المنتدى الأسترالي العراقي يقيم ندوة تحت عنوان (العراق بين الماضي والحاضر)

 

المنتدى الأسترالي العراقي في ندوة بعنوان "العراق بين الماضي والحاضر"

مسعى جاد لكشف الحقائق .. وتطلع رائع نحو مستقبل واثق

 

 بنجاح كبير نظم المنتدى الأسترالي العراقي وعلى مدى سبع ساعات يوم الجمعة الموافق الرابع من تشرين الثاني 2005 ندوة مفتوحة بعنوان "العراق الماضي والحاضر"، قدمت خلالها مجموعة من المحاضرات والمداخلات المنهجية والتوثيقية الهادفة والمبرمجة التي نالت انتباه واعجاب مايزيد عن 160 من الحاضرين والمشاركين، على اختلاف اهتماماتهم وتوجهاتهم وانحداراتهم الدينية والإثنية، وذلك على مختلف أصعدة التخطيط والتنظيم والطروحات والمناقشات.

انعقدت الندوة على قاعة كلية التجارة والاقتصاد في جامعة ملبورن، بحضور السفير العراقي في أستراليا الأستاذ غانم الشبلي وممثلين عن وزارة التعددية الثقافية، ووزارة الهجرة، ووزارة الخارجية، إلى جانب ممثلين عن حكومة ولاية فكتوريا، كما حضرت الندوة نخبة من الباحثين والمهتمين بالشأن العراقي من الجامعات والمؤسسات الأسترالية، والعديد من أبناء الجالية العربية عموماً والعراقية خصوصاً.

وقد تجسدت الأهداف المرسومة للندوة بتقديم محاضرات قيمة للتعريف بتاريخ العراق وحضاراته العريقة، وعكس صور وملامح عن واقع وأوضاع الجالية العراقية في أستراليا، وتسليط الضوء على الأوضاع الاستثنائية التي يمر بها العراق وهو يخوض غمار رسم ملامح وترسيخ تجربته الديمقراطية الجديدة، وسط ما يتعرض له من تحديات القوى الشريرة التي تحاول قبر هذه التجربة الفتية في مهدها.

ولدى افتتاحه الندوة باسم اللجنة المنظمة رحب الدكتور خيري السعد نائب رئيس المنتدى بالحاضرين، وأشار إلى أهداف الندوة والى الصعوبات الكبيرة التي رافقت عملية التهيئة والإعداد لها، من جهة قلة الكادر البشري وضعف الإمكانيات والموارد، والتي ذللت من خلال العمل الجماعي الدؤوب والحرص الشديد على تقديم مستوىً عالٍ من العمل المنظم في سبيل تسليط الأضواء على ما جرى ويجري في العراق واستشراف آفاق المستقبل. وشكر الجهات والمؤسسات التي ساهمت في دعم وإنجاح الندوة. كما تطرق باختصار إلى المشاريع التي يضطلع بها المنتدى في سبيل دعم عملية بناء العراق الجديد.

وبعد ذلك أدار الجلسة الأولى للندوة الدكتور رياض المهيدي رئيس المنتدى، فقدم الدكتور ستيوارت ماكنتاير عميد كلية الآداب في جامعة ملبورن الذي تولى نيابة عن رئيسها الافتتاح الرسمي للندوة، فأكد على الأهمية الخاصة التي تكتسبها ندوات من هذا النوع في مجال التعريف بحضارات الأمم والشعوب، وثمن مبادرة المنتدى الأسترالي العراقي لإٌقامة هذه الندوة.

ونيابة عن وزير التعددية الثقافية تحدث السيد بروس بلسون عضو البرلمان الفدرالي والسكرتير البرلماني لوزير الهجرة والسكرتير البرلماني لوزير التعددية الثقافية والذي أشاد بمبادرة المنتدى الأسترالي العراقي في إقامة هذه الندوة الهامة والإسهام في ترسيخ مبادئ ونهج التعددية الثقافية في المجتمع الاسترالي ... وأشاد ممثل الوزير بمشاركة الجالية العراقية بكافة أطيافها في البناء الاقتصادي والاجتماعي للبلد لتصبح عنصراً مهماً في النسيج الاسترالي المتعدد الثقافات. كما المح بشكل خاص الى الوجود الواضح للجالية العراقية في مدينة شبرتون والتي استطاعت الاندماج السريع والمساهمة الفعالة في مجتمع المدينة ونشاطاتها لتصبح مثلاً يقتدى به في عموم البلاد.

