بيان من الهيئة العليا للدعم والإسناد ضد الإرهاب في العراق

 

 يضرب الإرهاب مرة أخرى وبشكل وحشي المدنيين الأبرياء في العراق في اللطيفية والمقدادية وكربلاء والرمادي وبغداد. ورغم أن هذا الإستهداف لم يتوقف منذ إصدارنا بياننا الأول إلى يومنا هذا فإن الأحداث الإجرامية في الأيام الماضية تأخذ شكلاً يدعو للتوقف والمتابعة. فبالإضافة إلى إستخدام السيارات المفخخة والعبوات الناسفة وذبح عوائل كاملة وتفجير الإنتحاريين أنفسهم وسط مجالس العزاء وفي الأسواق والساحات العامة إضافة إلى مراكز الدولة والإغتيال والإختطاف وضرب البني التحتية. ومع هذا التصاعد فإننا نلاحظ أن العمليات الإرهابية تتنوع في اساليبها وأصبحت تمتلك حرية أكثر من قبل في إستمرارها في نهجها الذي يستهدف الأبرياء العراقيين. وقد يبدو هذا التصاعد متزامناً مع إرهاصات تحولات سياسية تدعو إلى التفاؤل، لكن المسألة كما تراها الهيئة العليا للدعم والإسناد ضد الإرهاب في العراق تتخطى هذه الإرهاصات رغم عدم نفي تأثيرها. إذ أن التعامل الإرهابي بهذا الشكل يستند على عوامل ضعف في الأداء الرسمي والشعبي العراقي رغم وجود بوادر قوة واضحة نرصدها بكل فخر واعتزاز لقواتنا المعنية بحفظ الأمن والنظام

 وقد حددنا في بيانات سابقة بعض العوامل التي يستغلها الفعل الإرهابي في التحرك بيسر وسهولة لكي يستهدف كلما يتمكن من الوصول إليها. ومن هذه العوامل منح حرية الحركة الكاملة للقواعد السياسية والتمويلية والإعلامية له دون قيود، ووجود تلكؤ واضح في الجانب القضائي والتنفيذي في متابعة قضايا الإرهاب، وكذلك وجود خلل لا يمكن إخفاؤه في الأجهزة المخابراتية والأمنية المختصة بأمن الدولة والنظام. كما نشير إلى أن قانون مكافحة الإرهاب مايزال حبراً على ورق ولم ترصد الهيئة لحد الآن أي تفعيل لفقراته منذ إقراره من قبل الجمعية الوطنية منذ ما يقارب الاربعة شهور

إن استمرار التلكؤ على هذه الوتيرة يشكل عبئاً إضافياً على الأجهزة الأمنية والقوى المختصة الأخرى كي تقوم بدورها في حماية ارواح المواطنين وممتلكاتهم والتي تعتبر الواجب الأول الذي يجب على الدولة القيام به

 إن الهيئة العليا للدعم والإسناد ضد الإرهاب في العراق تؤكد مرة أخرى على الأمور التالية:

 - البعث كتنظيم وحزب وكقاعدة مخابراتية يشكل العمود الفقري لكافة الأعمال الإرهابية التي توجه ضد المواطنين ومؤسسات الدولة والبنى التحتية. ومايزال هذا الحزب ينشط سياسياً بواجهات وشخصيات سياسية وإجتماعية متعددة، تتعاطى بالشأن السياسي، تتفاوض وتصرح، وتعقد الصفقات.. الخ ، دون أي تساؤل أو متابعة لهذه الشخصيات، ولا نخفي سراً أن من هذه الشخصيات خلف العليان وصالح المطلك وظافر العاني وهي شخصيات كانت من صميم النظام البعثي المنهار واسسه العسكرية والإقتصادية والإعلامية

إن محاصرة البعث سياسياً وإعلامياً وفكرياً ستشكل محاصرة للإرهاب الذي يوجهه هذا الحزب ويتبناه. ومنح هذا الحزب الإرهابي الفرصة للتحرك بحرية يعني منح الإرهاب الحرية في ضرب الأبرياء من شعبنا العراقي

- التعاطي القضائي مع الإرهاب والإرهابيين، وقد أبرزت محاكمة كبير الإرهابيين صدام التكريتي وزبانيته خلل هذا الجهاز وضعفه في التعامل مع الإرهابيين، وقد أعطى فسح المجال للإرهابي صدام التكريتي في أن يوجه توجيهاته ورسائله المباشرة أوالمشفرة لقواه الإرهابية عن طريق قاعة المحكمة، إضافة إلى إعطاء زبانيته مطلق الحرية في التهجم على الذين تعّرضوا لبطشهم وإرهابهم، أعطى هذا كله إشارة واضحة للإرهابيين أنهم يتحركون في ظل نظام قضائي متسامح بل ومشجع لهم. كما نشير في هذا الصدد أيضاً إلى الأحكام المخففة تجاه عتاة الإرهابيين وخاصة القادمين من وراء الحدود

