القصيدة

همسات عراقي

 

د. علاء الجوادي

drmusawi@msn.com

مهداة الى الحبيبة البعيدة الغريبة

انا ابن بغداد وجدي فراتي بابلي وجذور ابي حلبية.

وامي نجفية واصولها بصرية وابوها من جذور حجازية.

ولغتي ولغة ابائي واجدادي هي فصيح اللغة العربية.

لكني كنت اشعر في بعض ساعات الحنين بضغط شديد ان انظم افكاري واحاسيسي ومعاناتي بلغة شعبية.

ولكن باية لهجة عراقية.

لا ادري فانا ابن كل العراق ولهجتي خليط من كل لهجات ابنائه... وفي لهجتي كلمات ورثتها من كل انحائه

تتحد بها كلماته فتنطق بلهجة العراق المميزة الجميلة.

 

 

الهمسة الاولى

عندما يقطر الدم في الاغتراب

هذه ابيات من قصيدة قديمة جدا نظمتها وانا طالب في الصف الثالث الجامعي في حالكات الليالي وموحشات الطرقات وفي ايام تمكن بها الحزب الظالم من السيطرة على الشارع وشراء الذمم والضمائر وهي تعبر عن  الاغتراب وباللغة العراقية الدارجة

 

يـقلبي ليش دومك تحمل الهم

يـقلبي ليش دومك تـقطر الدم

 

اظنك قلت وحدي ابهاي دنياي

ما لي اخو الشملي واياه يلتم

 

يـقلبي اصبر وقل للوجه يضحك

هم عمرك شفت صخر المينحك

 

لون هذا طريج الدهر ميحيد

احزانك اتروح ابكسر رمحك

 

كنت جالسا وحدي فقلت بعد تلك الابيات:

كلما جلست مع نفسي معتزلا بالمحراب

يبزغ هذا الشعر امامي كأنه السراب

لاني اسير في طريق الاغتراب

بعد اختفاء طريق الاحباب

في زمن المجهول والارتياب

جالس بصومعتي في مدينة الضباب

وحيدا الا من عشق رب الارباب

وقد اوصدت من دونهم الباب

لا استقبل الاعداء او الاصحاب

صبرا صبرا فقد اقترب المآب

وبه نهاية العذاب!!!

 

الهمسة الثانية

آآآ يـــــــــويــــــــلـــــــــــــي

قال بلسان الحبيبة البعيدة بعدما شكت له لوعة الفراق وقسوة البعاد مواسيا اياها

 

آآآ يويلي آآآ يويلي     طار نومي وطال ليلي

أشـقد اظل عنك بعيدة     والله مو بطلت حيلي

وسلوتي صارت احلامك عل بعد قامت تجيلي

وصورتك بالقلب رفت....بغـربتي صارت دليلي

ما اصدق بعد اشوفك     آآآ يويلي آآآ يويلي

 

الهمسة الثالثة

قصة الرجل والبنات

هناك بيت شعر شعبي مشهور طريف لا يخلو من الفكاهة الخفيفة والمداعبة مع البنات لا سيما الجميلات منهن، يقول:

ثاري البنات اشكال مثل الـكفافي    لو وحدة بالالفين يمكن توافي

وقد رغب الشاعر ان يجاريه في فكاهته هذه بابيات باللغة الشعبية العراقية فقال السيد في 21/10/2009 مخاطبا الشاعر الاول:

 

تدري البنات انواع مثل العصافير

لتأمّن الـكذاب مــن عشك يطير

 

والله البنات فنون كنــهن تصاوير

والصورة بس للعين وللـ•لب تصبير

 

وبالك من ام نقوش مثل الزرازير

والحلوة بالاخلاق باللون متصير

 

وعند البنات فنون بالـعمر تصغير

وحتى العجوزه اتـقول بسكم التكبير

 

وكل يوم الهن راي كل يوم تدبير

ويـقولن بكل حال ما عدنه تقصير

 

