بابا الفاتيكان على فراش الموت في ختام رحلة طويلة مع المرض والآلام

 

تتجه انظار العالم الى دولة الفاتيكان الصغيرة الكائنة في أحد أحياء روما حيث يرقد منذ الليلة الماضية بابا الفاتيكان يوحنا بولص الثاني رقدته الأخيرة .

وتميزت ولاية يوحنا بولص الثاني وهو اول بابا بولندي غير ايطالي منذ 455 عاما بمشاركته النشطة في هزيمة الشيوعية في الكتلة الشرقية وتصالحه وتحالفه مع اليهودية واعترافه بما اقترفته الكنيسة من جرائم عبر التاريخ وجهوده في وئد هوة الخلافات بين الكنائس المسيحية وخوضه غمار الجدل السياسي.

وبرغم تمكن مرض (الرعاش) منه ومن حنجرته ثم جهازه الهضمي حاول البابا قبل يومين التواصل مع مريديه عندما عجز في شكل درامي مؤثر عن النطق بكلمات قليلة في آخر مشهد على مسرح الأحداث الذي شغله 27 عاما بمهارة وحضور.

وتمتد الجولة الختامية في صراع البابا مع المرض الى فبراير الماضي عندما نقل اثر أزمة تنفسية حادة قيل انها من أعراض الانفلونزا الى جناحه الخاص في مستشفى (الجيميللي) الذي نعته مازحا بـ "الفاتيكان الثالث" بعد مقره الرئيسي في مدينة الفاتيكان ومقره الصيفي على بحيرة كاستيل غاندولفو في اشارة الى كثرة تردده عليه علاقة خاصة بالمرض والمعاناة.

وبعد خروجه من المستشفى على عجل لممارسة نشاطه في العاشر من فبراير عاد ليلا الى جناحه في الدور ال10 من المستشفى الجامعي الكاثوليكي اثر أزمة تنفسية خطيرة اتضح عندها أن سببها مرض الشلل الرعاش الذي اصابه عام 1996 بعد أن تمكن من حنجرته ما استدعى اجراء علمية في حنجرته وتركيب صمام للتنفس أعلى القفص الصدري.

ومنذ خروجه من المستشفى قبل انتهاء فترة النقاهة حاول مواصلة نشاطه الديني بيد ان مضاعفات الجراحة وتمكن الشلل الرعاش من معدته اصابته بهزال اضطر الأطباء بعدها الى تركيب أنبوب عبر الأنف لتغذيته.

واكدت التقارير الطبية استمرار الحمى بعد اصابته بصدمة تعفنية مصحوبة بانهيار قلبي وارتباك في ضغط الدم وخلل في وظائف الأعضاء.

 وبدأت رحلة ألام البابا الشاقة والطويلة عام 1981 عندما تعرض في ال13 من مايو الى محاولة اغتيال على يد تركي دخل فيها المستشفى للمرة الأولى ثم عاد في نفس الشهر للعلاج من مرض فيروسي .

وفي أغسطس من نفس العام دخل البابا الجناح الذي خصصه المستشفى لاجراء جراحة قيل حينها بأنه مصاب بمرض سرطان الدم الحاد .

وفي يوليو 1992 وبعد 11 عاما من دخوله غرفة العمليات للمرة الأولى عاد ليخضع الى عملية جراحية دقيقة لاستصال ورم سرطاني من الأمعاء وعملية استئصال الغدة الصفراوية .

وفي نوفمبر من عام 1993 زلت قدمه وسقط أثناء مراسم دينية ليعود الى مرقده في المستشفى لاجراء جراحة لرد خلع في احد كتفيه ثم عاد مجددا في ابريل من عام 1994 بعد اصابته بكسر في عظمة الفخذ حيث زرع له مفصل صناعي وظل قيد العلاج أربعة أشهر .

وبرغم التحفظ والتكتم والسرية التقليدية التي يحيط بها الفاتيكان أوضاعه الصحية ترددت شائعات حول حقيقة مرض البابا الذي كان جاوز ال 73 من العمر وتحدث البعض عن سرطان في العظام تسبب في عرج لازمه وتحدث اخرون عن مسوولية مرض الشلل الرعاش في سقطته .

وفي سبتمبر 1996 اقرت الفاتيكان باصابة البابا بهذا المرض في وقت اخذت فيه أعراض التدهور الناجمة عن السرطان تتكشف في مناسبات عدة حيث ادخل في أكتوبر الى المستشفى لاجراء جراحة جديدة نفى بعدها اطباوه وجود أي أثار للسرطان .

ومنذ ذلك الحين تمكن مرض الشلل الرعاش منه حتى أصبح عاجزا برغم مقاومته من القيام بنشاطه الاعتيادي وتدهورت قدرته على الكلام حتى لجأ معاونوه أثناء استقباله ضيوفه من الشخصيات العالمية الى اعداد كلمات مقتضبة يلقيها بصعوبة ويسلمون بعدها نسخة تفصيلية مكتوبة .

وفي عام 2002 وبعد اصابته بالتهاب مفصلي في ركبته اليمنى اضافة الى مضاعفات اصاباته السابقة والشلل الرعاش اصبح يوحنا بولص الثاني وبعد ربع قرن من النشاط البالغ جليسا غير قادر على المشي.

ومنذ ذلك الحين وفي كل مناسبة يظهر فيها على العامة أصبحت حاله الصحية مثار اهتمام اعلامي متزايد ونقاش دفع البعض داخل الكنيسة الى المطالبة علنيا باستقالة البابا لعجزه عن القيام بدوره.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com