لقاء جماهيري في لندن لدعم ضحايا الإرهاب في العراق

 

 العراق الجديد - لندن : في الذكرى السابعة والخمسين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، أقامت لجنة إسناد ضحايا الإرهاب في العراق وبالإشتراك مع مؤسسات المجتمع المدني العراقية في بريطانيا ( لقاءاً جماهيريا ) في قاعة مركز ( أدفيت) الثقافي بويمبلي غرب مدينة لندن في الساعة السادسة مساءا من يوم السبت 4 كانون الأول 2005 .
وشارك في اللقاء الذي أداره الدكتور هشام ابراهيم كل من السيد الدكتور صاحب الحكيم مقرر حقوق الإنسان في العراق الذي أثار في حديثة مأساة الشعب العراقي من خلال الجرائم الكبيرة والكثيرة التي ارتكبها النظام الصدامي المقبور وقد تحدث عن كثير من تقارير المنظمات الدولية التي تعني بحقوق الإنسان التي ثبتت تلك الجرائم وكما ورد في التقرير الدولي الذي تناول التجاوزات الخطيرة بحق الشعب العراقي حيث اعتبر هذا التقرير أن أغرب وحشية عرفت في العالم هي تلك التي مورست على الشعب العراقي من قبل البعث الصدامي حيث أخذ حتى الأطفال كرهائن لإجبار آبائهم على تسلم أنفسهم للسلطة وهذه سابقة لم تعرف في بلد غير العراق وكا مرست عملية خطف الأطفال أيضا . ثم تطرق الى الكارثة البيئية في أهوار العراق حيث قتل هناك الإنسان والحيوان والنبات . وقد ذكر الحكيم أن أكثر من 4000 إمرأة في العراق تم اغتصابهن من قبل أزلام النظام السابق .
وتحدث بعد ذلك الدكتور حامد أحمد وهو متخصص في البيئة ، عن النتائج البيئية الخطيرة التي خلفتها جريمة تجفيف الأهوار ، وذكر أن هذه الجريمة ترفضها كل القوانين الدولية والمحلية ، وقد عرض الدكتور حامد بعض ( السلايتات) التي أثبت من خلالها جسامة الجريمة على الأحياء في تلك المنطقة التاريخية والتي سكنها الإنسان من زمن الدولة البابلية وقد قارن من خلال تلك العروض المصورة شبه الحياة واستمرار نمطها في المنطقة منذ القدم ، وذكر أن الهدف من جريمة التجفيف هو إحداث إبادة دينية وبشرية ، وأكد أن الدولة في الوقت الحاضر قد أولت اهتماما كبيراً في إعادة الحياة للأهوار المجففة وقد نجحت الحكومة فعلاً لإعادة المياه الى 40% من مجمل المساحات التي تم حبس المياه عنها وتجفيفها .
ثم ألقى الدكتور طارق نجم عبد الله كلمة الدكتور السيد إبراهيم الجعفري رئيس وزراء العراق والذي أعلن دعمه وتضامنه مع شهداء وضحايا الإرهاب وقد أكد أن الإرهاب أصبح ظاهرة خطيرة في حياة الشعب العراقي ، وقال أن الحكومة جادة في عمليات استئصال الإرهاب من العراق والمنطقة ، معتمدين في ذلك على الطاقات الذاتية وعلى أبطال العراق من رجال الجيش والشرطة وبالتعاون مع أبناء الشعب العراقي . ثم تطرق الجعفري في كلمتة الى الإنجازات التي حققته حكومته وساق الكثير من هذه الإنجازات ثم قال في نهاية كلمته : أن الإنسان العراقي هو الهدف وأن رعاية ذوي الشهداء وضحايا الإرهاب والوفاء لهم هي من صميم برنامجنا السياسي ومنهجنا الوزاري ،. ودعا الجعفري أيضا المخلصين في الأمة الى الإستمرار في العطاء وترسيخ مبادي الديمقراطية ودولة القانون . وقد وزعت الكلمة على الحاضرين بعد إلقائها .