والتمّن الحلوات مثـــل الزنابير

قلولي شنهو الراي علموني تعبير

 

جيتك طبيب كـلاي انشد التجبير

يضحك عليه ويـقول كثر الجرجير

 

وركضن عليه غفل زبرني تزبير

واتعاونن بالمـكر طبرني تطبير

 

بس هي ام الصدج عرفت التقدير

وظلت وفيه اله ومن دون تفكير

 

 

 

الهمسة الرابعة

الحلوة الكذابة

تعد كثيرا وتخلف الوعود اكثر، لكنها تبقى طيبة القلب ولطيف المعشر. عندما يعاتبها تجيبه بمائة جواب وتتعذر بالف عذر. لا ينزعج منها بل يضحك ويعتبر ذلك منها خداعا بريئا لانها بين بين...حب صادق وظروف صعبة. ولانه اذكى مما تظن فهو يتحمل خلفها ما دام يعرفها ويعلم متى تصدق في حديثها. اراد ان يداعبها ويتلاطف معها فقالت له أهذه قصيدة؟!

 

يا حلوة يا چـذابه

حيالة بـس حبابه

 

من الحچـي حمل منهَ

وگـالولــي لا تامنهَ

 

رديت يــا عذّالي

حكمي تره بالتالي

 

گـالو غشــيم وطيب

وممجرب اللي يچـذب

 

وگـالت حبيبي الغالي

وحدك شغـلته البالي

 

فرگـتك صـارت مره

ومن شعر حـبك اقره

 

وتگـلي حبك جمره

وگـلبي تفتت صبره

 

وگـلت ارد اصدگ بيهَ

وبلچـي الزمن يهديهَ

 

ومرت شهور اوياهَ

وظني الوكت داواهَ

 

توعدني مــره ومره

وبالخلف سجلت نمره

 

ولمن ابــعد نفـسي

وافترض حـبهَ منسي

 

تبچـي وتگـول اسمعني

وبالچــذب لا تتـهمني

 

والله ظروفـي صعبه

وحدك الگلبي حبه

 

ولمـن تدغدغ گـلبه

وتحـلف بربهَ وربه

 

ودموعه تمـلي عينه

واتگـــــــلــه لا تاذينه

 

اوفرگـاك لا اتطوله

ولروحـي لا تهمله

 

ولمن يغـير رايه

يوم الاجت بچـايه

 

يرجع طـبعه ليهَ

وما نگدر انداويهَ

 

وگـالولي حيل واكثر

انصحناك لا تتـقشمر

 

لنهَ تـــــدگ وتلطم

وتگـللـه لا لا تظلم

 

انه تـــــــــــــره حبابه

بسك تسوي اطلابه

 

الهمسة الخامسة

لا تقولي لا، فالهجر مو عادة غريبة!!!

كان الشاعر البغدادي المغترب، يسمع اغنية بغدادية قديمة لتعيد له ذكرى ايام مدينته الحبيبة يوم كانت مدينة السلام فاصبحت في مهجره مدينة الاحلام لكنه عندما عاد لها وجد انها اسيرة بايدي ابناء الظلام. لكن ما زال صوت المغنية البغدادية اليهودية التي اكلها تراب الموت منذ سنين، يترنم ويقول:

الهجر مو عادة غريبة...لا و لا منكم عجيبة

عرفت من هذا طبعكم...كلمن يسوكة حليبة

اتجرعت لوعات منكم...و انهدم ثلثين حيلي

انا جنت ابتعد عنكم...لو يطاوعني دليلي

غير هذا شرد اكلكم...كلمن يردة حليبة

كذب كلمن يظن بية...اكدر اسلاكم و املكم

انا مو بيدي و لكن...قلبي ما يهوى بدلكم

غير هذا شرد اكلكم...كلمن يجيبة حليبة

من طحت بهواك ما ادري تعذبون اللي يودكم

جيبوا واحد قلبة يصبر...ساعة وحدة من بعدكم

غير هذا شرد اكلكم... كلمن يسوكة حليبة

 

وكان هذا النغم الشجي ينقل له عذابات ذاك الشاعر البغدادي القديم. كان يسمع الكلمات الشجية ولا يعرف من نظمها. انها كلمات تعبر عن معاناة واهات مكبوتة، وتعبر عن غدر الحبيب بحبيبه، ونسيانه للوعود والمواثيق التي شهدت عليها الالسن والقلوب والايدي والشفاه، في ايام الوداد والوصال.

