البيان التاسيسي لنادي القلم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 لقد كرم الله الانسان بالعقل ووهبه قابلية التفكير ومنّ عليه بنعمة الاختيار، وجعل البلاغ المبين والحوارالمنطقي وسيلة للتفاهم والتقارب بين البشر، فإن التقواعلى فكرة واحدة فبها ونعمت،والا بحثوا عن نقاط الاتفاق ليلتقوا على كلمة سواء بيننا وبينكم، وإن لم يلتقوا فلا إكراه في الدين،وكل يعمل على شاكلته،ولكم دينكم ولي دين ، ولا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوااليهم ، ولا عدوان الا على الظالمين.

 الفكر اذن هو الاساس والقلم هو الاداة والكتابة هي جهاز الارسال والقراءة هي وسيلة الاستقبال.

 بعد سقوط الصنم في العراق وانتهاء حقبة أحادية الفكر وتأميم العقل، برزت الحاجة لتنشيط دور العقل وإحياء الفكر وتشجيع الكـُتـّاب وتنمية مواهبهم وصولا الى مستقبل فكري يليق بالتاريخ الفكري لهذا البلد، ويعبّر عن جغرافيته الثقافية،ويلبي نداء مستقبله الحضاري.

 وقد التقى مجموعة من الذين يحملون هم بناء العراق على الصعيد الفكري-على قلة العدد وخذلان الناصر- آخذين بنظرالاعتبار حرية الاختلاف، وثقافة التعدد، وأدب الحوار، وأخلاقية قبول الآخر، وتباحثوا في ما يمكن ان يقدموه للكُتـّاب الناشئين وللكتاب الجدد الذين لا تتوفر لديهم امكانيات النشر، الامر الذي يؤدي بهؤلاء واولئك الى ضمور الموهبة واضمحلال الفكرة، وقد وجدوا في تاسيس" نادي القلم" شمعة على الطريق تغنيهم عن لعن الظلام، فقرروا انشاءه لمساعدتهم عن طريق تقديم خدمات بسيطة ولكنها مؤثرة، فهي تتعرف على الطاقات المهمَـلة واليائسة، تبعث فيها الروح وتشجعها على دخول الميدان، تقدم لها الافكار التي تحفز على الكتابة عن طريق اطلاعهم على ما يكتب في صحافة الانترنت العراقية، فاذا كتبوا تستلم منهم المادة الخام، وتراجعها لغويّاً، وقد تجري عليها بعض "التعديلات" الضرورية بموافقة اصحابها، ثم تطبعها على الكومبيوتر، وترسلها - لغرض النشر- الى المواقع العراقية من بريد النادي الالكتروني nbn_1@hotmail.com.

 هذه الخدمات البسيطة نعتقد بأهميتها لاننا لمسنا في وقت قصير نمو روح الكتابة ودخول ميدانها من قبل كـتّاب ضيّعوا الفكرَ بين أنقاض الفقر، وانطمرت مواهبهم تحت ركام منازلهم ،عندما أمم الصنمُ العقول، وأشرفت المواهب على الافول .

 ونحن اذ نقدم هذا المجهود المتواضع لرواد القلم وعشاق الثقافة نشعر بضرورة الحرية الفكرية وحرمة الوصاية على النشاطات الذهنية ، ولذا لا نفرض اي قيد غير الذوق والخلق الرفيع، وليكتب الكاتب ما يشاء طالما كان يعبر مختاراً عن رأيه لمن لا يجد نفسه مضطرا لقبوله، بل – وهذا هو طموحنا- قد يصادف معترضا على ما كـَتـَب ، ليرد عليه في حدود الأدب، وهكذا ينمو الفكر ويتفتح العقل

 ربما لا يلائم منهجنا هذا من تعود على التفكيربإجازة من حكومته، أو بفتوى من شيخه، وعذرنا لهؤلاء: اننا فهمنا الاسلام من القرآن والسنة النبوية،لا من السطان والمحاكم البابوية.

 الذي نأمله من السادة أصحاب المواقع العراقية ان يساعدونا بتنميةهذه الطاقات بإحدى خدمتين:

 · إما ان ينشروا المقال (ولو بشيء من التسامح طالما أمكن ذلك)

· واما ان يشعرونا بعدم نشره(ولو بكبس زر Reply فقط) لكي نتداول مع كاتبه سبب رفضه حتى يتجنبه في المستقبل..

 أما لومنّوا علينا بذكر السبب فهو فضل لن ننساه ولا ينساه أعضاء النادي.

لكنّنا نعتقد أن اهمال الموضوع بصورة تامة ( لا نشر، ولا تبيان السبب) يترك أثرا سلبيا لا يخفى على أصحاب القلم.

 شاكرين لكم تعاونكم سلفا،والله من وراء القصد

 نادي القلم nbn_1@hotmail.com

عبد الحسين جاسم