المواطن تائه بين الإتصالات وجوال
 

 

رمزي صادق شاهين
fatehh33@googlegroups.com

برغم كُل الرسائل التي أرسلها المواطن الفلسطيني لشركتي الإتصالات الفلسطينية وجوال ، وبرغم الحملات الإعلامية التي أظهرت مدى سوء خدمات هذه الشركات وعبرت عن رأي المواطن خاصة في غزة تجاه هذه الشركات ، إلا أن الحال على ما هو عليه .

مبررات وشعارات وكلمات منمقة ، ومحاولات اللعب بالألفاظ وتجميل الحديث ، وشعارات وطنية كبيرة تجعل من يستمع إليها يخجل من نفسه ، وكأن الشركات المذكورة تُعطي المواطن الخدمات مجاناً وتسامح الفقير وتعطف على المحتاج وتساهم في حل مشاكل المواطنين المتراكمة .

الإحتلال هو السبب .. الحصار هو العائق ، هذا هو الشعار ، وهذه هي الحجج التي تسمعها كُل يوم ، فشركة جوال والاتصالات الفلسطينية تحت الحصار وأرباحها عام 2010م 90 تسعون مليون دينار أردني ، أما المواطن في غزة فإنه لا يعيش تحت الحصار ، ولا يعاني من قطع الخدمات ، ويستطيع إجراء مكالمة الجوال بسهولة دون انقطاع للخط أو عطل فني أو خلل في الشبكة .لازالت شركات جوال والاتصالات وتوابعها من خدمات

الإنترنت تقوم بتمديد المزيد من الخطوط ، وكُل يوم هناك تركيبات ، ولا ندري إن كانت مُعدات التركيب الجديد لا تخضع للحصار وتستطيع الشركات أن تجلبها عبر المعابر ، وباقي مُعدات تحسين الشبكات لا تستطيع أن تجلبها .

المعابر بين غزة وإسرائيل مفتوحة ، وكُل يوم تدخل المعدات للسلطات المُختلفة ، فشركة الكهرباء وسلطة الطاقة وغيرها أدخلت مُعدات عبر المعابر وشركة الإتصالات وجوال أدخلت كذلك مُعدات ، وبإمكان شركة الإتصالات وجوال أن تستورد هذه المُعدات عن طريق مصر إذا كانت إسرائيل تمنع إدخال التحسينات للشبكة ، لكن الحقيقة هي ليس بعدم وجود مُعدات أو حصار أو إغلاق ، الحقيقة هي أن الشركة تتطلع للربح المادي بغض النظر عن نوعية الخدمة المتوفرة ، والدليل على ذلك أنها تقوم بقطع الإتصال عن أي مُشترك يتأخر في دفع الفاتورة لأي سبب من الأسباب .

لقد سئم المواطن في غزة كُل هذه الشركات ، بعد أن حاول جاهداً إيصال الرسالة بأن الشركات الوطنية يجب أن تكون شركات بديلة عن الشركات الإسرائيلية ، فإما أن تعملوا بشكل يُلبي طموحات المواطن ، وإما فالرحيل هو أقصر الطرق ، فالمواطن الفلسطيني يُريد خدمة متوفرة عند اتصاله على سيارة الإسعاف أو للحصول على خدمة طارئة أو في ساعات الذروة .

حاولت هذه الشركات إظهار نفسها أنها تتعرض لمؤامرة ، لأنها شركة وطنية ، وهذا غير صحيح ، فالمواطن الفلسطيني أصبح يعرف الخطأ من الصواب ، وأصبح مقتنع بأن كُل المبررات غير صحيحة ، وأن هناك محاولات من قبل إدارات هذه الشركات للتلاعب في عقول الناس ومشاعرهم ، دون مراعاة لمعاناتهم في الحصول على هذه الخدمات التي أصبحت ضرورية جداً في هذا الزمن .

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com