الجهاد الإسلامي...إلى أين؟

 


الكاتب-عبد المنعم إبراهيم
abedelmenemibrahim@hotmail.com

عندما يتحدث أي شخص أو جهة أو فصيل ما عن ضرورة مقاومة المحتل الذي سلب الأرض واحتلها ,فهذا أمر طبيعي,ولا يختلف اثنان على ذلك,مع الإشارة إلى أن أوجه الدفاع عن الوطن لا تتمثل في طريقة أو وسيلة واحدة فحسب ,بل هناك أكثر من وسيلة,ومن اخطر ما يكون أن يتبني فصيل ما نظرية الدفاع عن الوطن بمنهج منفصل عن المنهج الوطني الجامع,وبرؤيته الحزبية الواحدة الخاصة اعتماداً منه على وسيلة واحدة,دون النظر بنفس القدر لباقي الوسائل, فهذا يعتبر قصوراً وجموداً في نهج وفكر هذا الفصيل,وبعكس هذا-فإذا

ما اجتمعت الوسائل في منهج وطني واحد ,وبوسائل مختلفة وبحسب المصالح الوطنية فهذا يؤسس للتحرك الصحيح نحو التحرير,وعندما يتحدث هذا الفصيل أو ذاك عن الوحدة الوطنية ويطالب بها,فهذا أمر أكثر ضرورة,ومتفق عليه من الجميع,لأنه وببساطة لا يمكن لعاقل قبول مبدأ المقاومة والتحرير دون أن تكون الصفوف موحدة ,على كل الجبهات, والمستويات , سياسياً, وجغرافياً ,وتنظيمياً ,وجماهيرياً....,أما عندما يطالب هذا الفصيل أو ذاك بوقف حملات الاعتقال,لا سيما السياسية منها ,فهذا كذلك مطلب وطني وشعبي,اجمع عليه الجميع,ولا احد يقبل بان يعتقل المواطن لمجرد انتمائه السياسي,ولكن الغير معقول ولا مقبول بان يتبنى هذا الفصيل أو ذاك سياسة الكيل بمكيالين- سيما في الوضع الفلسطيني المنقسم على نفسه,وفي ظل الهجمة الصهيونية على هذا الواقع,فلا يعقل أن يطالب هذا الفصيل أو ذاك في غزة بوقف الاعتقالات السياسية عندما يتعرض انصارة للاعتقال في الضفة,هذا إن صحت رواية اعتقالهم,على الشكل الذي يدعونه,ويسخر لهذا الأمر وسائلة الإعلامية,ويطالب الجماهير بقول كلمتها في ذلك,بالمقابل لا يسخر هذه الوسائل,ولا يطالب الجماهير لقول كلمتها لما هو حاصل في غزة من اعتقالات وملاحقات ,فهذا يذكرنا بالفصيل الذي يحرك جيوشة المقاومة وصواريخة عندما يتعرض أي فرد من عناصرة للأذى من الكيان الصهيوني ,كما حدث في الأيام الماضية,ويحركها عندما يريد أن يفسد أمر ما ,كما حدث عندما أعلن الرئيس محمود عباس نيتة المجيء لغزة ,وفي جعبتة مبادرة لإنهاء الانقسام,ولا يحرك هذا الفصيل ساكنا عندما يصيب الاذي أبناء شعبة,متذرعا بالتوافق الفصائلي على التهدئة!!!.

في الحقيقة ما دعاني لكتابة هذا الكلمات البسيطة,ودفعني نحو الهمس في أذان من تحيزوا, قد جاء على نحوين ,الأول:هو ما ورد يوم الخميس 24 / 03 / 2011 في المؤتمر الصحفي الذي عقدته حركة الجهاد الإسلامي في غزة- بحضور كل من الشيخ خضر حبيب والشيخ خالد البطش,حيث دعوا في ذلك المؤتمر الشعب الفلسطيني لقول كلمته الفصل بخصوص ما أسموه بالاعتقالات السياسية, التي تمارسها أجهزة أمن السلطة بحق قيادات حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية, معتبرين بان هذه الاعتقالات تضرب النسيج الوطني الفلسطيني ، وتزيد الاحتقان,وانا كأي مواطن فلسطيني أود التأكيد على أن الاعتقالات السياسية تضرب فعليا بالنسيج الوطني الفلسطيني,وتزيد حال الاحتقان,ولكن وحتى نكون متوازنين في القول والسلوك أود أن اسأل الإخوة في الجهاد الإسلامي متى سيخرجون بمؤتمر صحفي ليطالبون الجماهير الفلسطينية في غزة بقول كلمتها الحاسمة في الاعتقالات الحاصلة في غزة, لماذا لم تدين الجهاد الإسلامي بشكل واضح وعلني وصريح الأحداث القمعية التي مارستها حركة حماس في غزة بحق شباب "الحراك الجماهيرية" اللذين طالبوا بإنهاء هذا الانقسام ,ورفعوا لواء"الشعب يريد إنهاء الانقسام"!!!, لماذا لا تدعوا حركة الجهاد الإسلامي الجماهير الفلسطينية في غزة لتقول كلمتها في المبادرة التي تقدم الرئيس محمود عباس,والتي استعد فيها لإنهاء الانقسام,على أسس لا تعيدنا لمربع المناكفات والبحث عن الحصص,والاهم من هذا كله أن نرى فعل لقادة الجهاد الإسلامي على الأرض بهذا الخصوص ,وان لا يبقوا الأمور في إطار دعواتهم المتكررة للآخرين .

أما النحو الثاني: هو ما ورد على لسان الشيخ خضر حبيب في حديثة لموقع فلسطين التابع للجهاد الإسلامي يوم السبت 26 / 03 / 2011 بأنه تم خلال اللقاء الذي جمع الفصائل الفلسطينية في غزة الاتفاق بالإجماع على دعم مبارده رئيس السلطة محمود عباس وإسماعيل هنية والعمل على انجاحها بكل السبل. محذرين من إفشال زيارة محمود عباس ووضع العراقيل أمامها,وهنا أود السؤال – كيف سيتم دعم هذه المبادرة فعليا,هل سيكون بالشكل المعتاد ,تصريحات لا تخرج لحيز التنفيذ؟,أم أن هذه المرة ستعمل الجهاد الإسلامي والفصائل على ارض الواقع بالشكل المطلوب لإنهاء الانقسام؟.

ستبقى هذه التساؤلات مطروحة لحينه ,لنرى إن كان الجهاد الإسلامي سيعمل فعليا على دعم مبادرة الرئيس عباس ,أم أن الأمر لا يعدو كونه احتواء من حركة حماس لحركة الجهاد الإسلامي وباقي الفصائل لفرض التهدئة فقط دون النظر لمبادرة الرئيس وحالة الانقسام !!! .
 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com