للمرة الاولى، رجل دين يشارك في برنامج بنت الرافدين القيادي

الشيخ سالم الساعدي لبنت الرافدين: (سأتعامل مع مواضيع المرأة بشكل جدي وأكون من مناصريها)

 

نجوى الطاهر/ بنت الرافدين/ بابل

بعد اقامة 37 دورة من برنامج تطوير المهارات القيادية ولاول مرة يشارك رجل دين في هذه الدورات حيث اعرب الشيخ سالم الساعدي بكالوريوس علاقات سياسية وعضو في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي قائلاً: "عند دخولي للوهلة الاولى لاحظت التخوف مني  كوني رجل دين والنظرة السلبية الموجه لرجل الدين ولكن عند دخولي لهذه الدورة والتعرف عن كثب للمشاركين تغيرت النظرة نحوي وبالنسبة لي استفدت من مشاركتي في هذه الدورة كونها طرحت مواضيع جديدة اضافت لي معلومات مهمة وسوف اقوم بطرحها بشكل مبسط في الندورات والمحاضرات الدينية التي سوف اقوم بألقاءها في شهر محرم الحرام لمجموعة من نساء السماوة اي ما يقارب الف امرأة".  

اقامت منظمة بنت الرافدين دورتها الثانية من برنامج تطوير المهارات القيادية الذي اقيم تحت شعار "المرأة العراقية صانعة القرار" اقيمت هذه الدورة في محافظة كربلاء على قاعة المنتدى العربي للتنمية البشرية بتاريخ 24/11 ولغاية 29/11/2010 والتي استمرت ستة ايام شارك فيها عشرون متدرباً من المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، مجلس محافظة كربلاء، رابطة خريجي الجمعات والمعاهد، مركز التطوير الاعلامي في كربلاء، ديوان محافظة كربلاء، برلمان الشباب العراقي فرع كربلاء، منظمة المرأة المسلمة العراقية، جمعية الامل العراقية، مؤسسة الانسان الثقافية لناشطي حقوق الانسان، حاضر فيها عدد من الاساتذة المختصين منهم الدكتور محمد عودة استاذ جامعي وناشط في مجال حقوق المرأة والمحامي قاسم الفتلاوي والأستاذة علياء الأنصاري مديرة المنظمة والاستاذ حيدر محمود والاستاذ ياس العرداوي والاستاذ علاء عمران والانسة سرى كم كم والانسة دنيا حداد، اعضاء لجنة التدريب في منظمة بنت الرافدين.

وعن أهمية مشاركة الرجل في هكذا دورات قالت الانسة رقية ثابت احدى المتدربات: "كانت نظرتي سلبية تجاه الرجل حيث كنت اعتبره هو من يسلب حقي وانه غير مناصر لي وعند دخولي لهذه الدورة وجدت اني مخطئة حيث شاهدت الرجل عن قرب ووجدته هو من يدافع عن حق المرأة ووجدت رجل الدين الذي ينادي بدفع الظلم عنها، ومن مكاني هذا اطالب بضرورة مشاركة الرجل (الاب، الاخ، الزوج) في هذه الدورات لأطلاعه على العنف الممارس ضدها للوصول الى نتيجة او حل للقضاء او الحد من هذه الظاهر كما اؤكد على مشاركة المرأة كي تعي الحقوق التي يجب ان تنالها والواجبات التي توكل اليها".

اما السيدة امتياز عباس ناجي موظفة في مجلس محافظة كربلاء ابدت رأيها في مشاركة المرأة في العملية السياسية قائلة: "من حق المراة المشاركة في العملية السياسية لكونها انسانة فلها حق التصويت والترشيح والمشاركة بكل ابعادها وليس هناك مانع عقلي او شرعي في ذلك وقد ايد ذلك قوله تعالى ((ان المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)) فمن تلك الاية يستنبط عدد من العلماء والمجتهدين ان للمراة ان تحكم وان تكون مجتهدة,لكننا نجد عوائق كثيرة في طريق المشاركة السياسية للمراة تصب جلها في مصب واحد هو عدم فهم الافراد لحقوقهم وواجباتهم ويعود ذلك الى الفهم الخاطئ للدين والاساليب التربوية الخاطئة التي تربت عليها المجتمعات تباعا فكان نتاج ذلك ان وصلنا الى مجتمع يرى المراة كائن ثانوي تحرم من الكثير من حقوقها الانسانية بينما الله خلق الانسان وشاء ان يكون نوعين ذكر وانثى لتقوم الحياة بهما ((يايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم )) فكل حديث القران يخاطب المرأة كما يخاطب الرجل ولو كان هناك فرق انساني بينهما كما ان هناك فرق في التكليف.

