في السياسة ايضا ...لا تستطيع إن ترضي كل الناس طول الوقت...

 


مجيد المياحي
najimabed@googlegroups.com

هذا ما يحدث هنا وفي كل مكان و زمان ، فمن الصعب إن ترضي كل أفراد أسرتك دائما حتى وان كانت قناعتهم بأنك الأفضل في وقت ما، فكيف سيكون الحال مع كل أفراد المجتمع بشرائحه وطبقاته وتنوعاته المختلفة. فلو آمنا بان الحركة السريعة لعصرنا المتطور باضطراد هي أحدى السمات المميزة له ، سنجد من الصعب والمستحيل إن يستطيع فرد أو مجموعة محددة أو فكر معين أن يحافظ على رضى الجماهير والمجتمعات التي تتحرك باتجاهات مختلفة ومتعارضة أحيانا ومتفقة أحيانا أخرى حسب نوع الوعي السائد أو طبيعة المصالح المشتركة من هذا التحرك، أضف إلى ذلك مستوى التأثير والتأثر بالحركات الإقليمية والدولية وسرعة نقل المعلومات وبناء التشكيلات التنظيمية الحديثة باستخدام وسائل جديدة غير متعارف عليها سابقا مثل الفيس بوك واستخدامات الانترنت المتنوعة.

أن حركة المجتمع المدني ارتكزت في نشاطاتها على وصف المشكلة أو مجموعة المشاكل التي تعاني منها المجتمعات من ناحية حجمها ،وتأثيرها ، وبيان أسبابها، كذلك هذه المنظمات عجزت عن تحقيق الحلول المطلوبة حتى بوسائل الاستجداء وتقديم الطلبات إلى أصحاب الفخامة والسيادة الذين فرضوا أنفسهم كسلطة بقوة السلاح، أو بقوة الوعود التي فرشوها أمام المواطنين قبل الانتخابات .أن اغلب أبناء الشعوب العربية ،والعراقيون منهم وضعوا ثقتها بالله الواحد القهار ،واتجهوا نحو صناديق الاقتراع على اعتبار إن ما سيختارونهم سيكونون يد الله وعينه الساهرة التي ترعى فقرائه من ألأيتام والمحتاجين والمتضررين في هذا البلد خلال الفترات الزمنية المتعاقبة. لكن الذي حصل هو صناعة طبقة سياسية جديدة ترى نفسها فوق المجتمع، مختلفة في ما بينها ومتفقة على مبدأ واحد هو(يشيلني وأشيلك) وعدم التفريط بمصالحها الخاصة وإلا... ؟؟؟ . معتبرة أن فوزها بالسلطة وتشكيلاتها الرسمية وغير الرسمية هي ذراعها والمرتكز الذي من الممكن لها إن تبتز به الآخرين ما دام إحراج الحكومة أو الإطراف الأخرى سهلة التحقيق لأنها تمس أهداف عامة. فما أسهل من تفجير سوق شعبي أو محال عامة أو أماكن للعبادة أو مراكز اقتصادية.

بذلك نستطيع القول بان الانتخابات أفرزت طبقة سياسية حاكمة صاحبة سيادة داخل البرلمان بلا معارضة سياسية وطنية (شاملة) ألا بالقدر الذي يتعلق بمصالحها الخاصة،هذا ما ولد معارضه من قبل المجتمع بفئاته المتنوعة لكل مجريات الأحداث الحاصلة وصراعات الأحزاب السياسية التي سلبت منهم حقوقهم وأحلامهم بوطن يحترم كرامتهم المسلوبة على مدى المراحل الزمنية المتعاقبة ، مع اختلاف واضح في النظام السياسي والذي هو الأفضل من بين كل الأنظمة السياسية السابقة ،وعلينا إن نحافظ عليه ونصونه بأجراء إصلاحات مهمة في بنيته الأساسية والفرعية.

فالناس التي عبرت عن رضاها بوعود السياسيين قبل سنة ومارست حقها في الانتخاب، اليوم أصبحت غير راضية عن أفعالهم وعبرت عن ذلك من خلال ممارسة حقها أيضا لكن هذا المرة بوسيلة التظاهرات السلمية، والفارق بين ممارسة الحقين هو سنة من الصبر والترقب الشاق.


 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com