أين الإنصاف..؟
 


فاطمة محمد شعبان

مع انطلاقة العام الميلادي الجديد انطلقت في العالم العربي والإسلامي مطالبات بموجات من التغير حمل لوائها الجيل الجديد من الشباب الذي وظف التكنولوجيا الحديثة من فيسبوك إلى تويتر..إلخ خير توظيف، واستطاع من خلاله تحقيق ما سعى إليه خاصة في- تونس ومصر بوقت قياسي - تلك الانطلاقة كانت لها تداعيات انقضى عليها عقود من الزمن تجاوزت بين ثلاثة إلى أربعة عقود جثمت خلالها الأنظمة العربية على صدور شعوبها الراغبة بالمشاركة في قيادة دفة الوطن فما كان من تلك الانظمة -كرد فعل عكسي- إلا أن تقف سداً عنيفاً أمام موجات التغير تلك وتصفه بأنه تعدي على الوطن وزعزعة استقراره..!
ومن خلال متابعتي للصحف المحلية بشكل يومي، وما تكتبه الأقلام حول مستجدات الوضع في البحرين بالأخص ،كنت متعطشة لقلم منصف يهدف إلى لم اللحمة الوطنية وزرق المزيد من الثقة بين الطائفتين في مملكة البحرين..! إلا أن أحبار أقلام كتابنا جفت عندما أرادوا أن يكتبوا عن الشعب البحريني وما يمر به ..! ومن أراد أن يدلوا بدلوه بد التحيز لطرف دون طرف واضحاً وملموساً من خلال طرحه،-إلا ما ندر- بل بتنا نقرأ لكتاب كانوا في طروحاتهم السابقة يمتازون بالوسطية على مستوى تناولهم لقضايا الوطن إلا ان البوصلة قد انحرفت بهم عند تعاطيهم مع الشعب البحريني.
فما يحدث في العالم العربي من ثورات تصنف من قبلهم أنها ثورات تغيرية تسعى لنيل حقوقها المشروعة، أما ثورة البحرين فإنها تصنف على أنها ثورة طائفية..!علماً ان المتظاهرون مواطنون بحرينيون سنة وشيعة، فلماذا المزايدة على مواطنتهم وحرمانهم من حقوقهم المشروعة بتصنيفٍ طائفي.. وفي الإطار ذاته سأحاول طرح بضعة نقاط اقتبستها من بعض تلك الأقلام لأتناولها بالنقاش.
أولاً: ذكر أحد الكتاب أن ثورات شمال أفريقيا( مصر تونس ليبيا) شاركت فيها مختلف أطياف المجتمع من أحزاب و..و.. أما في البحرين فقد قام بإشعال- وهي كلمة يشم منها النفس الطائفي- المظاهرات جزء من أبناء الطائفة الشيعية -وألقى التهم جزافاً- أن هناك مندسين من الكويت وغيرها من البلاد شاركوا في تلك التظاهرات ، وذكر الكاتب أن لديه أسباب عديدة وشواهد كثيرة ولم يذكر أياً منها فأين هي تلك الشواهد ..!
- أما الشاهد الذي سأسوقه لكم أن تظاهرات البحرين تظاهرة شعبية، تجمع كل من الطائفتين والأحزاب التي تنتمي إليها فجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) وهي جمعية سنية وقد تقدم أمينها العام إبراهيم شريف تلك التظاهرات وهو (سني) والدكتورة منيرة فخروا صحفية وعضوة البرلمان وهي(سنية)والناشط الشبابي محمد البو فلاسة (سني) مرشح نيابي ،

- الشاهد الثاني أن الأسرة البحرينية تتكون من الزوج الشيعي والزوجة السنية والعكس فالتزاوج بين الطائفتين حالة طبيعية كأي مجتمع مسلم ،لذا خروج الجميع كان واضحاً ،وإن كانت نسبة الطائفة الشيعية كان كبيراً فذاك راجع لدمغرافية البلد، فعدد الشيعة في مملكة البحرين أكثر من عدد السنة ..!

- ثانياً:" يقول أحد الكتاب أن الغالبية التي انتفضت في تونس ومصر وليس كل الشعب" وهذا أمر طبيعي وهذا ما حدث في البحرين فغالبية الشعب الذي خرج مطالباً لحقوقه المشروعة والأقلية التي خرجت للولاء والجميع شاهد ذلك من خلال قناة البحرين الفضائية وكان ملاحظا أن فئة المجنسين عشوائياً كانت واضحة .

- ثالثاً: "ذكر الكاتب أن شعوب شمال أفريقيا واجهت أنظمة استبدادية تربع فيها الفرد على العرش لعقود.. "وماذا عن البحرين..؟ أترك الجواب لكم

- هل نرضى نحن الكويتيون أن نعيش بغير الديمقراطية التي نتمتع بها ..!لماذا نحرمها على الآخرين..!

- رابعاً : يقول الكاتب إن العالم لم يتعاطف مع الشعب البحريني" أقول :تعاطف العالم كان واضحاً مع أحداث البحرين، والاعتصامات والتظاهرات خرجت في أوروبا وأمريكا وتركيا والدول العربية والخليجية ، كما إن هناك ما يقارب (769) مؤسسة وجمعيات حقوق الإنسان حول العالم استنكرت ما يجري في البحرين، ولا أنكر أن هناك تحيزاً واضحاً من قبل بعض القنوات التي تطلق على نفسها "قنوات حرة"

- خامساً ً:" يدعي الكاتب أن المتظاهرون كانوا يحملون أسلحة .." اقول : إن المتظاهرين البحرانيين قد خرجوا وهو يحملون علم البحرين بيد واليد الأخرى وردة ولكن قوات الأمن قامت بإطلاق رصاص حي من بندقية شوزن- وهي سلاح محرم استخدامه دولياً ضد المدنيين.

سادساً: "يقول الكاتب إن مطالب المتظاهرين في مصر وتونس مطالب واضحة.." أقول: مطالب الثورة البحرينية أيضاً واضحة وهي الإصلاحات السياسية والاقتصادية ورفع سقف الحريات ورفض التجنيس العشوائي وهي مطلب كل إنسان يعيش على هذه الكوكب، فهل يرضى أي مواطن كويتي في ظل الديمقراطية أن تمنح جنسيات بطريقة عشوائية لأناس لا ينتمون إلى الكويت ولا يحملون لها أي حب وولاء..! لترى بعد مدة أن المجنس قد احتل مقعد ابنك أو ابني في التوظيف والحقوق ..! لا أعتقد أنك توافق على ذلك..! وهذا ما حدث في البحرين، فقد عانى الشعب البحريني منذ ثلاثة عقود من الفقر والعوز ولم يستطع الشاب البحريني أن يكمل تعليمه لعدم استطاعة رب الأسرة تكفل نفقات المعيشة لقلة الرواتب فيترك مدرسته ويلتحق بالعمل فراشاً لدى المتجنس الأردني أو السوري ..!

هل هذا من الإنصاف..

 

hلعودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com