|
تجمع الكتاب والأدباء
الفلسطينيين ينظم ندوة في
جامعة النجاح خلال ندوة نظمها تجمع الأدباء والكتاب الفلسطينيين في "جامعة النجاح" الهوية الثقافية بعد الاندحار الصهيوني من غزة ... تباين الآراء حول الانسحاب
مهند صلاحات - نابلس تباينت أراء الكتاب والأدباء والباحثين حول الموقف من الثقافة والهوية الثقافية في فلسطين وعلاقتها بالاحتلال الصهيوني والانسحاب من غزة،في حين اعتبر البروفسور عبد الستار قاسم النماذج الثقافية الفلسطينية بأنها لا تسر البال وهي مشابهة إلى حد كبير للنماذج الثقافية العربية التي ترى الخلل والهموم وتحاول الابتعاد عنها خوفا أو حفاظا على مصلحة أو الحصول على مال أو نتيجة تسلط وقمع السلطة السياسية، وبحسب قاسم فقد تميزت النماذج الثقافية الفلسطينية بخصال عدة كان أقلها حضورا موقف المثقف الحقيقي الذي يرى الخلل والهم الجماهيري فيقف مدافعا عنه بعيون القائد السياسي الذي يستطيع أن يمنح ويمنع ويعطي ويأخذ. بينما ذهب الدكتور عادل الأسطة إلى التأكيد على أنه بالرغم من الانتفاضة فأن سؤال الفن والأدب والشكل والموضوع يبقى هاجسا يشغل أذهان الكتاب الفلسطينيين سواء اتفقوا في رأيهم أم اختلفوا. جاء ذلك خلال ندوة نظمها اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين في مدرجات ظافر المصري في جامعة النجاح الوطنية، بعنوان:" الهوية الثقافية الفلسطينية بعد الاندحار من غزة...مدلولات وانعكاسات" تحدث فيها الدكتور عادل الاسطة حول قضية الوحدة والاختلاف في الهوية الثقافية الفلسطينية. أما الدكتور عبد الستار قاسم فتحدث عن موضوع "الهوية الثقافية الفلسطينية والتحديات الراهنة".وحضرها عدد من الكتاب والأدباء والمهتمين ووسائل الإعلام. وفي بداية الندوة تحدث الدكتور سائد أبو حجلة في كلمة ألقاها نيابة عن رئيس الجامعة الدكتور رامي الحمد الله أكد خلالها على أن الثقافة الفلسطينية ورغم تعرضها منذ سنوات طويلة لمحاولات التكسير والطمس إلا أنها بقيت تشكل قاسما مشتركا لكل الفلسطينيين في الحواضر والأرياف والبوادي وتركزت فيها ثقافات التحرر والمقاومة للاحتلال وبات ذلك ملموسا في الأدب الفلسطيني منذ بزوغ فجر التحرر على اعتبار أنها اصلت ثقافة المجتمع الفلسطيني الذي توحد أمام كل المستجدات. وأكد أبو حجلة نيابة عن الحمد الله على أن الفلسطينيين مطالبون وبعد جلاء الاحتلال عن قطاع غزة بأن يغلبوا الوحدة في كل المجالات، موضحا أن هناك مسؤوليات كبيرة تقع على عاتق المفكرين والأدباء والعلماء في ترسيخ مفاهيم أصالة مجتمعنا المنطلقة من مبادىء ديننا الحنيف وأصالتنا في العادات والتقاليد التي بدأت تتأرجح تحت وطأة الثقافات الواردة من هنا وهناك. وأضاف أن هناك مسؤوليات كبيرة تقع على عاتق المفكرين والأدباء في ترسيخ مفاهيم أصالة ثقافة مجتمعنا، راجياً أن يكون الانفتاح الثقافي امتزاجاً ملتزماً بالثوابت السياسية والاقتصادية والفكرية. كما وتحدثت أيضا النائب دلال سلامة عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، وأكدت في كلمتها على أهمية إيجاد مصطلحات بديلة لتلك التي خلفها الاحتلال مثل أسماء المستوطنات ومنها نتساريم وغيرها، موضحة أن الكثير من أصحاب هذه الأراضي المحررة نسوا أسماء أرضهم. وقالت سلامة إن الشعب الفلسطيني بفضل حسه المرهف وقدرته على التحدي والصمود تمكن من الحفاظ على هويته رغم الظروف الصعبة التي مر بها ابتداء من الحكم العثماني ومن ثم الانتداب البريطاني وجاء بعد ذلك الاحتلال الإسرائيلي. وقالت سلامة ‘ن هناك حالة من عدم الوضوح في موضوع وصف ما جرى في قطاع غزة مشيرة إلى أن هناك من يقول أن ما حدث هو اندحار بين اعتبره آخرون انسحاب وقال غيرهم انه إعادة انتشار. وفي كلمة اللجنة التحضيرية للتجمع، التي ألقاها مهند عدنان صلاحات، عضو تجمع الكتاب والأدباء وعضو لجنتها الإعلامية نيابة عن رشاد أبو شاور،رئيس اللجنة التحضيرية للتجمع، حيث نقل تحيات التجمعين في الخارج إلى الأهل في فلسطين، وطالب بإطلاق صرخة ثقافية عالية قائلاً: علينا أن نحرس أحلام الشهداء وأن لا نتوم عن الحلم. وعن كلمة اللجنة التحضيرية تحدث صلاحات فيها عن أهداف تأسيس التجمع، ومنها كيفية إيصال نتاج المبدعين إلى شعبهم، مع أنهم ربما لا يعرفون بعضهم بسبب الشتات تحت شعار: "أيها الأدباء والكتاب تعارفوا" هذا التعارف يعني أن يتعارفوا نتاجاً، وتواصلاً، وحواراً . . لتوحيد طاقات الحركة الثقافية. وطالب بمناقشة المهام الملقاة على عاتق المبدع والمثقف الفلسطيني، والبحث عن سبل التواصل وتقوية الأواصر ما بين الحركة الثقافية في الوطن تحت الاحتلال والشتات والمنافي البعيدة، ونقل الهموم الثقافية واقتراح سبل للتطوير.. وتلاها كلمة لرئيس اللجنة الإعلامية للتجمع الشاعر أيمن البلدي تلاها نيابة عنه سري سمور والذي اعتبر مجرد الاجتماع وعقد الندوة لهو دليل ساطع على إرادة الحياة لدى شعبنا، مؤكدا أيضا على أن التحديات التي واجهت وتواجه قضيتنا الوطنية كانت ولا تزال مهما تعدد المراحل والأشكال والأدوات والصياغات ودرجات الأولوية عند العدو تقع جميعا خلف أخطر هذه التحديات المفصلية ألا وهو التحدي الثقافي لثقافتنا الوطنية الفلسطينية.
نابلس
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |