لا تُسرِفوا في التفاؤل  !

 

                                        عبدالله خليل شبيب

abdallah_shabeeb@hotmailcom

 

    لا شك أن الثورات الشعبية عبقرية شعبية  تستحق أن تصدر لها براءة اختراع كما قال العالم اليمني عبدالمجيد الزنداني !  وبما أن ( كثرة الضغط تولد الانفجار ) – كما يقال وهي قاعدة علمية  فقد تفاقمت – في عالمنا العربي والثالث – عموما  سياسات التعسف والقمع وازدراء الشعوب والتلاعب بمصائرها وامتصاص عرقها ودمها – وخيانتها  لدرجة التواطؤ مع أعدائها ضد مصالحها وعقائدها ومقوماتها !! إلخ من تصرفات النظم والرؤوس العميلة اللاأخلاقية حتى فاض الكيل مما اضطر الشعوب إلى الانفجار

   ولكنها حركات شعبية عفوية وغير منظمة  ولا يجمع الناس فيها إلا إرادة التخلص من القهر والتخلف والفساد وتوابعها ورموزها من العهود البائدة وسياساتها الفاسدة  إلخ  ولقد كان من الطبيعي أن تصدر من بعض الجماهير أحيانا – أصوات التكبير أوالتهليل والشعارات العفوية التي اصبحت شعبية فوق أصلها الديني  - مما يخيف الشياطين المتربصة كالصهاينة وحلفائهم – فيولولون : أصوليون إسلاميون  إخوانيون  قاعديون متعصبون !! إلخ وتركز وسائل إعلامهم على مثل تلك المظاهر العفوية أيضا كالصلاة وكمشاركة المحجبات وبعض المشايخ المعممين أو  بعض الملتحين ( ولو كانت لحاهم على مذهب جيفارا أو ماركس أو برناردشو أو كلفنإلخ) لكن وسائل مغرضة مثل ال(cnn   ) أو غيرها لا ترى غالبا غير هذه المناظر  فتبثه لمشاهديها الذين عبأوهم توجسا وخشية من الإسلام والمسلمين وتشويها لهم – لتبرر الجهات المشبوهة دعم شعوبها  سياسات القمع والعدوان وتبرير مجيء جندهم وجيوشهم المدججة آلاف الأميال من وراء البحار  ( لتأديب ودمقرطة ) هذه الشعوب الهمجية المتعصبة  التي يجب تدجينها وتغيير دينها وعقائدها ومشاعرها وتوجهاتها  لتكون في خدمة وطاعة الطامعين والصهاينة والمحتلين والغزاة  فإن قاومت الغزو والعدوان ورفضت الذل والهوان  فهي إرهابية همجية  ترفض الحضارة والديمقراطية !!

 وقد لاحظنا ولاحظ غيرنا أن عدم وجود تنظيم مسبق لمثل تلك الثورات العفوية قد يعرضها للانتهاز ومحاولات الالتفاف والإحباط ! ولكن ثبت أن عناصرها – على اختلافها - واعية ولذا فقد تداركت الأمر وشكلت بعض الهيئات التي تمثلها من رجال مؤتمنين موثوقين لديها يشهد لهم تاريخهم بالإخلاص والنزاهة والوطنية

واستطاعت أن تكون رقيبا مرادفا لبعض التغييرات التي أملتها الثورات والتي شارك فيها – أول الأمر مكونات من العهود البائدة مما أثار مخاوف الناس من سعي تلك العناصر ومن وراءها إلى محاولة الالتفاف على الثورة وإبطال مفعولها والعودة للعهود السابقة  مع تغطية ذلك بشيء من الديكورات التغييرية الظاهرة  وتقديم [ بعض أكباش الفداء]  إلخ !  

ومع أن الشعوب وثوراتها مطالبها مشروعة وهي حق مؤكد لها  فهي تريد الحرية والعدالة والعيش الكريم  والفرص المتساوية في التمتع ببلادها وخيراتها  لا يطغى أحد على أحد ولا يستأثر أحد دون أحد بأي شيء ليس من حقه إلخ! وأن تكون قراراتها نابعة منها عبر ممثليها الشرعيين الطبيعيين الذين لا تتدخل في اختيارهم جهات خارجية أو تأثيرات تتجاوز الرغبة الشعبية الحقيقية إلخ مع رفض أية إملاءات أجنبية – فشعوبنا حساسة جدا  تجاه أي تدخل خارجي وهي ترفضه جملة تفصيلا !إلا في ضوء علاقات طبيعية وسيادية متساوية متماثلة ومنافع مشتركة متعادلة بعيدة عن الاستغلال والإكراه والعدوان والتدخل في أي شأن من الشؤون!

