خدمة الانترنت بغزة من سيئة إلى مقطوعة تماما
 

 

بقلم : صلاح أبو صلاح

أصبح المواطن الغزي لا يدري من أين يتلقى المصائب فهناك الحصار والانقسام والاحتلال واحتكار شركات الخدمات الأساسية بدءأ من الاتصالات بشقيها الخلوي والأرضي والانترنت وانتهاءا بالكهرباء .

إن مجموعة الاتصالات لا يكفيها معاناة المواطن الغزي من سوء الخدمة المقدمة لها والتزامه بدفع ثمنها الباهظ مقارنة بالدول الأخرى ، إلا أن شركة الاتصالات احد الأذرع الرئيسية لمجموعة الاتصالات ترى أن الخدمة السيئة هي ترف ويعد من الكماليات وبالتي لا ضير إن تم قطع هذه الخدمة لعدد من الأيام على المواطنين ودون سابق إنذار .

ما حصل لكافة مشتركي الانترنت بمحافظة خان يونس وأجزاء من محافظة رفح يؤكد بشكل ضروري على وقف الاحتكار لخدمة الانترنت من قبل شركة الاتصالات ورفع يدها تماما وتحرير سوق الانترنت بمحافظات غزة أسوة بمحافظات الضفة الغربية ، وهنا وزارة الاتصالات مطالبة بشكل عاجل بمسائلة هذه الشركة عن هذه الكوارث التي تقع على كاهل المواطن الغزي .

شركة الاتصالات التي تسيطر على خدمة الانترنت بشكل مطلق بمحافظات غزة وأعطت دورا لبعض الشركات المزودة والتي تمارس دور شكلي ووسيط بتزويد الخدمة للمشترك ، وضعت المواطن تحت ويلات ادعائها المستمر عن مشاكل المقاسم لدى الشركة والتي تتكرر بين الفينة والأخرى وأصبحت حجة للشركة تدفعها أمام المواطن الذي لا حول له سوى الشكوى الى الله على شركة تتحكم بكافة مناحي الاتصالات رغم عن انفه .

الأضرار المعنوية التي نتجت عن انقطاع هذه الخدمة ومعاناة المواطن الغزي من المحاولات عبثا لعله يفلح بالدخول للشبكة العنكبوتية فاقت الأضرار المادية .

سكان محافظات جنوب القطاع يعانون منذ ثلاثة أيام من انقطاع كامل لخدمة الانترنت وما يترتب على هذا الأمر من تعطيل لمصالح الفئات التي تعتمد في عملها على الشبكة العنكبوتية مثل الإعلاميين وطلاب والجامعات والجامعات نفسها والتي تربط فروعها عبر الشبكة العنكبوتية عدا عن المؤسسات المصرفية التي تعتمد على الانترنت في ربط فروعها ومتابعة المصارف العالمية .

شركة الاتصالات ومسئوليها لم يكلفوا أنفسهم بمخاطبة الجمهور عبر وسائل الإعلام عن هذه المشكلة أو إرسال رسائل صوتية على هواتفهم ، و رأت أن الشعب الفلسطيني لا يكفيه الحصار البري والبحري والجوي فعملت على إضافة حصار الكتروني على مشتركي خدمة الانترنت لتعزلهم عن العالم الخارجي تماما .

الأخ عمار العكر إن جميع ما ذكر في مقالنا ليس حملة إعلامية ولا تجني على الحقائق ، إن ما سردناه هو واقع يعاني منه سكان محافظات جنوب القطاع ، وللأسف حين نخاطب قسم الأعطال لدي شركتكم لا نجد سوى إجابة واحدة وهي سيتم إصلاح العطل خلال ساعات ولليوم الثالث على التوالي والساعات ما زالت متوقفة وكأن عقارب الساعة لدى الطاقم الفنية لديكم لم تتحرك ، مع علمنا إن لديكم طواقم فنية تتلقى رواتب محترمة ولديهم حوافز عالية ، فأين الخطط البديلة والطارئة لمواجهة أي عطل طارئ والذي نراه دائم ، بحيث أصبحت الاسطوانة مكررة لدى قسم الأعطال لديكم .

إن سياسة ضرب الحائط بمشاعر المشتركين والذين يدفعون مقابل هذه الخدمة السيئة وعدم إخبارهم بشكل مسبق أسوة بالشركات التي تحترم نفسها عند أي صيانة أو أعطال مع وضع مدة زمنية محددة لها ، لا يمكن إلا أن نصفها بمنتهى التهميش والاستهتار بالمشتركين بمحافظات غزة من قبل شركة تدعي أنها وطنية .
 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com