بيان من الاتحاد
الاسلامي لتركمان
العراق حول مسودة
الدستور الجديد
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان حول موقف التركمان
من مسودة الدستور الجديد
اقرت الجمعية الوطنية
العراقية مسودة الدستور
الجديد التي عكفت على
اعدادها لجنة ضمت ممثلين
من كل الاطياف والمكونات
السياسية والقومية
والمذهبية من اعضاء
الجمعية ومن خارجها ، ولم
تكن ولادة هذه المسودة
سهلة يسيرة بل مرت
بمخاضات عسيرة وخضعت
لحوارات عميقة تعددت فيها
الاجتهادات واختلفت
الاراء مما اقتضى عقد
اجتماعات على مستوى رؤساء
الكتل البرلمانية
والزعامات السياسية في
البلاد والتي استطاعت ان
تحسم النقاط الخلافية عبر
تسويات تطلبت تنازلات
صعبة وقرارات شجاعة من
اجل بناء الحد المشترك
وخلق التوافق الوطني حول
هذه المسودة الدستورية .
ولايختلف اثنان في اهمية
الدستور في حياة الشعوب
كوثيقة حقوق وحريات وناظم
للسلطات واساس للاستقرار
السياسي والاجتماعي ،
وتبرز اهمية هذا الدستور
في العراق من الحاجة
الماسة والموضوعية له بعد
عقود من الحكم الارتجالي
وطغيان السلطة والاحتكار
السلطوي من قبل فئة صغيرة
عاثت في الارض الفساد
والدمار، كما انه اول
دستور يكتب بايدي
العراقيين وعبر ممثليهم
الشرعيين المنتخبين بشكل
حر ومباشر ....
وقد شارك ممثليين عن
التركمان في لجنة صياغة
الدستور كما في
الاجتماعات التي تمت في
اطار الكتل البرلمانية
والقيادات السياسية وقد
ترك اولئك الممثلين
بصماتهم الواضحة على مواد
هذا الدستور سواءاً فيما
يتعلق بحقوق التركمان او
بالشأن العام الوطني
العراقي .
اننا لاندعي بان ماورد في
هذا الدستور يرتقي الى
مستوى طموحات شعبنا
وآماله العريضة ولكن لاول
مرة في تاريخ العراق يتم
الاقرار بالهوية
التركمانية وعناصرها
الاساسية من لغة وثقافة
ووجود اجتماعي وسياسي
بهذه الصراحة والوضوح ،
حيث تخلو الدساتير
العراقية السابقة
والمتعددة من اي ذكر ولو
خجول للتركمان وهويتهم
وحقوقهم بل تصفهم كاقلية
من دون ذكر اسمهم.
ان شعبنا التركماني
النبيل يحق له الافتخار
والاعتزاز بهذا الدستور
وبما ورد فيه من اشادة
بتضحياته ودوره النضالي
والبطولي والاعتراف
بهويته والاقرار بحقوقه
السياسية والادارية
والثقافية والتعليمية
وينبغي ان نقدر هذا
الانجاز السياسي التاريخي
في اطار ظروفه المرحلية
وفهم المعادلات السياسية
المتحكمة بموازين القوى
الحالية .
ونتمنى ان يمنح هذا
الدستور الامل لشعبنا
ويعزز ثقته بنفسه
وبارادته وبقياداته
السياسية التي استطاعت ان
تنتزع هذه الحقوق ،
وعلينا ان نبتهج كما
يبتهج غيرنا وان نفرح كما
يفعل الاخرون حيث هناك
مايدعونا الى ذلك ولابد
ان نخرج من اطار النظرة
الضيقة والمواقف المحبطة
والانفعالات الانية
والتشكي والتظلم الى ساحة
المبادرة والفعل والتطوير
لما حصلنا عليه والسعي
للمطالبة بما نطمح له .
اننا ندعو شعبنا
التركماني الى التدفق
كالسيل العارم الى صناديق
الاستفتاء ليقولوا (نعم )
لهذا الدستور ويؤكدوا
حضورهم ووجودهم بقوة
ولايترددوا او يتراجعوا
بفعل دعايات المبطلين
والمغرضين .
ان الاتحاد الاسلامي
لتركمان العراق اذ يشيد
بالجهود الخيرة التي
ساهمت في صياغة هذا
الدستور ويشكر كل المواقف
المساندة لحقوق التركمان
من الزعامات السياسية
والوطنية التي وقفت معنا
والى جانبنا ولايفوتنا ان
نبجل الموقف المشرف
لمرجعيتنا الدينية الرش
التي اصرت على تدوين هذا
الدستور باقلام عراقية
منتخبة وشددت على رعاية
حقوق كل العراقيين فيها
على اساس المساواة
والعدالة .
المكتب السياسي
للاتحاد الاسلامي لتركمان
العراق
29 /8/2005