وتحدث السيد السفير العراقي في استراليا الاستاذ غانم الشبلي عن أهمية الندوة في ابراز الجانب الحضاري للعراق وأشاد بجهود المنتدى الاسترالي العراقي من خلال مبادراته وبرامجه لبناء جسور التعاون بين المؤسسات الاسترالية ومثيلاتها في العراق. وعبر عن امتنان حكومة وشعب العراق لمشاركة أستراليا الفعالة في دعم مسيرة بناء العراق الجديد وردع فلول الارهاب من خلال التواجد الفاعل للقوات الاسترالية ومن خلال اسهامات استراليا في بناء مؤسسات العراق الجديد على مستويات عدة.

بعدها جاء دور السيد هافال سيان ممثل اقليم كردستان في استراليا والذي تحدث عن تطلعات العراقيين لبناء مؤسسات العراق الديمقراطي التعددي الفدرالي والتي تحترم من خلالها حقوق ابنائه بكافة انتماءاتهم القومية والعرقية والدينية. كما شكر منظمي الندوة على حسن الادارة ولدعوته لحضورها.

وبعد انتهاء الكلمات الافتتاحية ابتدأت المحاضرة الاولى في هذه الجلسة والتي كانت للأستاذ هادي القزويني عضو المنتدى والمقيم في ولاية نيو ساوث ويلز. وقد تحدث فيها عن تاريخ وحضارات وادي الرافدين وقد عزز محاضرته بمجموعة جميلة من الصور التاريخية التي تمثل مساهمات العراقيين وانجازاتهم العلمية والثقافية على مد العصور في بناء صرح الانسانية.

أما المحاضرة الثانية فقد ألقاها الدكتور خيري السعد نائب رئيس المنتدى، وقد كرسها للحديث عن تاريخ هجرة العراقيين إلى أستراليا، وظروف استقرارهم، والتحديات التي واجهتهم ومازالت تواجههم. كما تحدث عن تأثيرات ما جرى ويجري في بلدهم الأم على أوضاعهم في أستراليا من النواحي السياسية والاجتماعية.

وقد اختتمت الجلسة الأولى بمحاضرة قدمتها الدكتورة سلمى الخضيري عضو المنتدى، كانت في الواقع خلاصة للدراسة التي أعدتها نيابة عن المنتدى الأسترالي العراقي للتعريف بالجالية العراقية في أستراليا من خلال الأرقام والخلاصات التي أفرزتها بيانات إحصاء عام 2001 في أستراليا.

وبعد استراحة لمدة نصف ساعة تم خلالها تناول بعض المرطبات، عادت الندوة المفتوحة إلى الانعقاد بإدارة الدكتور توني لادسون الأستاذ في جامعة موناش ورئيس وحدة المياه في القسم المدني بكلية الهندسة الذي تحدث بإيجاز عن عن أهمية تسليط الضوء على ما جرى للأهوار العراقية والتذكير بها كجريمة كبرى بحق البيئة العالمية، ولما لها من انعكاسات مناخية على العراق والمنطقة.

ثم قدم الدكتور حسين غادري الأستاذ والباحث في مجال المسطحات المائية في جامعة كريفث الاسترالية والذي سلط في محاضرته الأضواء على الحقائق العلمية المتعلقة ببيئة الأهوار والأنهار التي تصب فيها. وقد عزز محاضرته بالصور الفضائية والتحليل العلمي التي أوضحت مدى الإنحسار الحاصل في مساحة الأهوار نتيجة الإجراءات الهمجية لحكومة النظام العراقي المقبور من جهة وإقامة السدود والمشاريع الإروائية في أعالي نهري دجلة والفرات في كل من تركيا وسوريا من جهة أخرى. وقد أشار الدكتور غادري في محاضرته أيضاً الى انعكاسات ما حصل ويحصل لبيئة الأهوار على الواقع المناخي والجغرافي والسكاني في العراق والمنطقة. واختتم محاضرته بالإشارة الى التحديات الواقعية التي تواجه مشروع إعادة بيئة الأهوار بعد أن نالت قسطاً كبيراً من الإهمال والتدمير مما حعلها تعد جريمة بيئية كبرى.

