السيرة الذاتية للدكتور الجعفري رئيس الوزراء العراقي الجديد

 

حيدر مجيد / بغداد: هو ابراهيم عبد الكريم حمزة الاشيقر الملقب ب(الجعفري) .المولود في عام 1947 في مدينة كربلاء بالعراق ،ينتمي لأسرة كربلائية عراقية الأصل هي آل الأشيقر، وهي أسرة معروفة في الأوساط العلمية والدينية، يتصل نسبها بالأمام موسى بن جعفر الكاظم (سابع أئمة أهل البيت).

ومن أعيان هذه الأسرة السيد مهدي علي باقر الأشيقر الذي قام بثورته ضد العثمانيين،وهي التي تعرف بثورة الأشيقر في عام1876م.

وقد ساعد الجو الثقافي لكربلاء على صياغة شخصية الجعفري المنفتحة،حيث تتواجد في كربلاء العديد من الحوزات العلمية الدينية،كما تنتشر فيها اضخم المكتبات المتنوعة بثقافاتها المختلفة، ورفاق الجعفري في فترة شبابه يذكرون أن الجعفري كان قارئا من الطراز الاول اذ كان يلتهم قراءة الكتب التهاما،متذوقا للشعر، وينظمه أحيانا، وكان شخصية ملفتة للنظر منذ بواكير شبابه في وعيه ،وقوة تشخيصه للأحداث، وما يدور حوله، ممتلكا سرعة بديهية يحسدها عليه الكثير.

بعد ولادة حزب الدعوة الاسلامية في عام 1957 كانت كربلاء من أبرز المعاقل الرئيسية للدعوة ،وكان محمد صالح الأديب(أحد ثمانية رجال أسسوا الدعوة)،يدير عمل الدعوة في كربلاء، قد وقعت عيناه على الجعفري الذي انتمى للدعوة في عام 1966،وقد تزامن دخول الجعفري للدعوة مع دخول نوري طعمة وأزهر الطيار(أبرز شهداء الدعوة في كربلاء).

أنتقل الجعفري الى الموصل لأكمال دراسته في الطب،ومكوثه طيلة أربع سنوات في هذه المدينة ذات الأغلبية السنية مكنَه من التعايش والتواصل مع العديد من قيادات وشباب تنظيم الاخوان المسلمين هناك الأمر الذي أكسب الجعفري خبرة التعايش المذهبي مع قيادات اسلامية مختلفة المذاهب .

وفي الموصل ايضا ، كانت زيارات عبد الصاحب دخيل(من مؤسسي الدعوة، وأول شهدائها) المتكررة للجعفري بحكم مسؤولية دخيل على الخط الطلابي للدعوة في الجامعات وتسلم الجعفري العديد من المسؤوليات الحزبية بعد تخرجه من الجامعة عام1974 على خلفية حدوث فراغ قيادي في الدعوة بعد استشهاد عبد الصاحب دخيل( أذيب جسده بأحواض الاسيد-التيزاب-)،واستشهاد مجموعة قبضة الهدى(الشيخ عارف البصري ونوري طعمة ورفاقهما )،حيث قامت حكومة البكر وصدام حسين بأعدامهم شنقا حتى الموت.

وفي اواخر السبعينات شرع النظام العراقي بتنفيذ خطة تصفية الدعوة من خلال شن حملة اعتقالات واسعة بين صفوف الدعاة، طالت العديد من الكوادر الفاعلة مما شكل ضربة قاصمة ألتهمت قيادات كبيرة، كان على رأسها الأمام الشهيد محمد باقر الصدر،الفيلسوف الاسلامي الكبير،وهو اكثر من تأثر بهم الجعفري،وابرز آثار الصدر الفكريةهي (فلسفتنا)و(اقتصادنا) و(البنك اللاربوي في الاسلام)،وهي افكار تجديدية في الفكر الاسلامي.

