الخطاب ألأعلامي

 

خالد محمد الجنابي

khalidmaaljanabi@yahoo.com

يعتبر الخطاب الإعلامي عنصراً سياسياً مهماً في كل الدول وهو يعد وسيلة مثلى للتأثير على الرأي العام , فإذا كان إيجابياً ينعكس بصورة مباشرة على المجتمعات ويساهم فى استقرار المجتمع , وإذا كان سلبياً يؤدي إلى الصراعات والخلافات والنزاعات وإثارة النعرات الجهوية والعنصرية ويؤثر على الأمن والسلام ، وقد قسم الخبراء الخطاب الإعلامي للدولة إلى نوعين خطاب داخلي وخطاب خارجى , فإذا كان الإعلام الداخلي مقنعاً وقدم المعلومات والحقائق الصحيحة وكان صادقاً ارتبط الجمهور به وإذا كان غير ذلك أدى إلى هروب الجماهير ولجوء المواطنين إلى وسائل إعلامية أجنبية لأخذ الحقيقة منها ، ويقول الخبراء إنه من الضروري أن يأخذ الخطاب الإعلامي الداخلي في حساباته احتياجات ورغبات وتطلعات الجماهير لتحقيق أهداف الوطن وقيمه العليا وأن يوضع الإعلام كأولوية استراتيجية ويقدم مصالح الأمة في الواجهة وأن يعتمد على تحليل المعلومات والأخبار بصورة عميقة بدلاً من نقلها مجردة وأن يعبر عن هوية الأمة وعن الواقع بنشر الحقائق مجردة ومدعومة بالأدلة والشواهد وأن يبصر المواطنين بالتحديات ويحشد طاقات المواطنين للمصلحة العام ، ويشير المراقبون لتأثير الخطاب الإعلامي الخارجي في كل المجالات الحياتية على المجتمعات وصانعي القرار في العالم وذلك بفضل التقنيات المتقدمة والتكنولوجيا ويساهم ذلك في ضعف الإعلام الداخلي والوطني ويشكل مخاطر عبر مظاهر الاحتواء الثقافي والتأثير النفسي والاجتماعي وتكريس الوضع القائم والنمطية والاستهلاكية في جوانب المعلوماتية والعمل على فرض أنماط عامة للحياة ودفع البعض إلى حالة التدمير الذاتي ، وفي هذا الصدد يطالب خبراء الإعلام والسياسة بتفعيل دور الملحقيات الإعلامية وإنشاء بنوك معلوماتية وتحليل مضامين ألأخبار في وسائل الإعلام الخارجية وتقييم فهم النظم السياسية والحزبية والحكومية وتفعيل دور الدبلوماسية الشعبية ، إن مفهوم الإعلام يقوم على السعي لإحداث تغيير إيجابي في الرأي العام وإيضاح الحقائق المتعلقة بالأمة وإقامة جسر من التفاهم البناء بين أبناء الوطن الواحد, وأنه لا يتم ذلك الا إذا تكاملت الأدوار في المتغيرات التي لخصها في نظام الدولة أي "النظام السياسي" , ووسائل الإعلام , وقضايا الأمة , والجمهور ، لذا يتوجب على الوسائل الإعلامية أن تدرك أن أهداف النظام السياسي تستند إلى جملة نقاط مهمة كغرس ودعم القيم والتقاليد السياسية المتمثلة في الحرية والمساواة والمشاركة في الانتخابات وغيرها والمحافظة على القانون وحفظ النسيج والتكامل الاجتماعي وخلق الوعي بالقيم والمساهمة في اتخاذ القرارات , وتنظيم حقوق المواطنة وتعبئتها للقيام بواجباتها ، أن وسائل الإعلام يمكن أن تؤثر بشكل كبير في عملية البناء السياسي ، وتعتبر ثاني المتغيرات التي يجب أن تتكامل أدوارها وينبغي لوسائل الإعلام أن تكون وسيلة تحليلية وليس ناقل للأخبار لأنها تخاطب الرأي العام بل رأي عام مستنير ، ويتوجب توحيد الرؤى في قضايا الأمة ما بين الدولة ووسائل الإعلام , ولا يمكن النظر إلى قضايا الأمة على أساس أنها أزمات ويمكن تحديد أنواع الأزمات من حيث طبيعة الأزمة , والمكان ، خارجية أم داخلية , والتكرار ذات طابع متكرر أم طابع فجائي, والشمول جزئي أم شامل, والمحاور مادية أم معنوية, والإطلاق مطلقة أم نسبية , والتوقع هل يمكن إخضاعها بقواعد التنبؤ بها أم لا ، أن عملية صنع القرار السياسي من أبرز العمليات السياسية التي يمكن لوسائل الإعلام أن تلعب فيه الدور الأكثر فاعلية إذ إن صناع القرار السياسي قد يلجئون إلى استخدام هذه الوسائل من أجل إبراز مطلب سياسي معين يبدو كأنه مطلب جماهيري عام حتى يظهروا وكأنهم في هذا القرار يستجيبون لمطالب الشعب ورغبات الجماهير .

khalidmaaljanabi@yahoo.com

 

 

 

 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com