صدام االيمن، هل يواجه مصير صدام العراق؟!

رزاق عبود

razakaboud@hotmail.com

الثورة في اليمن، بدات، قبل ثورة الياسمين في تونس، وسبقت ثورة الشباب في مصر. بن علي هرب الى السعودية، ومبارك ينتظر المحاكمة! القذافي يواجه، لا شعبه فقط، بل العالم كله. ولا اظنه سينتصر على كل هذا الحشد. عهد المعجزات انتهى، ورامبو هوليود لا يصلح لصحارى ليبيا. صدام حسين تحدى العالم كله، وجعل شعبه كله ضحايا لحصار قاتل لئيم. جعل الملايين دروعا بشرية لحماية سلطته المتأكلة. والعالم لا يسمح باعادة التجربة الكارثية. ادعى صدام حسين، ان الجيش، والشعب معه. وان العالم كله، وامريكا بكل اساطيلها، لن تستطيع احتلال شبر واحد من سواحل العراق. لكن جيشه تخلى عنه قبل شعبه، وحرسه الخاص تركه وحيدا. وخذله اقرب مساعديه، ورفاقه. اختبأ كالجرذ في حفرة قذرة تليق بتاريخه الملوث بالدم، والعار، والنجاسة.

 علي عبدالله صالح لعب كل اوراقه. حرض العشائر على بعضها، اشعل الفتنه الطائفية، عامل اهل الجنوب كمواطنين من الدرجة الثانية، بعد ان انقلب على قادتهم الذين وثقوا به. حاربهم، وقاتلهم، وفتك باهل الجنوب، بنفس الضباط، والاوباش الذين فتكوا بابطال انتفاضة اذار 1991 في العراق، بعد ان استعارهم من صدام. ادعى انه يحارب الارهاب، ويحارب القاعدة، ويحمي حدود السعودية، ويحمي البحر من القرصنة. وهو يمارس الارهاب ضد شعبه، ويدفع بالعشائر المسالمة الى تجاوز الحدود لتقع في كماشة نيرانه، ونيران السعودية.القراصنة يحكمون معه، ويشكلون حرس حمايته. ضباط صدام الذين التجئوا اليه، وجدوا مرابع افضل. اتهم اهل الجنوب بمعاداة الوحدة، فهب الشمال كله ضده. اتهم معارضيه بالارهابيين، والخونه، والمخربين، فخرج الطلاب، والاساتذة، والحكام، والمحامين، والمثقفين للمطالبة برحيله. كل الشعب اليمني من الشمال الى الجنوب. عشائر، واهل مدن، شيوخ دين، محجبات، ومنقبات، وسافرات. يتظاهرون يوميا ضده، ويطابون برحيله. ولازال يدعي، ان كل الشعب معه، وان المتظاهرين اقلية. لازال متمسكا بالسلطة، رغم ادعائه انه زهد بها، لكنه لايسلمها. 40 عاما على ثورة السلال، و30 عاما على سلطته ولازال اليمن "السعيد" يعاني الفقر، والجوع، والمرض، والامية، والبطالة، والفساد. لازال بلد الحضارات الاولى يعاني من ظروف القرون المظلمة. اعلن الاحكام العرفية، وحالة الطوارئ، وكأن البلد كانت تعيش نعيما من الحرية. حول الشوارع الى ساحات حرب، واطلق الرصاص على الجموع، التي اقسم على خدمتها، وحمايتها. اليمن الوادع اصبغت شوارعه وساحاته بدماء الشهداء، ومن كل الاعمار. تخلى عنه حتى رفاقه في حزبه، واخوانه في جيشه، وديبلوماسيه، ووزراء في حكومته، والكثير،الكثير ممن تعبوا من صراخه الاهوج، وهو يطالب بمزيد من رؤوس المحتجين المطالبين برحيله. متظاهرون مسالمون يواجهون الات القمع، والدبابات. يتنصل من جرائم الاجهزة الامنية، لكنه يعتذر لامريكا، واسرائيل لانه اخطا في عباراته. والان حتى الامين العام للامم المتحده ينتقده. انه يحاول ان يقلد عنجهية القذافي، او غرور صدام حسين. لكن مثله الاعلى: حسني مبارك يقبع محبوسا في بيته، وصديقه صدام نبش اهله جثته، ومثلوا بها، والقذافي محاصرا في مخبئه. ترى في اي جحر سيختبأ، وهل سينجوا من غضبة الجماهير، ام ستقطعه الجموع ثأرا، وغيضا، قبل ان تصدر المحاكم اليمنية حكمها على:

واطي عبدالسلطة طالح؟؟!

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com