وفي31 من الشهر الثالث1980 أصدر صدام حسين القرار القاضي بأعدام كل من أنتمى أو تعاطف أو روج لحزب الدعوة ،وبأثر رجعي،وهو ماأعتبرقرارا فريدا من نوعه في قانون العقوبات.

وتصاعدت المواجهة بين الدعوة ونظام صدام حسين أثر هذا القرار،وخططت الدعوة ولأكثر من مرة لأغتيال صدام حسين أعترف بخمس منهابرزان التكريتي(الاخ غير الشقيق لصدام) في كتابه(محاولات اغتيال الرئيس صدام حسين ) وذللك عندما كان رئيسا للمخابرات العامة،مما شكل فزعا حقيقيا في أجهزة الدولة.

الجعفري كان من اوائل المطلوبين، وخطط مع مجموعة من رفاقه للخروج من العراق، ولم تكن سوى ايران ملاذا آمنا للدعاة وغيرهم من المعارضين،وهناك لم ينسى الجعفري ورفاقه مقولة الصدر الشهيد (أوصيكم بالدعوة خيرا فانها أمل الأمة)، وشرعوا بترتيب وأعادة بيت الدعوة وتنظيما تها، ووسط تجاذبات أقليمية كان الجعفري من دعاة استقلالية قرار الدعوة، الامر الذي أنعكس على انخفاض الدعم الدولي للدعوة،وسط مراهنات على شق الدعوة.

وعندما تأسس المجلس الاعلى للثورة الأسلامية،وكان الغرض من تأسيسه هو ان يكون مظلة سياسية للحركات الاسلامية قبل أن يتحول رقما سياسيا الى بقية الأرقام،شغل الجعفري مسؤولية المكتب التنفيذي فيه ، وممثلا للدعوة.

وفي عام 1989 انتقل الجعفري الى لندن، وقام بتنشيط وجود الدعوة السياسي في أقليم أوربا،وهو محاضر من الطراز الأول،يشدك اذا استمعت اليه،يجمع بين الفقه والسياسة،يطغى على خطابه اللون التوحيدي، ويجيد فن الأستيعاب بسعة صدر وأفق مفتوح.

تشهد له تجمعات الجالية العراقية في الخارج بعقد ندوات مفتوحة اسلامية وسياسية،وكان مرشدا روحيا للعديد من حملات الحج الى بيت الله الحرام، كما كتب ميثاقا اسلاميا للجالية العراقية.والرجل يمتلك عمقا في الاصول والفقه حيث درس علوم الحوزة حتى شرع بدرس البحث الخارجي.

يتمتع الجعفري - بكاريزما- تجعله محبوبا حتى من خصومه السياسيين،ومسألة تتويجه لرئاسة الوزراء مرشحا عن الائتلاف،ليس مفاجأة بقدر ماهو استحقاق ونتيجة لسنوات عجاف من الكفاح والنضال،وهو قيادي يجيد الشراكة مع الاخرين ، ولا ينقض عهودا ولا مواثيق.

عند سقوط نظام صدام اختير أول رئيس لمجلس الحكم العراقي، ثم نابئا للرئيس في الحكومة المؤقتة،وهو اليوم مرشح الائتلاف لرئاسة الوزراء.وقدوضع على اولويات حكومته تطهير مؤسسات الدولة من الفايروس البعثي الخطير، وسيكون للملف الامني في العراق معالجة حقيقية اذا استلم مرشحو الائتلاف حقيبة الداخلية وحقيبة الدفاع.

دوليا ، سنشهد ارتياحا واطمئنانا للدول الاقليمية والعربية، وحتى العالمية،فشخصية الجعفري تنطوي على ايجابيات كثيرة،اضافة لعلاقاته الواسعة مع العديد من الزعماء والسياسيين.

يحظى الجعفري ايضا على دعم المرجعية الشيعية المتمثلة بالامام السيستاني، كما تظهر أستطلاعات الرأي أنه من أبرز الشخصيات التي تحظى بدعم شعبي وجماهيري.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com