فحلق بخياله وكانها في احلام يقظة يخاطب بها مبدع او مبدعة تلك الكلمات التي كان صوت سليمة ينساب في هدوء في غرفة مليئة بالسكون وتحيط الاف الكتب بكل جدرانها من الارض الى السقف. كان قلبه يخفق مع الالحان فلم يعد الهجر في هذا الزمان عادة غريبة ويقول له: اذهب انت وقراطيسك الى النسيان فصفقت له الكتب. تحدى الشاعر البغدادي الجديد كتبه واقلامه واوراقه والامه وراح يتناغم مع الشاعرالبغدادي القديم فقال:

بـكـه الشاعر عل الحبيبه...ونغمته كـانت كئيبه

وضـاگـت الدنيه الوسيعة ...بعد ما كـانت رحيبه

گـتله شاعر انـي مثلك... گـال ودموعه سـكيبه

يـحـكي ويه الخان عهده...وكان يفتكره طبيبه:

الهجر مو عادة غريبة...لا و لا منكم عجيبة

عرفت من هذا طبعكم...كلمن يسوكة حليبة

 

تألم الشاعر مرة اخرى على الم زميل قديم له لم يره قط ولعله رحل من هذه الدنيا بعشرات السنين قبل مولده لكنه لم يسكت، لانه كان يحس باحساسه عندما يتنكر الصديق للصديق والقريب للقريب والحبيب للحبيب وقال مرة اخرى يخاطبه:

گـتله يا شاعر يا اخويه...واني انحب وي نحيبه

اهجر الي نكر وعوده...ودعوتك راحـت تصيبه

لكن ارد ابدي شعوري ...وارد اشارك بالمصيبة

واليخونك لا تذكــره...وعلى الـسانك لا تجيبه

وارد اگـلك بعد كبدي...الما توافي مو حبــيبه

 

 

 

الهمسة السادسة

معايدة الحب

بيت شعر علق في الذهن ولا اعرف من نظمه ولكني دائما اردده. قالت لي الفاتنة: لم تهنأني في عيد ميلادي فارسلتها لها

روحي وروحــــــــــــــــچ يَروحي

مو روحين......... فد روح

لو راحت روحـچ يَروحي

روحـــي وراه تــروح

 

 

الهمسة السابعة

!!!!!المحب المضروب بوري وقد لبس الكلاو ويعتقد انه لوتي!!!!!

 

عبودي لمن گـال لاجمل بنيه

اتعبرين الكلاوات دموچ عليه

 

 

الهمسة الثامنة

شمشون ودليلة

او اللهاث وراء السفاسف

كان الشاعر يقرأ في كتاب قديم اسمه سفر القضاة. عن رجل اسمه شمشون وأمرأة اسمها دليلة. القى الكتاب من يديه وتأوه كثيرا ودمعت عيناه, وقال: اهكذا يذل الابطال, وهكذا يعيد التاريخ نفسه فتتكرر قصصه رغم تباعد الازمان واختلاف المكان. ولطالما شده الى هذه القصة التشابه بين ذاتين ذاته هو وشمشون وذاتها هي ودليلة.

شمشون سليل الانبياء ووريث القضاة ودليلة المرأة الجميلة التي طوعت انوثتها وجمالها للتجسس والبغاء والخيانة والافتراء. بشر الملاك بمولده لامه العاقر وان الوليد سينقدذ امته من الاذلال والاستعباد. واعطاها كلمة السر وبين لها مصدر القوة فيه. وقال لها: فها أنك تحبلين وتلدين إبنا ولا يعلُ موسٌ رأسه لأن الصبي يكون نذيرا لله من البطن. وكبر الصبي ورحل عن اهله واحب امرأة وتوله بعشقها. كان يحمل راية الانعتاق لشعبه في اسر العبودية والاستغلال. وكانت عشيقته من قوم الاعداء فاغرته فعرفت سره فحلقت شعره وعاد ضعيفا مثل حمل في قطيع. واخبرت قومها فسجنوه وعذبوه وقيدوه وضربوه.

ولكن قوة الاحرار مثل تموز والحسين تتجدد رغم الصعاب واخذت قوته ترجع اليه لم يعرف الاعداء. وفي يوم المهرجان ارادوه سخرية امام الناس الذين اجتمعوا في معبد الاوثان ليضحوا لصنمهم ديجون شكرا على تحطيمهم شمشون، اوثقوه بين العمودين وقبض شمشون على مركز المعبد والعمودين وهو يصرخ علي وعلى اعدائي!!! وبكت دليلة على خيانتها وشمخ شمشون ببطولته, بعد انخداعه لانه انتقم من معذبيه.

ابعث بيانا للبراءة من كل كاذبة في الحب تصنع من كلماته فخا للصيد فتدنس اقدس شيئا في الحياة وتلوث محراب المعبد الهي وتدفع شمشون ليهد اعمدة المعبد الشيطاني على نفسه وعلى اعدائه. كما اقدم نسخة من هذه القطعة من الشعر الى اللاهثات وراء السفاسف اولهن دليلة ثم الى بناتها: نون وسين وراء وهاء وزاي وميم ولام وجيم و و و...ألخ اللواتي سرن على دربها. ايتها المخادعة لقد عرفت قصة شمشون فرفضت الخداع والخضوع لاهات كاذبات ودموع كافرة مسخرة لاستعباد الاحرار.

 

كلامـك يدعي حـبي ولا اظن

كلامـك صادگ وانت تصدقين

عشر اوجوه الك وياه تسعين

وعيونـك اتدّور عل الزنا”ين

وكـم السان الـك لمن تـقولين

اقولن الـــف لا اكثر من الفين

ولـك شادي عمت عينـك تـقمزين

وبكل عزة متشــــلهه وتلطمين

همـz صار عــل فقره تكشخين

وعله الغشمة تـكـذبين وتنفخين

مَتـقدرين للـــوادم تصيدين

وحمزة وعلي الغربي هم تبينين

جوعانه واشوفــz ما تشبعين

وعلى بطنـz تلطعين المواعين

ما عندك وفـــــــه مثل البزازين

وعله اللقمه السمينه الـك حلـقين

وتحلـــفين بالعباس واحسين

واثاريـك يوسفه ويه الشياطين

وين الشرف واخلاق النساوين

اليحفظن عز اهلهن بالدواوين

ويم الزلم الزواقـه تلطخين

ولحواوينهم بلـكن تجذبين

اشوفـك يوم فد طيـحة تطيحين

ويترس راسـك الفارغ سوادين

وترقصين رقصـات المجانين

انه اكشفتـك عليه لا تلعبين

وجذباتـك عليه مـا تعبرين

كم مرة كلتلـك لا تـــكذبين

وبحـكي الصدق حلوة تصيرين

بس طبعـك طبع مـــا هوَ بالزين

دغش مغشوش ومـكيل من الشين

ارذل طبع بالعالم تحملين

دولي للزباله ولا تردّين

دولي للزباله ولا تردّين

دولي للزباله ولا تردّين

 

الهمسة التاسعة

قصة خالي المناضل الشهيد سيد سعد

خرجت وانا طفلا يكاد عمر لا يتجاوز الستة سنوات من مرقد الامام موسى بن جعفر مع والدتي بعدما ادت مراسم الزيارة لباب الحوايج كما يسميه العراقيون.

