نداء الى المهندس يوناذام يوسف كنا

 

نداء  

الى الاخ المهندس يوناذام يوسف كنا المحترم

من المهندس عوديشو ملكو

 

 تحية آشورية واحترام

أخي في الامة السيد يوناذام، المتميز من الرجال يسعى لخدمة الاخرين دوماً. وانت لعمري من هذا الطراز من الرجال، لقد سعيت وانت في ريعان الشباب وكنا معك في بعض المواقف وكان غيرنا في أخرى. وقد رحم الله بعضهم شهداء قرباناً لهذه الامة وبقائها.

 ان ما ذهبت اليه مؤخراً، ضاغطاً على نفسك متحملاً وحدك وزر فعلة تمس عقيدتك الاشورية النقية. وتلقيت والحركة الديمقراطية الاشورية من اللوم ما لا يحتمل. كل ذلك كان من أجل احتواء الابن المارد على الاشورية والجلثم على اسوار نينوى منذ ثلاثة الاف سنة. ولكن ايها الاخ ان الاحتواء يبدأ عندما يتقدم هذا الابن نادماً ولو خطوة واحدة أو يظهر رغبة صادقة...!

 ان بعض الاشوريين من رجال الدين اتباع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية ـ قلت بعض لان الكثير منهم عاش ويعيش آشورياً أبياً اصيلاً اصالة آشور في وطن الاشوريين ـ بعض منهم دأب منذ تأسيس هذه الجماعة (الكنيسة الكلدانية) على رفع الصليب المعظم باليمين وعلى اخفاء خنجر الغدر ضد الاشوريين في اليسار. فكان ما كان من مذابح ومآسي وتشريد وتشتيت بحق الاشوريين المخالفين لهم في مذهبهم الجديد. فما مذابح بدرخان بك وما قبلها، ومذابح الحرب الكونية الاولى وما بعدها وآخرها ملحمة السميل الشهيرة، الا وكان لهم ضلع في تخطيطها ودعم لتنفيذها. والتاريخ مليء بالادلة على ما نقول. وما طلبهم الى الحاكم گارنر وتوقيع تسعة عشر منهم الى بريمر، بأن يقرّ بوجود قومية كلدانية في العراق الا دليلاً واضحاً على عدم الجدوى من وراء العمل القومي معهم.

ولا بد من التطرق الى موضوع خلق قومية كلدانية والقول انه (لا وجود لمثل هكذا شعب أو قومية ذات خصوصية حضارية في كل حقب تاريخ العراق الطويل. فالسومريون لم يكونوا كلداناً، الاكديون لم يكونوا كلداناً، سلالة بابل الاولى "دولة حمورابي" لم يكونوا كلداناً، الكاشيون المحتلون من بعدهم حكموا بابل خمسمائة سنة لم يكونوا كلداناً... حاكم بابل نبوبلاسر الذي خان الشعب والوطن وطلب العون من الاجنبي واسقط الحكم الوطني في العراق هو وابنه نبوخذنصر لم يكونوا كلداناً ايضاً، بل كلديين وفودوا الى العراق من بلاد البحر والخليج العربي. وانهم من عشيرة كلدة البدوية من الجزيرة العربية، وهناك من يقول انهم بدو آراميون انتهى بهم المطاف الى منطقة الاهوار العراقية.

تسلم هؤلاء الحكم في بابل لمدة 73 سنة فقط بعد ان احرقوا نينوى ونقلوا رماد القصور الملكية الى بابل املاً في الحصول على منصهرات معادن الجداريات الاشورية فيه!. ثم دارت عليهم الدائرة فأحرقهم كورش ابن قمبيز الاخميني وصهّر تمثال مردوخ العظيم ونهب ذهبه. وفرض عليهم ان يقدموا للبلاط الفارسي خمسمائة من صبيتهم ليخصيهم قبل ان يخدموه في بلاطه أهانة للكلديين وليذوقهم طعم الخيانة لاسيادهم الاشوريين.

