إيمانًا من الجميع بأهمية التكريم وفعالية ذلك في زيادة العطاء، وإيمانا أيضًا بأن كل شخص له مخزونه وطاقاته ووزنه العلمي أحببت هنا ان أشير أشارة بسيطة إلى تكريم الأستاذ ذاكر آل حبيل في منتدى الثلاثاء الثقافي مساء الثلاثاء الماضي، فمن الغبن أن لا نعير لتلك الطاقات اهتمامًا، قال تعالى في محكم كتابه الحكيم "وإن ليس للإنسان إلا ما سعى*وإن سعيه سوف يُرى".

وها نحن اليوم نجد أنفسنا مجبرين لتقديم كلمة عرفان لهُ مع يقيننا بأنها لا تكفي شخص يحمل من الأخلاق السامية ما يُعينها على عجن روح الكلمة بعمق المعنى، مجرد كلمة شكر وعرفان أقدمها له على استحياء مُحملة بأمنياتي له بالمزيد من التطور والتوفيق في الدنيا والآخرة.

عرفت الأستاذ ذاكر وكان هدفه الأساس خدمة الناس، تراه هنا وهناك، يخالط الناس ويشاركهم همومهم وأحزانهم، خدم المجتمع، وحاول أن يقدم - بل قدم - أكثر مما قدم أي إنسان آخر.

هناك أفراد كثيرون يسهمون في إحياء وبناء المجتمع من دون ان ينتظروا أي ثمن لما يقومون به، بل يجعلون كل ذلك لوجه الله سبحانه وتعالى.

والأستاذ ذاكر آل حبيل الذي أتحدث عنه هو نموذج واحد من هؤلاء النماذج، لعل الأحرف والكلمات والمواضيع التكريمية لن تفي بحقه، بل لعلها تبخسه حقه لما قام به وأثبت به عمق الروابط ووشائج المحبة والتواصل الأخوي
بينه وبين الجميع.

تحية إجلال وإكبار واحترام وتقدير معطره بماء الورد والياسمين لكل شخص خدم في أي مجال، وخاصة إذا كان هذا الشخص يستحق فعلا التكريم مثل الأستاذ ذاكر ال حبيل.

منتدى الثلاثاء الثقافي

قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم "خير الناس أنفعهم للناس".

من هذا المُنطلق وتعزيزاً لدور الإنسان في المجتمع لخدمة مجتمعه قام الأستاذ جعفر الشايب  بتأسيس "منتدى الثلاثاء الثقافي" كمنبر حرّ للقضايا الإنسانية والاجتماعية عن طريق إقامة ندوات ثقافية متنوعة تُساهم في رقيّ المستوى الثقافي في محافظة القطيف.

ان من أبرز التطورات الثقافية هي كثرة قيام المنتديات التثقيفية في مختلف مناطق المملكة لإثراء الحركة الثقافية في المجتمعات وتطويرها من خلال جهود أفرادها الذين يعتبرون جزءاً من المجتمع، لأنها تعتبر خير وسيلة بل وحلقة وصل بين الفرد ومجتمعه كما إن ذلك يخلق جوّ من الوحدة والتعاون بين عناصر المجتمع .

وكون "منتدى الثلاثاء الثقافي" من أوائل المنتديات في المنطقة التي كانت لها الريادة والأولوية في تشجيع وإقامة العديد من المحاورات والندوات الثقافية والاجتماعية والتي شملت على قضايا دينية وسياسية مختلفة.

ساهم في إيجاد أرضيات مشتركة للعديد من القضايا والمشاريع الاجتماعية والمحلية من تواصل اجتماعي، و تعزيز العلاقة مع المنتديات المختلفة في أنحاء الوطن والذي كان له الأثر الفاعل في نشر ثقافة السلم الاجتماعي والحوار القائم على الانفتاح الحرّ والاستماع للآخر محققاً أهدافه.

حافلة هي مسيرة منتدى الثلاثاء الثقافي، تتفوق دائماً بحرصها على أن لا ينحصر أداؤها بغرض الزيارات فقط، بل تخطط دائماً لأن تعمل فوق نيا قها أهدافاً كبيرة تستحق العناء وتعطي الجدوى للاستمرار.

منذ انطلاقها والتواصل هو أهم أدواتها، وغاية التواصل هو ما يتوِّج الشكل البديع بالمضمون البديع، انهُ تواصل من أجل الخير، تغذي الروح وتغذي الفكر وتنمي الوعي

كم هي كثيرة وهامة فعاليات منتدى الثلاثاء الثقافي في هذا الاتجاه، أحيى الكثير من المناسبات الدينية والوطنية، وفعل الكثير من البرامج الثقافية والعلمية، هذه الإرادة أثبتت أنه قادر على كسر الحواجز ليبرهن مجدداً على أن ما تبنيه الروح أشمخ وأصلب عوداً.

شكرا لـ منتدى الثلاثاء على هذا التكريم فهو تكريم للثقافة والمثقفين في المنطقة.