وعندما وصلنا الى موقف السيارات في الكاظمية للرجوع لبغداد، كان الصوت الشجي ينبعث من الـكرامفون او من القوانة كما كنا نسميه يومذاك.

كان الصوت الشجي صوت مطرب ريفي يهزج باغنية حزينة اللحن والكلمات. تكهربت والدتي فنظرت لوجهها مستغربا فاذا دوموع كأنها اللئالئ تنحدر من عينيها.

اخترعت وقلت لها: يمه ليش تبـكين؟

قالت لي: اوليدي هذا المغني يغني شعر لخالك سيد سعد.

قلت لها من هو سيد سعد يمه؟؟!!

قالت: هو خالي سيد سعد البوهدمة...وكان بطلا ثائرا على الظلم والاقطاع في مدينة الـكفل... لفقت له التهم من قبل الاقطاعي... فالقي القبض عليه وسيق للمحكمة وكان حكم الحاكم ظالما وقاسيا ولصالح الاقطاعي ضد الفلاح الفقير الشريف المعتز بنسبه وكرامته.

حُكم عليه بالسجن لسنين في سجن الحلة وتمكن من الهرب... ولاحقته الشرطة فرمى بنفسه بالنهر فضربه الشرطة بالرصاص... فاصابت رصاصة منها جسده ولكنه لقوته الفائقة والخارقة واصل السباحة في النهر فوصل للجانب الاخر ولم يجد له مكانا يختبئ فيه الا كوخ صغير يشع منه بصيص خافت ذهب اليه واستجار باهل الدار فخرجت امرأة عجوزة سوداء كانوا يسموهم الناس يومذاك بالعبيد... ويال سخرية الاقدار عندما تقلب الاسماء فاذا من تسميهم العبيد هم من يحملون صفات الاحرار.

قال لها: خاله دخيلـz...قالت له من تكون؟؟ قال لها: سيد ابن رسول الله ومن ولد الكاظم ومجروح ومظلوم وانه دخيل عند الله وعندك قالت: ابشر يا اوليدي وانا دخيله عند امك الزهره.

قامت الامرأة السوداء وعمدت الى خروف عندها فذبحته وسلخته ولفت جراحه بجلده الدافئ بعدما دهنتها بمراهم تحتفظ بها للعلاج.

ثم طبخت من اطائبه طعاما لضيفها المكروب. وبقي في ضيافتها اربعين يوما تداريه كما تداري اعز ولد من اولادها...حتى تماثل للشفاء.

تقرير الشرطة اشار بشكل واضح وصريح ان سيد سعد قد قتل عند فراره من السجن لما كان يعبر النهر وقد تلاقفته الامواج ولم يتمكن الشرطة من انتشال الجثه.

 

رجع سيد سعد الى الـكفل...وهو عند الحكومة ميت...وعند اهله والفلاحين بطل بعثت به السماء من جديد للدفاع عن الضعفاء...وانتشرت الشائعات فوصلت لمسامع الشيخ الطاغية...وصار سيد سعد مثل روبين هود...وفي ساعة من ساعات التحدي دخل مضيف الشيخ...اراد الشيخ اذلاله بعدما عرف قصد سيد سعد في تحديه في عقر داره وامام انصاره...قام الشيخ الى مكان خارج المضيف لقضاء حاجته وبعدما اتمها...نادى باعلى صوت: سيد سعد جيبلي البريج...

سيد سعد: محفوظ انه سيد ابن رسول الله ولا اقوم بمثل هذا العمل الوضيع اطلبه من احد جماعتك!!!

صرخ الشيخ بصوت اعلى ولك كتلك جيب البريج...

اهمل سيد سعد اجابة الشيخ واكفهر الجو بالمضيف ماذا سيحصل اما صراع القوى بين الرجلين...

صاح الشيخ: ولك كلب جيب البريج تره اطلع وكسر راسك بالمـ•وار...

سيد سعد: تأمر محفوظ...