   مع ذلك فإن محاولات التشويه والتعويق ومصادرة الرغبات والإنجازات الشعبية أو حرفها والالتفاف عليها  لم تفتر ولم تتوقف !

ولكن ما يطمئن – نسبيا – أن الشعوب واعية ومنتبهة لكل خطوة ومراقبة ومحتفظة بسلاحها العفوي السلمي : التجمع والتظاهر والاعتصام والضغط الشعبي

 مع كل ذلك  لا يُتوقع أن يكون التغييرالمنشود  بين عشية وضحاها  – فهذا يكاد يكون من المستحيل - وإن كان هنالك بعض المطالب والأهداف  تحققت – أو يمكن تحقيقها فورا  ولكن البعض الآخر يحتاج لوقت طويل  فإن بناء اوطان وأوضاع – قضى المفسدون والعملاء سنوات طويلة في تقويضها وهدمها  تحتاج لوقت ليس بالقصير لإعادة البناء ولتشعر الشعوب بثمراتها  وخلال ذلك هنالك مخاطر تحتاج لرقابة دائمة ووعي مستمر لا بد أن تضمنها الشعوب  حين ترتب أوضاعها الجديدة لتضع مسؤوليات القيادة في الأيدي المناسبة وتحت رقابة شعبية صارمة من جهات واعية مأمونةمثل القضاء العادل – غير الفاسد – والإعلام المستقل– غير المنافق ولا المُرَسْمَل الموجه – وهيئات التمثيل الشعبي كالبرلمانات والأحزاب ومؤسسسات المجتمع المدني المختلفة  وهنا لا بد من التحوط من إطلاق يد أية جهة – ولو كان المسؤول الأول  الرئيس أو غيره  فلا سلطات مطلقة لأحد  ولاقرارات مصيرية أومهمة إلا بالتشاور الصحيح والاتفاق  حسب الظروف

 وباختصار  – ومع تقدير كل جهد وتطلع مخلص وعادل وحق  – فإن المشوار طويل ولا ينبغي أن نُحَمِّل الأمور أكثر مما تحتمل  ولا بد من التركيز على الألزم والأهم قبل اللازم والمهم  أو الأقل أهمية أوالمحتاج لجهود وأوقات أكبر وأكثر فلا يعقل أن تنقلب الأمور – في لحظة واحدة وتتحول (180 درجة ) في لمحة!

يا ثوار مصر : لا تنسوا من بركاتكم [ مخرب مصر الأكبر = اليهودي يوسف والي ]:

 فبلد – مثل مصر مثلا  مثقلة بالمديونيات  قضى الصهاينة – في تخريبها - أكثر من خمسين عاما عبر وكلائهم أمثال [اليهودي يوسف والي] الذي كان مدة طويلة – الرجل الثاني في الدولة – نائب رئيس الحزب الوطني – في وقت لا نائب فيه للرئيس - وبذل جهودا ضخمة في  تجويع مصر وإفسادها  حتى قضى         ذلك [ العبقري الماسوني الصهيوني وزير الزراعة المزمن ] على معظم مقومات مصر الأساسية – وخصوصا الزراعية في بلد زراعي الطابع طيلة التاريخ ( هبة النيل ) والتي كان يجب أن تمد غيرها بالغذاء – كما كانت قبلا – فحوّلها إلى[ شحاذة جائعة ] تعتمد على القمح والغذاء الأمريكي والمستورد  ومن بلد كان قطنها الأفضل والأبرز في العالم _ ( وخصوصا القطن طويل التيلة الذي كان يدر عليها أكثر من النفط حاليا !) إلى بلد تستورد القطن والمنسوجات حتى من بلد قومه الذين وظفوه ودسوه لهذه المهمات القذرة ! مما يسمى [ إسرائيل] !!! كما حولها [ اليهودي يوسف والي قاتل الزراعة المصرية ] من بلد ( الفول ) الأولى والتي يعتمد شعبها على غذائه الشعبي المشهور - الفول إلى بلد تستورد حتى الفول من الصين !!!

 أرأيتم [عبقرية هذا اليهودي الماسوني المخرب المندس ] الذي لا ندري في أي وكر هو الآن ونتوقع أنه على مشارف الموت أو ينتظره أيا كان  ولربما كان قد احتاط وهربه الماسون الصهيون إلى أحد الأوكار المأمونة ! خشية أن تطاله أيدي   ( العقاب النظيفة ) حين تفطن له وتتذكر جرائمه !

ولكن على الثورة الشعبية ألا تهمل أمثاله بل يجب أن [ يُتحفظ ] عليه ,يُحقق معه  ليعرف الناس – جانبا مهما جدا من مسلسل [ إفقار مصر وتجويعها ] وتحميلها المديونية والذلة والضياعوإخضاع قرارها للإرادة الصهيونية والأمريكية !

  يجب – في عهد النظافة – أن يلاحَق هذا اليهودي المخرب ولو إلى قبره  فتحرق عظامه ويصادر أي شيء خلّفه  في أي مكان !بل يعاقب عقبه !

 وبالإضافة إلى الغذاء وتوابعه  فقد توجهت [ سياسات تخريبية متعمدة ] إلى جعل مصر مرهونة للأجانب – وخصوصا اليهود والأمريكان في كثير من أمورها  فالمعونات الأمريكية الضخمة والتسليح والجيش وكثير من أمور السياسة والمعيشة مرهونة – إلى حد كبير - بيد الأعداء  فكيف يمكن التملص منهم في لحظات ؟

سقوط وكر الفساد الأكبر [ أمن الدولة ] أهم من سقوط مبارك !:

 وأهم شيء  تلك المصيبة المسماة [ أمن الدولة ] ذلك الإرث القمعي الفرعوني الاستعماري الحقير  الذي [ جثم ] على انفاس الشعب المصري أكثر من مائة عام  [ منذ أسسه الإنجليز سنة 1903] لكبت كل نفس حر لا يتواءم مع سياساتهموورثته عهود القمع المتتالية – بأسماء ومسميات مختلفة  حتى كان في العهود الثورية أشد قمعية منه حتى في العهود الفرعونية حيث هدد فرعونُ النبيَّ موسى عليه السلام بالسجن – عوض القتل – إن اتخذ إلها ً غيره أي غير فرعون ! ذلك أن ان  الموت أهون من سجون هؤلاء الظلمة الذين يميتون السجين تحت التعذيب كل يوم مرات عديدة قبل أن يموت نهائيا تحت أيديهم -كما حصل لكثيرين وكما يتكشف كل يوم !!

 هذاالجهاز القمعي المتوارث الذي قالت صحيفة [ واشنطن بوست الأمريكية ] أن سقوطه أهم من سقوط حسني مبارك  مما يدل على خطورته وخطورة ما يحتوي وأنه جمع أسرار تدمير مصر وإذلال شعبهوالتآمر عليها – وخصوصا من  بعض – أو كثير من أبنائها ومسؤوليها ومن يدري ؟ لربما مَن ترى بعضهم الآن في الصدارة - ولو كشفت خبايا أمن الدولة  لتعروا ولنبذوا ولثبت تعاونهم مع الأعداء ومشاركتهم في الجرائم ضد الشعب وأحراره !!  ولنُحّوا عن الساحةلتكون المسيرة أقوم وأسلم !

 ومن أخطر ما كان يمكن أن تكشفه [الوثائق المفرومة والمحروقة]  التنسيق الكامل بين ذلك الجهاز الخائن الكريه وبين جهاز الموساد الصهيوني وخضوع     [ لقطاء التعذيب والجاسوسية في أمن الدولة] مباشرة وكليا لبني صهيون وتعاليمهم وأوامرهم وتنكيلهم بكل من يشتبه به الصهاينة أو يامرونهم بتعذيبه وإلا فلماذا صب جام العذاب على أسرى فلسطينيين لا يشكلون أي خطر على مصر  حتى مات أبو زهري بين أيديهم – تحت تعذيبهم – بأوامر الصهاينة وما علاق لقطاء أمن الدولة بشاليط الأسير اليهودي بيد المقاومة ليركزوا في سؤال كل فلسطيني سجين وتعذيبه ليقر عما لديه من معلومات عن شاليط إلا لأوامر صارمة وصريحة من الموساد الصهيوني ووكيله الأكبر في مصر [عمر سليمان] الذي لا يزال طليقا يسرح ويمرح مما يعطي مؤشرات مخيفة !!

 ولذا سارع كثير من ضباط الجهاز الفاسد الحاقد لتدمير محتوياته وملفاته بالفرم أوالحرق  !

       وبالتأكيد لدى أسيادهم الأمريكان نسخ مما أحرق الجناة المرعوبون  ولربما اكتشفنا حقائقهم وجرائمهم من هناك كما كشف لنا ( ويكيليكس ) بعض الأسرار والأخبار والفضائح والمهازل ! 

