألوف، وعندما عبرنا للوفد عن فرحتنا بهم وبالحرارة والدفء الذي جلبوه لنا معهم من صيف العراق اللاهب، علق أحدهم، أنها شمس العراق تشرق في ستوكهولم، ولكنني أجبته أن نجوم العراق وشمسها تسطع في السويد، فأنتم النجوم العراقية المتلألئه وأنتم الشمس الساطعة لنا هنا في الغربة. بعدها كان لقاء الجمهور مع رئاسة الوفد السادة منعم جابر والكابتن عمو بابا والمنسق الأعلامي السيد محي دواي، وكانَ حديثاً صريحاً عن الرياضة وشجونها بالأمس واليوم والمشاكل التي تعترض مسيرتها وتطورها. ثم جاء دور الفنان القدير حمودي الحارثي (عَبوّسي) والذي قدمه الأستاذ فرات المحسن مواجها الجمهور في لقاء حميم، هذا الفنان الشعبي والجماهيري الذي أحببناه ولا زلنا نتذكر أدواره بتفاصيلها الصغيرة وكيف لا وقد غدا جزءاً من ذكريات طفولة أجيال عديدة، عَبوّسي الذي كنا نهرول لأقرب جهاز تلفاز عندما يحين عرض مسلسل (تحتَ موسى الحلاق)، ومن منا ينسى (آه ديكي نحباني للو أمتي الفريزة....) و (كوزي تكوز عليه وأنا لسه الحنه بيديه)، عبوّسي الذي كان فرح طفولتنا واجهناه ليكون فرح شيخوختنا هذه المرة، صعد المنصة وسط التصفيق الحاد والهلاهل، وتألق كعادته أعادنا الى الأيام الخوالي، هناك حيث التأريخ الفني، رواد الفن التشكيلي والأذاعة والتلفزيون والمسرح، الى السياسة وأعلامها، رحلة طويلة من العهد الملكي الى الحاضر، حلقات من الصداقات المتنوعة، عشنا معه لحظات التذكر وتوقد الذاكرة الجميل، وكأننا عشنا ليلة من ليالي (ألف ليلة وليلة)، صداقاته البسيطة مع البسطاء والطيبين، أخلاصة وتضحياته من أجل تلك الصداقات، نعم أنه ومضة من التأريخ، تركَ المنصة والكل يود أن يستمر، وبالزهور والأحضان غادر المكان. وكان الموعد مع العزيز طالب غالي مجدداً ليعيد لنا الحيوية والبهجة بعد يوم من النشاط الفني والثقافي والأبداعي المنوع وليطربنا بتلك الأغاني الحبيبة على قلوبنا (عمي عمي يابو مركب يابو شراع العالي بالهوى يرفرف قميصك والهوى شكد عالي...) و(بيت العراقيين هو بيتنا...) وأغاني أخرى رائعة، وعندما أنتهى كانَ الجمهور له بالمرصاد طالباً منه أن يكون صوته غداً مغرداً كذلك، وبالزهور الحمراء ودعناه على أمل أن نستمع له مجدداً. أنتهى اليوم بضيافة عراقية على مأدبة عشاء من قبل أتحاد الجمعيات على شرف الحضور، ضيوف العيد الوطني العراقي، وأيام الثقافة العراقية في ستوكهولم. الجمعة 15 تموز اليوم الأخير من أيام الثقافة العراقية في ستوكهولم،كان الحفل الفني الساهر الذي أحياه الفنان جلال جمال وفرقته الموسيقية، حضرَ الوفد الرياضي والفنانون والشعراء المساهمون بالأيام الثقافية وجمهورٌ غفير من أبناء الجالية العراقية، تخللها تقديم الهدايا والزهور على المشاركين والقائمين على هذه الأيام الثقافية من قبل رئيس نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي السيد محمد العامري وسكرتير النادي، وعندما وصل الكابتن عمو بابا قاعة الأحتفال أستقبله الجمهور بالهلاهل والأغاني (هلا بيك هلا وبجيتك هلا ....) ورفعته أذرع العراقيين عالياُ، كان مشهداً مؤثراً حقاً يعكس مدى حب العراقيين لهذا الأنسان الذي غدا رمزاً للرياضة وللرياضيين العراقيين، كما قدت الشاعرة بلقيس مجدداً قصيدة تالقت فيها لتبدأ مشوار مزاد للوحة فنية، أعقبها الشاعر خلدون جاويد بقصيدة رائعة الهبت حماس الحضور ولبى الغالي طالب غالي دعوة الجمهور له مشكوراً بالغناء لليوم الثالث على التوالي، وأختلط الغناء والشعر والرقص واللقاءات الحميمية في جوٍ من البهجة والمتعة النادرة في حياتنا نحن العراقيون. عشنا معاً ليلة جميلة من ليالي العمر مع هؤلاء القادمين الينا من أماكن بعيدة، وجعلو أيامنا أعياداً حقيقية، أعياداً لا تنسى، وجددوا فرحنا، تألقوا وتألقنا معهم، غادرونا مودعين على أمل اللقاءات الجديدة، وأمنيات بأن تكون في الوطن الحبيب وقد تعافى وإلتأمت جراحاته العديدة، غادرونا وما غادرونا، فأننا سنظل ننتظر ,ونرنوا لهلال عيدهم القادم.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |