الاعلام المحلي يضاعف حملته لحث العراقيين على المشاركة في الاستفتاء

 

بغداد ـ أ.ف.ب: ضاعفت وسائل الإعلام العراقية حملتها الإعلامية داعية الناخبين العراقيين الى الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على الدستور الدائم للبلاد بعد عامين ونصف العام من سقوط نظام صدام حسين.

ويفترض ان يدلي العراقيون في الخامس عشر من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري برأيهم في مسودة الدستور التي تمت صياغتها الشهر الماضي بعد اسابيع من المفاوضات الشاقة بين مختلف الأطراف، رغم اعراب زعماء السنة عن عدم رضاهم على الوثيقة. ويتوقع ان يشارك اكثر من ثمانين في المائة من العراقيين في الاستفتاء حسب استطلاع للرأي نشرت نتائجه الأسبوع الماضي.

وعلق عدد كبير من الإعلانات في وسط بغداد بأشكال وأحجام مختلفة وقد كتب عليها «شاركوا في الاستفتاء من اجل ضمان مستقبلكم ومستقبل أبنائكم»، و«دستورنا خيمتنا»، و«معا لضمان حقوقنا في الدستور»، و«الدستور سلاحنا الأمضى».

كما علق رسم كاريكاتوري كبير لعراقي علق وردة حمراء على صدره ويضع ورقة في صندوق الاقتراع بيد، فيما يضع يده الأخرى في عين وحش كتب عليه بالعربية والانجليزية «الإرهاب».

وتمتلئ صفحات الصحف العراقية اليومية بالإعلانات المدفوعة الثمن باللغتين العربية والكردية التي تنشرها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لتشجيع العراقيين على المشاركة في الاستفتاء وشرح الخطوات الواجب اتباعها يوم الاستفتاء. ويقول احد هذه الاعلانات «لنشارك في الاستفتاء على الدستور ونقول كلمتنا في دستورنا الجديد من اجل عراق المستقبل ومن اجل ترسيخ الديمقراطية والحرية».

ويقول إعلان آخر ان «القرار في يدنا فلنصوت معا لنضمن حقوق اطفالنا» بينما يؤكد اعلان ثالث يظهر فيه رجل وامرأة يلوحان بعلامة النصر «مستقبل العراق له صوت هو صوتك». اما في التلفزيونات فتبدو تلك الاعلانات اكثر حيوية وتركز على التعايش بين مكونات الشعب العراقي بعيدا عن الطائفية.

ويظهر في احد هذه الاعلانات رجال بملابسهم العربية يسحبون زورقا من المياه وقد امتلأ بالأسماك ثم نساء يعددن الحلويات استعدادا لحفل خطوبة، ثم صورة تظهر رجالا يصلون في احد المساجد، وأخيرا صورة لرجل وامرأة وطفل يحملون الحقائب عائدين الى منزلهم المهجور.

وفي آخر اللقطة يظهر صوت يقول «ليكون قرارنا من اجل العراق فلنصوت من اجل العراق».

وفي اعلان آخر يظهر اطفال يلعبون الكرة على مرمى حجر من مكان انفجرت فيه قنبلة، ـ عقبها لقطة لمحل حلاقة يظهر فيه شخص يحلق لحيته ثم لقطة لطلاب على مقاعد الدراسة. ويقول الاعلان «يريدون خطف ابتسامتنا. يريدون سفك دمائنا. يريدون ان يكفروا صلواتنا، ويريدون اغتيال احلامنا. لكن مهما يفعلون عن طريقنا لن نحيد. نحن العراق.. أبطال العراق» مع صورة لشاب يضع ورقته في صندوق الاقتراع.

ويقول فلاح مشعل نائب رئيس تحرير صحيفة «الصباح» التي تصدر عن شبكة الإعلام العراقي إن «العراق لم يعش الديمقراطية منذ ثمانية عقود، وشعبه عانى في ظل حكومات دكتاتورية ورجعية لا تمت بأي حال من الأحوال للديمقراطية بصلة». ويضيف ان «هذه العملية هي الأولى في نوعها (...) وتحتاج الى وقت كي يفهموها».

ويوضح ان «غياب المعرفة ليس عند الناس العاديين فقط بل حتى الكيانات السياسية التي كانت مغيبة عن اي عملية ولم تبدأ سوى قبل عامين». ويتابع ان «الشارع تسوده ثقافة الحواسم (في اشارة الى عمليات السلب والنهب التي اعقبت سقوط نظام صدام حسين) ولا بد من توقف هذا بمنطق قانوني وبدولة يسودها القانون». وعلى الجانب المعارض للدستور يقول جواد سعيد، 45 عاما، وهو موظف حكومي «أنا غير مقتنع بالدستور لأنه صيغ من قبل أيدٍ وأفكار كانت غائبة عن المسرح العراقي أكثر من ثلاثين عاما». ويضيف «مضى عامان ونصف العام منذ سقوط النظام السابق والوضع يسير من سيئ الى اسوأ، ولم ينجح هؤلاء في انتشال العراق من المأزق»، مؤكدا «لهذا لن اصوت بلا او بنعم بل سأضع ورقتي بيضاء».

 


 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com