فلنتظاهر في بيوتنا
 


زاهر الزبيدي
zzubaidi@gmail.com

في يوم الجمعة الماضي الذي كنت أعد له العدة من قبل أسبوع للخروج من الروتين اليومي في مكافحة أرضة الفقر التي باتت تنهش في حياتنا منذ زمن طويل .. والخروج في التظاهرة بحثاً عن الحل الذي لو طخخنا رؤوسنا بأكبر كتلة كونكريتية في العراق فسوف لن نجد له سبيل ، والسبب يعود أننا لم نتظاهر في بيوتنا قبل الذهاب الى ساحة التحرير .. أما كيف نتظاهر في بيوتنا وبماذا سنطالب ولمن سنرفع طلباتنا ؟ هنا تمكن المشكلة .

"تظاهروا في بيوتكم" هذا ما أخبرني وصديقي به رجل الشرطة الواقف في الشارع المقابل لمنزلي حيث منعني وجاري من الخروج من منطقتنا للألتحاق بـ "المشاغبين" في ساحة المعركة ، التحرير، .. وعبثاً حاولنا بإتباع العديد من الطرق للخروج من المنطقة ولكن دون فائدة حتى جربنا تلك الطرق السرية التي لا تعرف بها زوجاتنا ولا الحكومة للخروج ، تلك التي كنا نخرج منها أبان الفترة السوداء من تاريخ بغداد ، ولكنها أصبحت مكشوفة فكانت إشارات الشرطة لنا من بعيد بالعودة .

وعلى الرغم من أننا ليست لنا مشكلة مع الحكومة كشخصيات لها وزنها السياسي فجميع السياسيون على أشكالهم وقعوا كما الطيور في فخ المحاصصة ودخلوا الحكومة صاغرين لما توفره المناصب السيادية والخدمية من ثروات كبيرة لهم ولأحزابهم .. وهم أيضاً لم تبدوا على أشكالهم أنهم جاءوا من القمر فهم بشر عراقيون ولهم سحنتنا ولكن نحن من انطلت علينا الخدع بأشكاله التي نوعتها طوائفنا ودفعنا بهم للواجهة أملاً في أن يتلقوا عنا صدمات الزمن ويقونا من شروره ولكنناً عبثا حاولنا .

المهم عند الثانية عشر ظهراً أستسلمنا لقدرنا بعد أن أعيتنا تلك المحاولات الطائشة في الخروج بمظاهرة "المشاغبين" وتيقنا بأن أحد ما لايريدنا أن نتعب أنفسنا في الخروج رأفة بنا وبأصواتنا بل قد يكون خوفاً علينا من القنابل الصوتية أو من خراطيم المياه أو حتى كي لا نكون فُرجةً لأولئك الجالسين في القمة وشعبهم في القعر يكال له وينكل به من قبل قوات مكافحة "الشعب" التي " أفرحني" التطور الذي وصلت له فالعجلات تلك لم نرها إلا في القنوات الفضائية العالمية والحمد لله أننا تمكنا من رؤية شيء حديث فبدلاً من رؤية الأبراج الحديثة الشاهقة والمصانع العملاقة والطرق السريعة الراقية والمجمعات السكنية المتطورة والمدارس بطرازاتها الحديثة والملاعب الكبيرة والحدائق الغناء .. تمكنت الحكومة أخيراً من منحنا الفرصة لرؤية شيء حديث وهو العجلات التي أستخدمت لمكافحة "الشعب" الضار .

حينها ونزولاً عند رغبة الحكومة قررنا أن نبقى ننهش بلحمها في بيتنا ونسأل الله أن نكون قد حصلنا على ثواب المتظاهرين !!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com