عصر الفتوحات القطرية

 

كاظم فنجان الحمامي
kfinjan@yahoo.co.uk

قطر, هذه الإمارة الصغيرة المتدلية من رحم الخليج كما البيضة الناتئة من مستودعات الغاز ودهاليز الألغاز, والنافرة كما الثألول المتورم بين أرداف مضيق هرمز. تبدو وكأنها كبرت وتعفرتت وانتفخت بما فيه الكفاية, وامتلأت بهواء الفيفا المتكور تحت أقدام الإرجنيني (سباستيان سوريا), لتنفجر بمسامير (الجزيرة) في ضواحي سوريا, وتتبعثر في دروب الحارة بين درعا واللاذقية, راحت تمد أذرعها الأميبية المتباهية بالتفوق الأطلنطي العسكري الزاحف مع بغال طروادة نحو حقول النفط والغاز في (سرت) و(رأس لانوف),

وتشترك بالغارات الجوية المباغتة ضد ملك ملوك إفريقيا, فكسرت أعمدة خيمته المدرعة, وجردته من زعامة الهنود الحمر, وطعنته في ظهره بمكيدة دبرها أبناء عمومته (بن غازي) و(بن جواد), ورفعت راياتها العنابية قبيل بزوغ فجر الأوديسا, وراحت تزف البشرى بأخبار الانتصارات الساحقة, التي سجلها المناضل (كارلوس قلب السمكة), فاستحق لقب (جيفارا الجزيرة) في معارك الناتو, التي خاضها جنبا لجنب مع الرفيق المجاهد (ساركوزي),

في الوقت الذي كانت فيالقه تخوض معارك ضارية من طرف واحد في القاطع الآسيوي الخليجي, لاسترداد (دوار اللؤلؤة) من قبضة نمور البحرين, الذين تخندقوا مذعورين في جزيرة (السترة), فوقف العالم العربي والإسلامي متعجبا مندهشا من القدرات العسكرية الخارقة للجيوش القطرية الجرارة, التي راحت تسحق الأعداء, وتطوي الأرض تحت عجلات دروعها القتالية المدججة بالأسلحة الفتاكة, وهي الآن في طريقها لقذف القذافي خارج حصون باب العزيزية, في حين راحت فيالقها الإعلامية المجنزرة بعدسات (الجزيرة) تصول وتجول بين مضارب (درعا) ووديان (الحسكة), بينما تسلل طابورها الخامس عبر عباءة العفريت (فيس بوك) ليثقب سد مأرب من جديد بتفويض خاص من شيخ قبائل القوارض, ثم يذهب ليخزِّن القات مع رجال القبائل المتناحرة, الذين فقدوا جنبية (خنجر) سيف بن ذي يزن في مستنقعات المشاريع الأنانية, الداعية للتشرذم بين الشمال والجنوب بدعم ومؤازرة قرود السيرك السياسي, ومازالت المعارك الضارية تدور رحاها في خنادق التويتر, وثكنات اليوتيوب, وتبرعت قناة الجزيرة بنقل التقارير الحية المصورة لتفاصيل الهجمات القطرية في قاطع الفيلق الآسيوي وقاطع الفيلق الأفريقي باستقطاب أوبامي واضح, وتردد عربي فاضح, على الأقمار (عرب سبات), و(عرب شتات). . . والناتو فات فات وبذيلو سبع لفات. . .
 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com