25 شباط .. انتفاضة نهرين وغضب نخلة
 


زاهر الزبيدي
zzubaidi@gmail.com

وحدها القلوب تلتئم .. القلوب المظلومة المحرومة والمكلومة منذ عقود من الزمن وهي تبحث في مسيراتها عن الأمل المفقود عن الرغبة في البكاء بدموع تبل الشوارع .. شوارعنا التي أضحت شوارع غربة بعدما أفقدها الزمن الرديء الصحبة الحلوة والرفقة الجميلة .

نعم نريد أن نخرج فالنهر غاضب والنخلة انحنت قامتها بفعل حزنها على طفل ذبحته يد الإرهاب وحتى على جماّرها الذي نهبته يد الفساد .. أنها يد واحد لإخطبوط بملايين الأيدي أمتدت حتى وصلت جيوب أطفالنا ولتسرق حتى يومياتهم البسيطة .

نريد أن نخرج عسى أن يفّرج صراخنا بين أعمدة البنايات عن كربة ألمت بنا منذ عقود من الزمن ونحن نحمل جراحاتنا وسط قلوبنا التي ما أضاءها فرح يوماً ولا وطأها المستقبل البهي الذي نوعد به بعد كل زلزال يطأ أرض الوطن ولكن بلا جدوى فلا يوجد حلم اليوم بقياسنا وعلى من يأتي أن يفصّل لنا حلماً خاصاً بنا .. فالعراقيين ضاقوا ذرعاً حتى بأصابعهم التي خانتهم عندما تبرت اليوم من بنفسجيتها والتي ما قادتها إلا الى الكوارث التي تنزل تباعاً على رؤوسهم .

دعونا نخرج نعبد الشوارع المتربة بغضبنا نحمل في صدورنا أنتفاضة النهرين العظيمين وغضب النخيل وسوف لن نحمل الأسلحة فنحن لسنا بحاجة لها وهذه المسيرة هي مصيرنا ولا أعتقد أن أحد سيدخل بيننا لجعلنا ننقلب على العراق .. لا .. سوف لن ننقلب على العراق قد ننقلب على الفساد والخدمات وقد ننقلب على أي شيء آخر إلا العراق سيكون في قلوبنا نحمله كما نحمل أطفالنا .

لماذا الخوف من خروجنا بمظاهرة تبحث عن رزق عيالنا أو عن بعض الحرية أو عن كسرة خبز أو وقود دفيء بشتائنا .. لماذا الخوف وأين كان هذا الخوف منكم قبل ثمان سنوات عندما عجنت أجسادنا وأستوت اليوم بقدور فسادكم .. وبعدما أقترب موعد إلتهامنا أستفاقت بنا غيرتنا على وطن الأنبياء .. لماذا كل هذا الخوف وأين كان منكم هذا الخوف وأنتم تخرجون لنا كل يوم متهندمين تفوه منكم رائحة البذخ لتزفوا لنا وعوداً تسري في أجسادنا كالأفيون لننام على حلم كحلم المحتلمين ... اين أنتم اليوم أنها مجرد مسيرة ونحن من حقنا أن نخرج فأذا لم نخرج اليوم فسوف لن نخرج غداً من أجلكم عندما تنادونا من وراء الحواجز لنجدتكم.. دعونا نخرج لأننا نريد بناء دولتنا الحديثة بعيداً عن كل الفساد وكل الحرمان وبعيدة عن كل خرق في الحدود أو انتقاص لحرياتنا .

دعونا نخرج عسى أن يكون لدينا اليوم وساماً نفخر به بعدما بعنا كل أوسمتنا القديمة الصدئة في سوق الهرج .

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com