قام متثاقلا يحمل بيده شيئا ابعد ما يكون عن الابريق...قال له: شيخنا خذ البريج وعندما اراد الشيخ ان يتناول الابريق، واذا بثلاثة طلقات من بندقية برنو تستقر في راسه جعلته يستقر على حاجته التي قضاها تواً...

سيد سعد يسأل الجالسين والواقفين والمتعجبين: من هو العايل يا جماعة الخير؟

وخرج سيد سعد رافعا الراس موفور الكرامة يهابه الرجال حتى اعل بيت الشيخ المقتول لم يجرأ احد منهم ان يقترب منه لئلا يُردى قتلا. عندما خرج كان يسير حوله عدد من المستضعفين...اصبح سيد سعد خطرا كبيرا لانه كان يسير في طريق تغير التوازنات في بلدته الصغيرة في حالة ثورية بعيدة عن الفذلكات النظرية عن الصراعات الطبقية...

اكملت امي حكايتها وقد ازدادت دموعها وقالت: لقد خانه صديقه الملازم له اذا اعطاه الشيخ الجديد مبلغا مغريا من المال الحرام فوضع فوة البندقية في اذن خالي سيد سعد وهو نائم تحت ظل شجرة واطلق منها اطلاقة اردته قتلا على الفور.

اخذت ابكي مع امي لا ادري

اكان ذلك لاني فهمت القصة؟

ام لاني تعاطفت مع دموع امي؟

ام ان دموعي كانت مجرد عبث بلا معنى وانما هي الرغبة بالبكاء مثل اي عراقي اصيل؟؟؟؟

ولكني قلت لها بشيء من الذكاء الفطري الطفولي البريء: يمه وما علاقة هذه القصة بالاغنية؟؟!!! قالت: يمه في هذه الاغنية يصف خالي الظلم والعذاب الذي انزل به يـ•ول خالك:

يحاكم ليش حكمك صعب وياي

شباب وما يلوك السجن وياي

لون اتبات ليلة بسجن وياي

تعوفن القلم والحاكميه

 

وهنا الح على ذهني سؤال: لماذا الانكليز صنعوا من روبين هود ثصة عالمية؟

ولماذا نحن العراقيون نهمل قصصا رائعة وحقيقية من تراثنا الغني بكل المعاني؟

اليست قصة سيد سعد تشبه قصة روبين هود؟؟

 

الهمسة العاشرة

رسالة الوفاء

قال لها: بعث لي احد الاصدقاء المخلصين المحبين هذه الابيات الشعبية واردت ان اشارك بها. وقرأ لها الابيات بعد تعديلها واضافة بعض الكلمات اليها. طربت لها طربا كبيرا. وقالت بصوت رقيق: يا حبيبي ابعثها رسالة عبر الاثير.الي بسرعة بسرعة. ارجوك يا حباب ابعثها برسالة. اريدها وكأنها قصيده مكتوبة الي. ارجوك يا قلبي ابعثها برسالة فان هذه القصيدة الجميلة تعبر عن احساسي المقدس نحوك وكأن من نظمها كتبها بنياط قلبي وخطها برموش عيني وكأن حبرها كان من دمي الممزوج بدموعي

قال لها: تدللي يا وردة تدللي.....وهل اقدر الا افعل ذلك بعد طلبك؟؟!!

قالت بغنج المحبين: تسلم افديك بعمري وقلبي يا حبيبي.

 

اشكد جريمة ابعيد عني...اشكد ظلم من ما اشوفك

اشكد حنين يهز كياني من تمر بيه اطيوفك

وبلا شعور دموعي تنزل علخدود اتخط حروفك

انته كعبة للمحبة وانا زاير ارد اطوفك

اقترب واحجيلي همك وبالدموع اشرح ظروفك

انت اول جرح بيه ويا جرح!!!..لا ما اعوفك

والله اعوفن روحي اقدر وانت ما اقدر اعوفك

لو عفتني ما اعوفك

ارد ابوسك

وارد احضنك

وارد اشوفك!

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com