وتكلم الأستاذ نزار الخير الله وهو باحث في قضايا التحول الديمقراطي في العراق عن الدستور وحقوق الإنسان حيث أكد على ضرورة سيادة القانون وتأتي هذه الأهمية بعد أن شهد العراق دمارا للبنية التحتية ودمارا أكثر خطورة وأصعب أصلاحا وهو دمار الإنسان ، وذكر مفهوم حقوق الإنسان وعلى من تقع مسؤولية التفسير العملي لهذا المفهوم والذي يتضمن منظومة الحقوق السياسية المتعلقة بحرية التفكير والعقيدة ومنظومة الحقوق الإقتصادية والإجتماعية كالضمان والتقاعد والصحة . ومما ذكره الإستاذ الخير الله هو أن عدم التطرق لمسألة حقوق الإنسان في مسودة الدستور بشكل تفصيلي نقطة إيجابية لإعطاء المجال الكافي لصياغة قوانين متينة وشاملة تضمن تلك الحقوق وتصونها ، والنواقص في الدستور فيما يتعلق بوضع المرأة وغيره هو أمر طبيعي ولا يشكل خطرا طالما أن هناك فرصة لتعديل بنود الدستور وأن العملية السياسية تسير بخطى تكاملية . وأكد الخير الله في نهاية كلمته أن الشعب العراقي قادر على تجاوز الصعوبات فإنه شعب حي ومثابر. وقد أبدى ملاحظات حول المحكمة الدستورية ، وأكد على ضرورة إعطاء الحرية للأشخاص في تقديم مظالمهم الى المحكمة بصورة مباشرة .
وآخر المتكلمين في هذا اللقاء الجماهيري كان الخطيب المعروف السيد أبو حسن والذي حضر اللقاء من مدينة دبلن في إيرلندا حيث انصب حديثه على (التطرف والإرهاب ) الذي أصبح صفة بارزة لدى فئة معينة من المسلمين الذين حاولوا من خلاله اصباغ الإسلام بصبغة الإرهاب والتطرف ، لكن السيد أبا حسن اكد من خلال حديثة أن لاصلة بين الإسلام والتطرف أو الإرهاب وأن ما يحصل هو استمرار لما شهده التاريخ الإسلامي منذ الدولة الأموية أو ما قبلها ، وقال إن الإسلام هو السلام ( ياأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ...) ، وقال أن الحضارة لا تبنى بالحرب وقد جرب الطغاة ذلك على مر التاريخ وكانت النتيجة أن الطاغية صدام قد بنى في العراق حضارة من المقابر الجماعية ، وقال : إن الإسلام يدعو الى الأمن ( ربي اجعل هذا البلد آمنا ) ولذلك كانت سمة التفكير الإسلامي ( المرونة) وليس التعصب أو التطرف . وذكر سماحته أن ماحصل لدعاة الإرهاب والوهابية أو السلفية التكفيرية ليس حدثا عابرا أو هو أمرا عاديا ، بل إنها العولمة التي جعلت كل شيء في هذا العالم تحت الأضواء الكاشفة وما عادت هناك فرصة للتفكير التكفيري الوهابي من فرصة لتمرير أفكاره المنحرفة وكما كان يفعل سابقا في خديعته للناس . وذكر سماحته أيضا أن فكرة تصادم الحضارات قد أسيء فهمها عندما اعتبر البعض أن هذا التصادم هو بين الحضارة الغربية وبين الحضارة الإسلامية ، فالحضارة الإسلامية لا تتعارض مع التطور الفكري والتقني وكما هو حاصل في الغرب ، أنما المقصود لو وجد مثل هذا التصادم أنما يكون بين الحضارة الغربية وبين حضارة بني أمية التي ورثتها الوهابية والسلفية التكفيرية ، وخلص قائلاً : أن ما يحصل في العراق ليس أمرا خاصاً بالعراق أنما هو أمر يهم العالم بأجمعه ، ثم تسائل : لقد كُتب الدستور العراقي في الوقت الذي كتب فيه أكثر من 20 دستورا في العالم ، فلماذا لا تشخص أنظار العالم إلا لدستور العراق .. ولماذا تسلط الأضواء فقط على دستور العراق ؟ ثم قال : لقد شهد تاريخ العراق الكثير من الأنظمة الديكتاتورية وكلها مارست القمع بحق شعب العراق بإسلوب واحد وأن مرد ذلك يعود الى هدف مشترك لكل الديكتاتوريات التي حكمت العراق وهذا الهدف هو محاربة المباديء والقيم التي خلفها مذهب أهل البيت في وجدان الشيعة في العراق .
وقال سماحته : والغريب أن القمع الذي مورس بحق الشيعة في العراق اتخذ سياقا واحدا متشابها على مر العصور ، فكما اعتدي على ( مرغريت حسن ) وهي المعاهدة فإن النساء الشيعيات كان يعتدى عليهن في زمن الدولة الأموية والعباسية ويعتدى على المعاهدة أيضا في ذلك الوقت .
وختم السيد أبو حسن كلامه قائلا ً : وكما أن صداما هو خلاصة الطغاة السابقين ، فإن المؤمنين الذين يحكمون العراق اليوم من أتباع أهل البيت هم خلاصة ما سبقهم من المؤمنين .
وتضمن برنامج اللقاء الجماهيري قصائد شعرية شعبية لملا باسم الكربلائي وأخرى للسيد أحمد أبو طبيخ ثم قصيدة للشاعر والكاتب العراقي علي الشلاه .
وقد انتهى البرنامج في الساعة العاشرة ليلاً.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com