أسباب الفشل بين الأرض والسماء
 

داود باغستاني
israelkurd@gmail.com

لماذا السماء مستهدفة من الأرض دائماَ؟ فالذي يفشل في الأرض في خدمة وبناء وطنه يحمل السماء مسؤولية الفشل بحجة المكتوب على الجبين!؟والذي يفشل في حياته الزوجية أو السياسية أوالثقافية يتهم القدر بذلك؟ دون أي دليل مادي أوعلمي مقنع وملموس فلغة فالأتهام أصبحت جزء من ثقافة الحاكم والمحكوم والفرق هنا أن المحكوم يقول هذا قدري من السماء! أما الحاكم عندما يفشل في الحكم وينحرف الى سرقة ثروات الشعب يبتكر التهمة ويرى أن أقرب شيء ممكن أن يتهمه هو شعبه وبعده قدر السماء والمكتوب! بعد كل الظلم الذي يمارسه و سوء الأدارة وكل الجرائم التي يرتكبها ضد شعبه ،والغريب أنه عندما تنتفض الشعوب ضد هؤلاء الحكام يقولون ان هذا تحريض وتحريك وتدخل أسرائيلي_أمريكي!. فأذا كانت أسرائيل وأمريكا مرغوبة ومقبولة شعبياً الى هذه الدرجة فلماذا لا يعترف الحكام بحقيقة أن الشعوب تنظر الى حياة المواطن الأسرائيلي والأمريكي وكرامته كم هي مصانة وحياة شعوبهم مهدورة ومهانة الكرامة!؟ أنا أعتقد ان الشعوب بدأت تستيقظ وتصحوا فكرياً وبدأت تتعلم من المجتمعات المتحضرة في الدول المتقدمة وأدركت ما ينقصها من مؤسسات حقيقية من أجل الحفاظ على كرامتهم....منذ عام 1948الى يومنا هذا أستمرت الأنقلابات في مصر وسوريا واليمن والسودان وكثير من دول العالم الثالث ولكن هل فكرنا لماذا لم يحدث أي أنقلاب في أسرائيل أو أمريكا أوبريطانيا أو اي دولة متقدمة؟ المسألة بأختصار أن مع تأسيس كل دولة يجب أن تؤسس مؤسسات تكون في كامل الوعي والمساهمة الفعالة من الشعب في بناءها وعنذاك فالكل سيتحرك وفق قانون المؤسساتية ويعمل من أجل الحفاظ على هذه المؤسسات لأنها ستكون الركيزة للحياة الأقتصادية والسياسية والعلمية والفكرية....وألخ،لكن مايؤسف له أن في دول العالم الثالث وحسب مفهوم أنظمتها فأن المؤسسات يجب أن تكون أمنية وعسكرية فقط والتي تخدم مصالحهم كأفراد بعيداً عن مصالح شعوبهم لذلك أصبحت المؤسسات الأمنية والعسكرية في معظم هذه الدول العدو رقم واحد للشعوب ولهذا لانرى أي تطور أقتصادي أو علمي أو حضاري أوفكري في تلك الدول.أذن فنحن فشلنا على الأرض رغم امكانياتنا الهائلة المتوفرة أكثر من أية دولة أخرى من أوربا وأمريكا وآن الأوان لنعترف بفشلنا ودون أن نحمل السماء أو الأرض أسباب فشلنا!!! فهناك مرض أوأنفصام شخصي فينا جميعاً وعلينا أن نعترف حاكماً ومحكوماً بهذا المرض! ولنشرح هذا وبدون خجل لكي نجد العلاج الصحيح والواقعي بعيداً عن الغرور والتهرب من تحمل المسؤلية ..نأمل أن نسرع لأننا قد تأخرنا ويجب أن نملك الشجاعة الكافية لكي نعترف بهذه الحقيقة وإن كانت مرّة لكن الأعتراف سيضعنا على المسار الصحيح ...أنا مع الصحوة والنهضة الفكرية لكل شعوب هذه المنطقة ولشعبي بشكل خاص شريطة أن تكون بمنهج أصولي وعلى أساس مؤسساتي وهذا شيء مبارك لكل الشعوب بعيداً عن الفوضى والتطرف الديني والفكري وأن نحافظ على مبدأ أن الكل يقبل الكل بشكل حضاري وفق مؤسسات تشريعية منظمة تنظمنا وتتابع عملها مؤسسات المجتمع المدني..وأخيراً أقول أن علينا أن نعالج فشلنا ومشاكلنا على أرض الواقع ولا نرمي بأخطائنا وعدم وعينا على السماء!! ولايحق إلاّ الحق...
 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com