 ومن يتشبث بالتوراة وما رواه عن الكلدان, فهذا المذهب غير صحيح ايضاً، فأن ملك بابل الكلدي عندما دعا السحرة والمجوس والعرافين والكلدان الى قصره ليفسروا حلمه فأنه دعا المنجمين وليس امة كلدانية بكاملها. فلو كان المقصود كلداناً كقوم لكان دعا نفسه هو لانه ملك كلداني حسب مزاعم هؤلاء. ولكان دعا شعوباً مثل اليهود والفرس والعيلاميين... وليس ارباب علم وسحر وبعدد محدود. وعندما عجزوا عن معرفة حلمه قالوا: "وليس ملك عظيم ذو سلطان سأل ساحراً أو منجماً أو كلدانياً.. " عندها غضب الملك "وأمر باستأصال جميع حكماء بابل" ومنهم الكلدان فهل يفهم من هذا ان الملك أمر بقتل جميع شعب بابل على فرض انهم كلدان؟! اذاً فالكلدان الذين دعاهم الملك الكلدي هم عدد من المنجمين, والمنجمون في ذلك اليوم كانوا طبقة متنفذة في المجتمع الاشوري سواء في الشمال أو الوسط والجنوب.

ثمة حالة أخرى في التوراة نفسه لماذا لا يلاحظها دعاة الكلدنة, الم يقل التوراة في سفر يهوديت بأن الملك نبوخذنصر هو ملك الاشوريين.

  عذراً ايها الاخ يوناذام: أخذني الموضوع بعيداً ولكنني اعود واقول: الشجاعة والجهد المبذول في سبيل الامة والوطن اشرف وسام يعلقه الرجل على صدر ابنائه من بعده. وكما قال البطل الاشوري ججي البيلاتي (الرجل الشجاع هو الرجل الذي يستطيع الحفاظ على نفسه وشجاعته في المحن).

نعم انها محنة الامة أن تفتتها الكنائس والمذاهب، ولكنها شجاعتك أن تقف الان مع شعبك الاشوري في محنته وتقرر السير في طريق الامة, طريق آمال شبابها. وتقلب صفحة القبول بأقل من حق الامة في مجال الهوية القومية الاشورية وحضارتها (المحافظة على الجزء خير من التفريط بالمجموع). وتخط اسم الامة الاشورية في الدستور العراقي بارادتك واصرارك بصيغة صريحة دون تشويه او تزويق, ونحن معك في تحقيق ذلك مهما كان الثمن ومهما عظمت الصعوبات.

 ايها الاخ انه التاريخ...! انها اللحظة الحاسمة...!

(على قدر أهل العزم تأتي العزائم) انه وقت العزم حقاً ويوم الانقلاب في مسار الامة الطويل، أما الى الوجود الافضل واما الى النهاية المأساوية وعلى ايدي ابنائها لا سمح الله!

 نعم ايها الاخ أدعوك، ونحن معك، وبجوارك في صدّ أمواج الشر التي باتت تحاصر الامة الاشورية في هذا الوقت المهم من تاريخها وتاريخ العراق والمنطقة بأسرها. كلنا متشبثون بعنوان الامة الجليل وحضارتها وحقها في العراق القادم دعنا نتعاون ونتشاور ونتحاور لتحقيق حلم الاجداد، وراحة ابدية لارواح الشهداء.

 قد يقول قائل ان بواطن هذه الدعوة تنقصها الروح السياسية! نقول له نعم صدقتم فالسياسة ليست الهدف. الامة ومصيرها هي الهدف الاسمى, والسياسة ما هي الا مهنة لخدمة الامة.

  أخي العزيز في الامة: كان بالامكان ان تكون هذه الدعوة بشكل حوار شخصي او سياسي خافٍ عن الانظار وبعيد عن المسامع... ولكن ارتأيت ان نجعل الشعب الاشوري المتعطش للمواقف الصائبة أن يسمع ويقرأ ويثق بأبنائه وبعزم قادته في المحن من أمثالكم ايها الاخ والزميل منذ شرخ الشباب والى الان.

 رعاك الله للامة الاشورية ولذويك جميعاً.

 

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com