|
لقاء الأنصار الشيوعيين في مؤتمرهم الثاني محمد الكحط – أبو صمود – ستوكهولم جمعهم الفكر والنضال، جمعتهم روحهم الوثابة للتحرر من القيود، جمعهم الجبل والبندقية في كردستان مكاناً للنضال والعطاء والتضحية، هناك حيث تآلفوا مع البيئة الجديدة والصعبة والقاسية، تآلفوا مع بعضهم وأصبحوا كياناً عظيماً، هناك حيث قضوا سنوات عسيرة من العطاء والنضال من أعز أيام صباهم وشبابهم، عمر الزهور الذي لم يبخلوا به من أجلِ وطنهم وشعبهم، من أجل حرية الإنسان العراقي، كانوا هناك معاً تحملوا الصعاب وقدموا التضحيات التي لا يمكن أن يتجاهلها أحد حتى أهل تلك البيئة أنحنوا لهم ولمكابرتهم ولتحملهم، تحدوا الدكتاتورية المجرمة وجبروتها وعملائها، واجهوا الأسلحة الكيماوية وغاز الخردل وغيره من سموم الثاليوم والأنواع الأخرى من العقاقير المميتة من خلال، قدموا الشهداء تلو الشهداء، والقرابين تلو القرابين غير هيابين بالعطاء. اليوم التقوا من جديد وللمرة الثانية وكأنهم في عرس بهي بعد أن فرقتهم وشتتهم الغربة والمنافي الاضطرارية، جاءوا من منافي عدة، من أميركا والدنمارك والنرويج وجيكيا وهولندا وألمانيا والسويد وغيرها من بقاع المعمورة، تعانقوا وكأنهم لم يفترقوا، تغمرهم روح النكتة التي أعتادوا عليها، ألتقوا وهم يرقصون ويغنون وينشدون كعادتهم، التقوا بتلك الروح الوثابة مستذكرين رفاق دربهم الأبطال من الشهداء الميامين الذين رووا أرض كردستان العراق بدمائهم الزكية. كان حضور الرفيقات رائعاً مضيفا لجو اللقاء جمالية وبهاء، وكانت مساهماتهن مميزة، أنهن النصيرات الشيوعيات اللواتي شهد لهن الجميع بقدرتهن على الصبر تجاوز لمعاناة، وفوق تحمل صعوبة الطبيعة وقسوتها، كانت المشاكل العديدة المتعلقة بتقاليد أهالي المنطقة البسطاء التي لا تتقبل وجود أمرأة مقاتلة كالرجل، كما كانت تعتبر وجودهن غير معقول، ناهيك عما واجهن من مصاعب من بعض الأنصار الذين يضيقون من وجود امرأة مقاتلة بين صفوفهم. بدأ التجمع يوم الجمعة في مخيم جميل يقع في جنوب السويد يتألف من عدة قاعات نوم وصالات كبيرة أخرى ومرافق صحية ولوازمها ، ومع دخول كل مجموعة تسمع الصراخ والتهليل والعناق والهوسات ،مساء بدأت الأمسية الأولى بعد عشاءٍ لذيذ ووجبة مشويات فاحت رائحتها وغطت سماء المنطقة بالدخان المتصاعد من مناقل الشوي، والحمد لله ليس هنا طيران ليلي يرصدنا ، وما هي إلا لحظات أعتلى بعدها "شتيوي" المنصة البسيطة ليعلن عن الترحيب بالضيوف ( بعد أن أشبعهم حتى لا ينتقدوه) وبدأ الحفل...... وأي حفلٍ كان أنه ليلة من ليالي العمر حيث صدح صوت أبو الصوف وهو يتنقل كالفراشة في القاعة يقامته الرشيقة وخفته المعهودة، يرقص ويغني ويؤلف ويرتجل المربعات، يشاركه الآخرون، وغنى شتيوي ( وياليته لم يغنَ...) ولكن الصخب توقف وعاد الهدوء عندما بدأت النصيرة العزيزة أم هيفاء بالغناء الهادئ والجميل، فتصفوا الأمزجة ويحلو الجو وتنتعش الأرواح ويغدو الطرب الوسيلة الجميلة للتعبير، فكان صوت علي الصجي صادحاً قوياً هزنا من الأعماق وأطرب الجميع وناوبه بنفس الروح والحماس وبأسلوب آخر شجي العزيز أبو بسام وهكذا أستمرت المطاردات والأنفعالات حتى ساعات الفجر الأولى، وأستمر بعض الأنصار يتسامرون حتى الفجر. وجوه أنصارية طافحة بالحيوية، أبو خلود، عشتار، أنوار، أبو أروى، أبو حاتم، أبو انتصار، عايدة، أم عصام، أحمد عرب، فرهاد، أبو الطيب، ساطع، أم سلام، نادية، بولا، أبو حازم- ابويارا- أبو هادي، م رائد، حامد، أبو حامد، هاشم، أبو حسن حبيب ألبي، أبو حسن ياسر عرفات، وآخرين غيرهم. في الصباح وبعد إفطار شهي بدأت التهيئة لأفتتاح المؤتمر الثاني لرابطة الأنصار الشيوعيين، تعاون الجميع لتهيئة القاعة لتتحول خلال لحظات من قاعة حفل وصالة نوم إلى قاعة المؤتمر الذي بدأ بالوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء الحركة الأنصارية وشهداء الحركة الوطنية وليغني الجميع معاً: ((سنمضي سنضي الى مانريد وطنٌ حرٌ وشعبٌ سعيد)) وبعد مداولاتٍ لابد منها أنتخب المندوبون هيئة الرئاسة و لجنة صياغة القرارات والتوصيات وكان الرفيق عبد الرزاق الصافي – أبو مخلص – والرفيقة شهلة والرفيق أبو وسن في هيئة الرئاسة الذين تحملوا الكثير من العناء لإيصال الأفكار إلى الانسجام والتقارب،والمؤتمر إلى النجاح الذي أتخذ بعد نقاشات طويلة صريحة وشفافة العديد من القرارات والتوصيات تحتاج إلى المتابعة وتكثيف الجهود من قبل اللجنة الجديدة المنتخبة والرفاق جميعاً سواء من تكلف منهم بالعمل الإعلامي وتطويره أو باللجان الأخرى. وقف الجميع يغني مع نهاية المؤتمر وبعد تناول العشاء بدأت بعض الوفود و الضيوف بالتوديع والمغادرة ولكن القسم الأعظم بقي ساهراً حتى الصباح ولم يكف المرح والغناء،وفي اليوم الثالث والأخير بدأنا بعد الإفطار بإعادة تنظيم المخيم لتسليمه،وبدأت ساعة الوداع والعناق وتبادل العناوين وأرقام الهواتف والمواعيد إلى لقاءات جديدة..... توادعنا وكلنا أمل أن نلتقي في المؤتمر القادم وقد تحققت بعض المكتسبات على طريق العراق الديمقراطي أملنا جميعاً .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |