المركز العراقي الألماني في بون يعقد ندوه حول الدستور وحفل فني

 

بون : فاتن محمود الجابري

أقام المركز العراقي الألماني ندوته الأولى في الثقافه الدستوريه حول مشروع الدستور العراقي بعنوان ( نحن نكتب الدستور ) والتي أعقبها حفل فني مع مختارات من الفلكلور الموسيقي والغنائي العراقي الأصيل  وذلك مساء يوم السبت الموافق 11 ـ 6 ـ 2005 في مدينة بون الألمانيه.

 وأبتدأت هذه الأمسيه الحافله بالأجواء العراقيه الحميمه بمقطوعه موسيقيه مختاره من التراث العراقي قدمها كل من الفنانيين المبدعين سعد ثامر وباسم هوار التي كان لها الأثر الكبير في بث الدفء في مشاعر الغربه البارده بعد الأغتسال بمياه دجله والفرات بما لهذه الموسيقى من أثر روحي وتراكمي على النفس العراقيه.

 ثم كلمات ترحيبيه باللغه العربيه والكرديه لكل من السيده د. هاله عبد القادر والسيد ئامانج صالح عضوي مجلس إدارة المركز العراقي الألماني حيث تم التعريف بأهداف المركز وتوجهاته العامه في خدمة العراق والجاليه العراقيه والتأكيد على إنفتاح المركز على مكونات الجاليه العراقيه بكافة مكوناتها القوميه والدينيه والمذهبيه.

 وفي بداية ندوة ( نحن نكتب الدستور ) رحب الأعلامي محمد محبوب مدير المركز العراقي الألماني الذي أدار الندوه بالحقوقي ضرغام الشلاه مدرس مادة القانون العام بالجامعه العربيه المفتوحه في الدنمارك  مؤكدا على أهمية نشر الوعي القانوني والثقافه الدستوريه بين العراقيين لاسيما وأن المجتمع العراقي سيشهد خلال الأيام القادمه إنتقاله نوعيه  بإتجاه حياة دستوريه وديمقراطيه لم يعرفها من قبل , مشيرا الى إن المركز العراقي الألماني يعمل الآن على دراسة التجربه الألمانيه الناجحه في مجال الدستور والنظام الفدرالي وإجتثاث الحزب النازي بعد الحرب وهو ماسيكون إطارا لندوة ثانيه بالتعاون مع كلية القانون والدوله بجامعة بون الألمانيه.

 وأستهل الحقوقي ضرغام الشلاه مدرس القانون العام بالجامعه العربيه المفتوحه في الدنمارك محاضرته القيمه بالحديث عن أهمية الثقافه الدستوريه بالنسبة للعراقيين حيث ينبغي أن يتبلور عنها الشعور بالمصلحه المشتركه أو التعايش في إطار عقد إجتماعي هو الدستور الأمر الذي يتطلب إيجاد آليات لهذا التعايش من خلال بنود الدستور.

 موضحا إن كل إنسان عراقي يعتبر قانونيا هو مشارك في كتابة الدستور وفق الفقره ج من الماده 61 من خلال مشاركته بالإستفتاء عليه حيث يستطيع ثلثا السكان في ثلاث محافظات رفض مشروع الدستور المطروح للتصويت أو قبوله.

 كما بين لجمهور الحاضرين أشكال الدوله من مركزيه ولامركزيه وأنواع النظام الفدرالي وأنظمة الحكم المختلفه مثل الرئاسي والبرلماني والمجلسي والمختلط طارحا تطبيقاتها في دول مثل الولايات المتحده وبريطانيا وسويسرا وفرنسا وما تتيح هذه التطبيقات من مقاربات مع مشروع الدستور العراقي المقبل.

 وقدم عرضا تحليليا للدساتير العراقيه السابقه منذ تأسيس الدوله العراقيه الحديثه وحتى عهد الدكتاتور صدام حسين الذي أبتلع كل الأرث الدستوري وصار هو الدستور والرئيس الأعلى للسلطات الثلاث التنفيذيه والقضائيه والتشريعيه , مؤكدا على أهمية قانون إدارة الدوله الذي جاء معبرا عن مستوى مقبول من التوافق العراقي بالرغم من بعض المآخذ عليه.

 وأوضح الحقوقي ضرغام الشلاه إن الدوله هي بمثابة مؤسسة خدمات للمواطن , يتوجب عليها أن تحفظ حقوق المواطن وحريته في إختيار وممارسة عقيدته الدينيه والسياسيه دون أن تفرض عليه دين  أو عقيده  مؤكدا على أهمية أن لايكون للدوله دين أو حزب بل تبقى محايده توفر فضاءا حرا للأديان والأحزاب كافه دون تمييز.

 ودعا الباحث العراقيين بكافة مكوناتهم القوميه والدينيه والمذهبيه الى ترسيخ الشعور بالإنتماء الى الأمه العراقيه التي تمثل هوية العراقيين كافه دون الحاجه للبحث عن هويه قوميه أودينيه لفرضها على الشعب العراقي المتعدد الأديان والقوميات وهو مايعمل على تفتيت الشعور بالوحده الوطنيه العراقيه.

 وشارك في إغناء هذه الندوه بالحوار والنقاش نخبه من المثقفيين الديمقراطيين حيث أثاروا أمورا في غاية الأهميه تتعلق بمشروع الدستور العراقي ومستقبل العمليه السياسيه في العراق نذكر منهم جوتيار خالد , لقمان البرزنجي , ساجد حسين,  , سمير سكر , نجيب حنا , بختيار أبراهيم , يوسف نباتي , د. لطيف أسماعيل , محمد نوري حكمت , قاسم محمد , يوسف نباتي والسيدين مسعود وشوان وغيرهم.

  وقام المركز العراقي الألماني بتنظيم إستفتاء حول أهم النقاط الخلافيه في الدستور مثل شكل الدوله ونظام الحكم وعلاقة الأسلام بالدوله ودور المرأه لعينه عشوائيه من مائة شخص والتي سوف ننشر نتائجها لاحقا.

 ثم تواصلت هذه الأمسيه مع موسيقى وغناء الفنانيين المبدعين سعد ثامر وباسم هوار الذين أمتعا جمهور الحاضرين بباقة ملونه من الموسيقى  والأغاني العراقيه الفلكلوريه.

 

 

  

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com