البيت
العراقي في النمسا يستضيف الأستاذ مفيد الجزائري في ندوة العراق وآفاق المستقبل
فيينا – النمسا / وداد فاخر : ضمن برنامج وأنشطة البيت العراقي في النمسا
الثقافية استضاف البيت العراقي بتاريخ 29 . 10 . 2005 في مقره الكائن في الحي
السادس عشر في فيينا الأستاذ مفيد الجزائري الشخصية السياسية والصحفي ووزير
الثقافة العراقي السابق وعضو الجمعية الوطنية الحالي ، حيث تحدث حول موضوع
الندوة ( العراق وآفاق المستقبل ) . وقد أدار الندوة السيد وداد فاخر حيث رحب
في بداية الندوة بالسيد الجزائري وقدم له شكر البيت العراقي وشكر الجالية
العراقية في النمسا والجمهورية السلوفاكية على تفضله كما عودهم دائما بالحضور
والمشاركة في نشاطاتهم الثقافية دوما ومنذ تأسيس البيت العراقي في النمسا ، كما
شكر الحضور وخص بالشكر الجالية العراقية في الجمهورية السلوفاكية الذين تجشموا
عناء السفر لفيينا .
وتحدث الأستاذ الجزائري في مقدمة الندوة وما دار من بعد ذلك من نقاشات وإجابات
على أسئلة الحضور عن أهمية تلاقي وجهات النظر والآراء رغم اختلافها والسعي إلى
إيجاد نقاط التقاء ، أو حتى التفاهم بين وجهات النظر المختلفة . وأكد على النصر
الدستوري الكبير الذي حققه الشعب العراقي يوم 15 تشرين أول / أكتوبر 2005 يوم
الاستفتاء على مسودة الدستور العراقي وإقراره من قبل الجماهير العراقية ، الذي
اختصر الزمن والوقت ، في وقت غير طبيعي يعيشه وطننا الآن ، وجنب العراقيين
العودة من جديد لنقطة الصفر وإعادة دورة العمل لانتخابات جديدة ، وصياغة لمسودة
دستور جديدة أيضا ، رغم التحفظات التي يحملها كل طرف من الأطراف التي ساهمت في
إعداد المسودة ، ولكننا خصوصا كشيوعيين كغيرنا من القوى التي تشارك في العملية
الديمقراطية الجارية في وطننا الآن فضلنا إنهاء الفترة الانتقالية سعيا وراء
انتخاب مجلس نيابي وحكومة منبثقة منه لمدة أربع سنوات مقبلة حيث يجري فيها
تعديل الدستور لاحقا بموجب تصورات كل طرف من الأطراف السياسية العراقية .
فتطبيع الأوضاع واستعادة الأمن والبدء في عملية إعادة الأعمار وفتح الطريق أمام
الاستثمارات في ظل دستور وحكومة دائمة هو مطلبنا جميعا ، لكي نعمل كل شئ في
فترة أربع سنوات . أي إننا بحاجة ماسة لوضع طبيعي وبرلمان وحكومة كاملة
الصلاحية والشرعية للقيام بكل ما نخطط له مستقبلا .
وإذا أجرينا حسابا بسيطا للمكاسب التي حصل عليها شعبنا جراء عملية الإعداد
لمسودة الدستور والاستفتاء الذي جرى عليه ، فقد أدى ذلك لفتح باب الديمقراطية
حتى للرافضين لمسودة الدستور ممن صوت بـ ( لا ) بكل حرية ، عكس ما جرى في
انتخابات كانون ثاني / ديسمبر 2005 عندما جرى تهديد علني لمنع المصوتين على
الدستور من قبل أطراف معينة وقفت ضد التصويت ، والمشاركة في الاستفتاء هي
الصراع الحقيقي بين البشر بواسطة الكلمة بدون استخدام السلاح واللجوء للعنف .
وهناك شعور عام أن عملية إقرار الدستور هي خطوة سليمة ، وكانت حجم السلبيات
بنسبة بسيطة جدا إذا ما قورنت مع ما يحصل في حالة عدم إقراره .
وحول التحالفات الجديدة للقوائم الانتخابية للانتخابات التي ستجري في ديسمبر
المقبل من هذا العام ، فمن المؤكد أن التوازنات السياسية ستختلف عما هي عليه
الآن . وعن تحالف الحزب الشيوعي ضمن قائمة أياد علاوي ( لائحة العراق الوطنية )
أكد الأستاذ مفيد الجزائري بأن ما يرمي إليه الجميع ضمن هذه القائمة هو تأثير
الهوية الوطنية العراقية ، والاهتمام بالوطن ككل ، لأن هدفنا هو المواطنة
العراقية . ونفى ما يضفيه البعض من صبغة لا دينية على النهج العلماني لأن
العلمانية ليست معادية للدين أساسا ، وكانت الدولة العراقية منذ تأسيسها دولة
علمانية وكذلك بقية الدول المجاورة ماعدا دولتين دينيتين في المنطقة ، وشذ عن
ذلك فترة الحكم الدكتاتوري التي كانت ذات صبغة فاشية دكتاتورية . وأعطى مثلا
على مشاركة الحزب في جبهات سابقة أيام العهد الملكي وخاصة في جبهة ربيع 1957
والتي شارك فيها حزب البعث آنذاك ، وهو بالطبع ليس حزب البعث الحالي ، والتي
مهدت لثورة 14 تموز 1958 . وكانت مشاركتنا الفردية السابقة في الانتخابات
الماضية درس للحزب ، دعتنا للدخول في تحالفات جديدة للحصول على نتيجة أفضل ضمن
تحالف موسع .
وعملية التحالفات الجديدة يجب أن تصب في خدمة عملية بناء العراق الديمقراطي
الجديد عن طريق الشرعية الاجتماعية بمعنى وفق مفهوم الصراع الفكري وليس الدموي
، لا كما يفكر البعض ممن يرفع شعار ما يسمى بـ ( المقاومة ) .
أما عن زيارة أمين عام جامعة الدول العربية للعراق ، فقد أكد السيد المحاضر على
بداية تحول في الموقف العربي العام من العراق ، وهو تحول ايجابي من عملية تطبيع
الأوضاع السياسية في العراق .
وحول تفسيرات البعض من المعارضين للفيدرالية فقد فسروها تفسيرات غير صحيحة ،
وبالأخير وافقوا فقط لفيدرالية فقط لكوردستان ، معترضين على قيام فيدراليات في
مناطق أخرى من العراق .
وعموما فقد أبدى الاستاذ الجزائري تفاؤلا كبيرا لما حصل من تطورات إيجابية على
الصعيد السياسي لوطننا العزيز ، ضمن منظوره كسياسي ووزير شارك في العملية
السياسية ، وفي حكومتين سابقتين منذ سقوط نظام الجريمة الدكتاتوري حتى وقتنا
الحاضر .
العودة الى الصفحة الرئيسية
|