ولقد سارع الرئيس الأمريكي [ مبارك أوباما ] بإرسال وزير دفاعه ( شخصيا ) لتدارك  آثار وعقابيل انكشاف أسرار هذا الجهاز الخطير وتطويق أية بوادر تظهر إذا انكشف – ولو صدفة - كثير أو قليل مما فرمه العملاء المجرمون وأحرقوه والذين تحفظ الجيش على بعضهم ويجب أن يحقق معهم[ بطرقهم الجهنمية الموروثة والمملاة ] ليعترفوا على ما أتلفوا وعلى ما أسلفوا من جرائم هم وأجهزتهم ومسؤولوهمولينكشف بعض ما أملاه الأمريكان وأمروا به وأشرفواعليه من تعذيب سواء للمصريين أو الفلسطينيين الذين أوقعهم سوء حظهم بين أيدي هؤلاء اللقطاء المعقدين الحاقدين أو من جلبهم الأمريكان من وراء البحار ليستنطقهم المعذبون المصريون من طواقم أمن الدولة – ليعترفوا ليس فقط بما لم يعملوه بل بما لا يعرفونه ولم يسمعوا عنه!! كما تسرب من أنشطة إرهابية حقيرة- بأمر وإشراف واشتراك السادة الأمريكان المتحضرين الذين [ منهجوا التعذيب وتفنننوا في أساليبه وأدواته ]! بحضارية مفرطة في الإنسانية لأنها تـُنسي الإنسان اسمه وكل شيء من شدة التعذيب !! وكان يشرف على تلك الأنشطة الإجرامية  – شخصيا – وكيلهم  [عمر سليمان] النائب الراحل للرئيس الراحل  ويتلذذ بالتعذيب ومشاهدته  بل بقتل بعض المساكين المعذبين بيده  وقد فضحه أسياده – حين طالبوه بفحص الحمض النووي لشقيق الدكتور الظواهري الشخص الثاني في القاعدة  حيث اشتبهوا أنه أحد ضحاياهم في أفغانستان فقال لهم( ممكن أن أبعث لكم بيدهإذا شئتمأو أمرتم )!

 والمفروض أن يعدم أمثال هؤلاء الفاسدين الحاقدين  ومعظم [ طواقم أمن الدولة ] الذين يندر أن يكون منهم أحد نظيف اليد من دم بريء أو ليس في عنقه روح بريئة أو أكثر من روح أزهقها تحت التعذيب – وضاعت قبورهم -  أو دُفنوا في قبور قيل إنها اكتشفت تحت مبنى الجهاز نفسه!

يجب أن يُجتث هؤلاء الذين هم بلا ضمير ولا إحساس ولا دين ولا خلق ولا ذمة- كما فعل كاسترو أول حكمه في أمثالهم من[ زبالة كوبا ] فاستقر حكمه أكثر من خمسين عاما وإلى الآن!!

 إن على ( مصر الجديدة ) أن تحرص على القضاء على مثل هذا الخبث وتطهير مصر من أرجاسه كاملة  لتعود أرض الكنانة طاهرة مطهرة – كنانة الله في أرضه تصدر الرخاء والغوث والنصر والمدد إلى غيرها – كما كانت ولتعود الشقيقة الكبرى والأم الرؤوم للعرب وللمصريين ولكل مستنجد ومستغيث  كما كانت في عهود تاريخها المزدهر المجيد ! وقبل أن يحولها [الأقزام العملاء الأذلة ] إلى كم من الفقر والفساد والبؤس والمذلة والتبعية  وأشباح من الجياع والمرضى والعبيد لطواغيت الفساد والتآمر الصهيوني !!

 والقضاء على تلك [ الخبائث والجراثيم القمعية الفاسدة ] شرط لسلامة بناء صحيح سليم  يجب أن تتوجه له العهود الجديدة وتعطيه أولوية – قبل الالتفات المهم إلى الشؤون الخارجية – مع الحرص التام على تجنب التأثير الفاعل  للأجانب والأعداء خاصة في معركة التنمية الجديدة وإعادة البناء ليعود المصري حرا صحيحا شبعان ليقول كلمته ويكون سيد قراره  ويمد يده – الصحيحة القوية لإخوانه الذين ينتظرون نهوضه الصحيح وإمساكه بأيديهم ويعلقون آمالهم على ( تعافي الشقيقة الكبرى ) لتعود الأمة إلى سالف عهدها أمة واحدة لا تخضع إلا لرب واحد ولا تستورد – حتى خصوصياتها ونظمها وقوانينها وعاداتها – فضلا عن قوتها وضروراتها وصناعاتها من الآخرين 

                                    

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site All rights reserved
 info@bentalrafedaincom