على مدار الخمسة ايام من الدورة قدمت عدة مواضيع منها الثقة بالنفس وادارة الوقت ومفهوم الجندر والعهود والمواثيق الدولية والدفاع وكيفية المدافعة عن حقوق المرأة ومفهوم القيادة واسباب العنف الموجه ضد المرأة سبل العلاج له وقد تم تخصيص اليوم الخامس من الدورة لاجل حملة المدافعة التي سيقوم بها مشاركو هذه الدورة حيث تم تقسيم المشاركين الى مجموعتين لاختيار قضيتين يعتقد المشاركون انها مهمة بالنسبة لقضايا المرأة، وقد اختارت المجموعتان قضيتين هما: العنف الاجتماعي ضد المرأة الناتج عن الفهم الخاطىء للدين، المجموعة الثانية اختارت جهل الطالبات لمفهوم الجندر، وبعد ان تم العمل على القضيتين واعدت كل مجموعة حملة المدافعة بخصوص قضيتها، تم اختيار موضوعة العنف الاجتماعي ضد المرأة الناتج عن الفهم الخاطىء للدين بموجب نقاط تم تحديدها مسبقا، فكانت هي القضية الفائزة والتي سيعمل عليها المشاركون لمدة شهرين، حيث ستكون حملتهم عبارة عن:

1. برنامج اذاعي يبث من راديو كربلاء.

2. برنامج تلفزيوني يبث على قناة كربلاء الفضائية.

3. اقامة اربع ورش عمل وستعقد اول ورشة يوم السبت الموافق 4/12/2010، كما تم الاتفاق مع شيخ عشيرة بني مالك على عقد ندوة في مضيف الشيخ يتم استضافة النساء من هذه العشيرة.

4. نشر المقالات الخاصة بموضوع العنف الاجتماعي ضد المرأة الناتج عن الفهم الخاطىء للدين في الصحف المحلية في محافظة كربلاء.

وسيكون عمل المشاركون في هذه الحملة طوعيا، وكذلك عمل المنظمة سيكون طوعي في دعم هذه الحملة فنيا وماديا واشرافا.

وفي اليوم السادس والاخير تم طرح هذه القضية (العنف الاجتماعي ضد المرأة الناتج عن الفهم الخاطىء للدين)، بحضور كل من الشيخ عبد العباس الفتلاوي استاذ في حوزة الامام الحسين للعلوم الدينية والشيخ محمد شهيد محمد المالكي شيخ عشيرة بني مالك، حيث استضافتهم المنظمة في حوار مباشر مع المتدربين، وقد ادار الندورة المشارك الشيخ سالم الساعدي.

وكانت أهم المحاور التي تم طرحها من قبل المتدربين واجاب عنها الضيوف:

1. وجود هفوات في الدين بسبب الفهم الخاطىء للدين ويجب توعية رجال الدين للحل من هذه المسألة.

2. القوامية ومفهومها حيث بين الشيخ عبد العباس ان قوامة الرجل على المرأة في الجانب المادي وان الادارة بيد الرجل كون المرأة تمتلك العاطفة الزائدة التي تمنعها من ادراة البيت وفي مداخلة للسيدة علياء الانصاري حيث بينت ان هناك كثرة من السلبيات في السلوك لاستخدام مفهوم القوامية ضد المرأة حيث اجاب الشيخ قائلاً: "انا هنا لمناقشة الاسلام وليس الواقع ولنضع حلول لهذه المسالة هي الرجوع الى النصوص القرانية التي تؤكد هذا الجانب والفهم الدقيق والواقعي والتعاون مع منظمات المجتمع المدني".

3. مسألة ترك الفتاة التعليم حيث ان رجال الدين اول من يقوم بهذا العمل وان المجتمع يقتدي برجل الدين كونه من قادة المجتمع.

4. تعدد الزوجات عنف ضد المرأة وهي ظاهرة منتشرة حالياً خاصة في الريف.

5. زواج المتعة مقبول من النظرة الاسلامية ولكنه مرفوض في الحكم العشائري.

6. الرجل لا يحكم مثل المراة اذا اخطىء وانما يدفع الفصل (مبلغ من المال) في الحكم العشائري والمراة يحكم عليها بالموت.

 اما المقترحات فعرض المتدربين مجموعة منها:

1 – تبني رجال الدين لقضايا المرأة في صلاة الجماعة والخطب الدينية في المساجد والحسينيات.

1. ايجاد مراكز خاصة لدراسة حالات التعنيف التي تتعرض لها المرأةفي جميع المحافظات.

2. اقامة دورات توعية وتثقيف لشرائح المجتمع من كلا الجنسين تخص الامور المتعلقة بالعنف ضد المرأة وكيفية الحد من هذه المسالة.

3. زيادة عدد ايام الدورة الى اكثر من ستة ايام.

4. نقل هذه التجربة عبر وسائل الاعلام لتتم نقل الفائدة الى اكبر شريحة من المجتمع.

5. اقامة دورة خاصة برجال الدين (طلبة الحوزة العلمية).

وفي اليوم الاخير تم توزيع شهادات مشاركة للمتدربين شارك في توزيعها الكادر التدريبي في منظمة بنت الرافدين.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org