بعد ذلك ساهم الأستاذ على الحلي سكرتير المنتدى الأسترالي العراقي نيابة عن الدكتور حسن الجنابي عضو المنتدى والمستشار في وزارة الموارد المائية العراقية في توضيح مساعي الوزارة الجادة وجهودها الحثيثة في احياء بيئة الأهوار بالتعاون والدعم من المؤسسات العالمية ذات العلاقة. وقد عزز ذلك بالصور الجميلة لهذه البيئة الخلابة كما عرض فيلماً وثائقياً أعدته وزارة الموارد المائية في هذا الشأن.

وبعد انتهاء هذه الجلسة انصرف الحاضرون إلى تناول الغداء، لينتقلوا بعد ذلك إلى الجلسة الثالثة والأخيرة للندوة المفتوحة التي أدارها الدكتور فراس رسول الباحث في جامعة كوينزلاند وعضو المنتدى الأسترالي العراقي.

وكان المتحدث الأول في هذه الجلسة البروفسور عبد الهادي الخليلي أخصائي العيون والأستاذ في جراحة الجملة العصبية في جامعة بغداد والذي حضر خصيصاً للمشاركة في هذه الندوة من مقر إقامته الحالي في كندا. وقد تحدث الأستاذ الخليلي عن أوضاع قطاع التعليم العالي في العراق بشكل خاص والتحديات التي يواجهها على سبيل إعادته ليكون صرحاً علمياُ يحتضن الطاقات والإمكانيات العلمية العراقية ليساهم في بناء العراق الجديد بعد أن نال هذا القطاع الحيوي حصته الكبيرة من الإهمال والتهميش على مدى الثلاثة عقود المنصرمة. حيث عانى قطاع التعليم العالي والبحث العلمي من نقص الكادر وشحة المصادر وعدم التواصل مع مستجدات العلم والتكنولوجيا في زمن تتسابق فيه الأمم والشعوب للحاق بركب التقدم المتسارع حتى أصبحت الهوة كبيرة تتطلب ستراتيجية علمية والمزيد من الدعم والمثابرة لتقليصها.

أما المحاضرة الثانية في هذه الجلسة فتناول فيها السيد السفير العراقي في أستراليا الأستاذ غانم الشبلي مستجدات الأحداث على الساحة العراقية وما وصلت اليه العملية السياسية على سبيل بناء العراق الجديد، وإقرار الدستور الدائم ومساعي الحكومة العراقية متمثلة بالهيئة الرئاسية ورئاسة الحكومة والجمعية الوطنية في بناء مؤسسات الدولة العراقية الجديدة وردع الارهاب وتقديم الخدمات الى أبناء الشعب العراقي المحروم المتطلع الى غدٍ أفضل.

واختتم الندوة الدكتور كاميران عبدوكا عضو الهيئة الادارية للمنتدى بكلمة شكر فيها الحاضرين والمتحدثين وكافة المؤسسات التى ساهمت في تقديم الدعم المادي والمعنوى لإقامة هذه الندوة ولكي يستطيع المنتدى مواصلة نشاطاته وبرامجه الطموحة.

ومن الجدير بالذكر ان المنتدى الآسترالي العراقي هو تجمع غير سياسي لمهنيين أستراليين من اصول عراقية من اكاديميين وباحثين وأطباء ومهندسين وخبراء في مجالات عدة. يسعى المنتدى الى مد جسور التعاون بين المؤسسات الاسترالية ومثيلاتها من المؤسسات العراقية في سبيل الإسهام في دعم وبناء المؤسسات العراقية في العراق الجديد. كما يسعى المنتدى الى التعريف بالثقافة العراقية وابراز الوجه الحضاري للعراق بكافة أطيافه لدى المجتمع الاسترالي والمؤسسات والجمعيات ذات العلاقة. ويسعى المنتدى الى تشجيع الحوارات مع قطاعات المجتمع الاسترالي المختلفة على سبيل تحقيق التواصل لبناء مجتمع استرالي متعدد الثقافات. لمعرفة المزيد عن المنتدى الاسترالي العراقي ونشاطاته المستقبلية يرجى زيارة موقعه الالكتروني: www.aiforum.org.au

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com