الإنسان يدمّر نفسه!


منار العابدي
manaralabedi@gmail.com

إن العالم ومنذ نشأته في قديم الزمان شهد ويشهد حروبا وكوارثا من كل الأنواع والأشكال، مع تقدم إقتراب العالم من نهايته كما يقول البعض!!

فقد بدأت هذه الكوارث بالإزدياد وبطرق جديدة ومبتكرة لتكون نسبة الكارثة أعظم وأشد، خصوصا بعد تقدم التقنية التكنلوجية في العالم وبالذات عند الدول المتقدمة والمتطورة، وبفضل ما توصلت اليه هذه الأخيرة أصبح تحقيق كل ما هو مستحيل بخصوص الحروب والدمار متاحا وبسهولة فائقة لتحقيق غاياتها المتعددة.

بدأت التكنلوجيا تسهل عملية القتال بين الدول الى درجة أن تجعل المقاتل يحارب بلدا آخر وهو في مكانه دون أن يتحرك خطوة الى الأمام او أن يخاطر بحياته، بل أصبح القتال هواية من هوايات البعض وكأنه في مغامرة شيقة بأحدى ألعاب الكومبيوتر.

لكن هذه النوعية من ألعاب القتال لا تخلّف سوى القتل والخراب وليس كما يظن البعض أنها قوة لمن أمتلكها. ومن هنا فأن التكنلوجيا جعلت فكرة تدمير العالم ليس أمرا صعبا لمن أراد ذلك وإمتلك القدرة عليه.

إن كل ما حصل ومازال يحصل للبشرية من دمار في العالم ما هو الا بفعل فاعل ومن صنع البشر أنفسهم في معظم الأحيان وفي الأحيان الأخرى هو غضب لمشيئة الطبيعة وسخط عما يجري من تعدي على النسق البيئي وقوانين الكون.

فكم هي غريبة تركيبة الإنسان الذي بدأ بصناعة الموت بيديه وتفنن بطريقة قتل الآخرين بكل برودة أعصاب! لكن رغم كل ذلك فأن الإنسان يعتبر أن ما قد صنعه ليس الا إنجاز يستحق عليه الثناء الجزيل.. وما من أهمية لما ينتج عن ذلك.

أقول: ان ما يحصل في كوكبنا ما هو الا نهاية مخيفة وحزينة لهذا الكوكب الأخضر الصغير ولمن عليه من بشرية بمختلف أشكالها وأنواعها. فيا صنّاع الموت في العالم إرحموا البشرية وكفاكم دمارا وخرابا.

 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com