 - التعامل المخابراتي تميز ايضاً بالضعف والتخبط وعدم التركيز على أولويات الأمن الوطني العراقي. وفي هذه المناسبة تسجل الهيئة العليا للدعم والإسناد ضد الإرهاب في العراق ملاحظتها على عدم وجود أي تحرك واضح وفاعل لهذه الأجهزة في مواجهة الإرهاب، وإنما انصّب عملها على تكرار برامج الأجهزة الأمنية وأولوياتها في فترة نظام البعث البائد. كما أن هذه الأجهزة مازالت تدار وتوجه من ضباط أمنيين في فترة نظام البعث. إن عدم وضع مواجهة الإرهاب في العراق كأولوية مطلقة في التعامل المخابراتي وتواجد كمية كبيرة من الضباط البعثيين في صفوفها يجعلنا نشعر أن هذه القوى تمثل دعماً للإرهاب أكثر مما تمثل عامل ردع ومنع له. إننا نكرر مرة اخرى على ضرورة إنشاء جهاز أمني متخصص في متابعة شؤون البعثيين والقوى البعثية على اختلاف واجهاتها

- يوجد تلكؤ واضح فيما يخص الجانب الإعلامي، وبدلاً من وجود عدد محدود من القنوات إعلامية عربية وغير عراقية تدعم الإرهاب فإن الهيئة سجّلت تفريخ عدد أكبر من القنوات التلفزيونية والإذاعية الداعمة للإرهاب والمتبنية لمنطلقاته الطائفية والدكتاتورية، وهذه ظاهرة تكشف عن وجود فوضى ولا مبالاة في التعامل مع النشاط الإعلامي الداعم للإرهاب والإستهداف الإرهابي الموجه ضد المواطن العراقي. ينبغي تشكيل أجهزة رقابة ومؤسسات متابعة تراقب عمل الهيئات الإعلامية العاملة في العراق ونذكر على وجه الخصوص قنوات الشرقية، والبغدادية، والزوراء، وبغداد. إن هذا التزايد يعني أن الحكومة العراقية تعطي مؤشرات واضحة للإرهابيين على أنهم يستطيعون أن يعرضوا إرهابهم ورسائلهم الإرهابية بلا أية عوائق

 - العمليات الإرهابية لها بعد محلي ومناطقي في تحركها، ولا تعتمد بالضرورة على تواجد أجنبي إلا من خلال الدعم المالي . ومع ملاحظة هذا البعد فإن هنالك بعض المناطق التي تحتضن الإرهاب والقتلة وتتوفر على نسبة غير قليلة من المنتمين إلى البعث، وتوفر غطاءً إجتماعياً وعشائرياً لهؤلاء الإرهابيين. وحسب تصور الهيئة فإن هذه المناطق يجب أن تتعرض لتواجد دائم من قوى الأمن وحفظ النظام بشكل يمنع قيام مناطق احتضان للإرهاب وتوفير قواعد انطلاق وودعم له

 - سهولة الحصول على الإسناد اللوجستي وعلى وجه الخصوص السيارات وتلفونات الموبايل تسهل مهمات الإرهابيين في القيام بعملياتهم للتنفيذ والنقل والإتصالات والتفجير عن بعد. وهذه مسألة ينبغي الإلتفات إليها في هذا الجانب وكيفية الحد أو على الأقل متابعة تجارة السيارات والموبايل

 - وجود شبكة دولية تدعم هذا الإرهاب، تغطيه تمويلياً بشكل خاص، وتنشط هذه الشبكة والتي يديرها أجانب وبعثيون عراقيون في أوربا والدول العربية المجاورة للعراق ودول الخليج. وقد تمكنت الهيئة من رصد تحركات ولقاءات تتم بين مواطنين أردنيين وسوريين وخليجيين مع بعض الوجوه البعثية الهاربة في بعض الدول في سبيل دعم العمليات الإرهابية في العراق

- الإنضباط الأمني والشعبي ومتابعة كل ما يحدث يمثل جزء من تضييق الخناق على الإرهابيين.

 - وسائل حماية أكثر للمواقع الإستراتيجية والبنى التحتية، إضافة إلى إستخدام حلول أكثر تطوراً ستمنع الإرهابيين من تحقيق أغراضهم في ضرب المنشآت الخدمية. ونذكر هنا على سبيل المثال دفن الأنابيب الناقلة للبترول وما إلى ذلك دون الكشف عن مواضعها سيضمن عدم سهولة استهدافها وهذه مسألة تطرقت إليها مجلة جينز للدراسات العسكرية في أحد أعدادها

 إن الهيئة العليا للدعم والإسناد ضد الإرهاب في العراق كلها أمل أن الحملة الإرهابية البعثية والتكفيرية لن تؤثر على شجاعة شعبنا وبطولته في مسيرته نحو المستقبل، والمرحلة تتطلب إجراءات إستثنائية صارمة في مواجهة الحملة الإرهابية وبشكل أكثر قوة وتنسيقاً بين مختلف أجهزة المجتمع. ونؤكد مرة أخرى على أن الإرهاب في العراق إنما هو إرهاب بعثي في حقيقته من حيث التخطيط والتمويل والتنفيذ والإعلام وإن لبس لباساً طائفياً هذه الأيام. والنجاح في تحييد وعزل وضرب النطاقات التي يتحرك بها البعث سيكون النجاح في تصفية جيوب الإرهاب التي تستهدف العراقيين بدون تمييز

 الهيئة العليا للدعم والإسناد ضد الإرهاب في العراق

 بغداد 5 كانون ثاني 2006

www.iraqat.org/html

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com