ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد بين اطفال العراق

 

قال أحد مسؤولي الأمم المتحدة لشؤون مكافحة المجاعات في العالم ضمن إجتماع لأكبر هيئة دولية لحقوق الإنسان أن الحرب في العراق وتبعاتها قد ضاعفت تقريباً من نسب سوء التغذية بين عدد كبير من الأطفال في البلاد.

فقد نقل عن جان زيغلر، الخبير الخاص بحق الإنسان في الحصول على الغذاء لدى مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قوله أن معدلات سوء التغذية الحاد بين أطفال العراق تحت سن الخامسة قد إرتفعت من 4% بعد الإطاحة بالنظام العراقي السابق في نيسان 2003 الى 7.7% نهاية السنة الماضية.

ويعد سوء التغذية من أهم الأسباب المؤدية لوفيات الأطفال في الدول الفقيرة، والذي يتفاقم عادةً بالإفتقار الى المياه المعقمة وسوء منشآت الصرف الصحي الشائعة في تلك الدول. ويكون الأطفال الذين يتمكنون من البقاء على قيد الحياة، بعد معاناتهم من سوء التغذية، عادةً ذوي إعاقات جسدية وذهنية لباقي سني حياتهم كما يٌعدون أكثر تعرضاً للأمراض. حيث يشير سوء التغذية الحاد الى إن الطفل قد إستنفد موارده الجسدية بالفعل.

وقال زيغلر أن ذلك الوضع السيئ الذي يواجه الأطفال العراقيين كان " نتيجة للحرب التي شنتها قوات التحالف (على البلاد)". ويُعد زيغلر - الذي يتصف بجرأة كبيرة في الحديث - أستاذ علم إجتماع سويسرياً ومشرعاً سابقاً إستهدف عمله القانوني مصارف سويسرية والرعاية الطبية التي يقدمها الإسرائيليون للفلسطينيين، بالإضافة الى وضع أطر قانونية في كل من الصين والبرازيل.

وفي إجتماع للمفوضية، كبرى منظمات الدفاع عن الحقوق التابعة للأمم المتحدة التي تضم 53 دولة، في منتصف دورتها السنوية التي تستغرق ستة أسابيع، قال زيغلر أن ما يزيد على ربع العدد الكلي للأطفال العراقيين لا يحصلون على ما يكفي لتغذيتهم.

ولم يصدر أي تعليق من جانب وفود الولايات المتحدة وباقي دول التحالف بشأن هذا التقرير. ويتماشى الإنتقاد الصادر عن زيغلر مع دراسات سابقة حول أزمة الغذاء التي تعم العراق منذ الحرب التي قادتها الولايات المتحدة قبل سنتين للإطاحة بالنظام العراقي السابق.

ففي تشرين الثاني الماضي، أصدر معهد فافو النرويجي لعلم الإجتماع التطبيقي تقريراً ذُكر فيه أن سوء التغذية قد أصاب ما يصل الى 7.7% من الأطفال العراقيين الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وخمس سنوات.

وكان مسؤولو المعهد النرويجي، الذين أجروا مسحاً بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمكتب المركزي العراقي للإحصاء وتكنولوجيا المعلومات، قد قالوا أن معدلات سوء التغذية العراقية كانت مشابهة مستويات بعض الدول الأفريقية الفقيرة. ولم يتطرق زيغلر لعمليات التخريب بوصفها أحد أسباب تلك الكارثة الإنسانية، وهوما تستشهد به عادةً مؤسسات الإغاثة الدولية.

ففي نهاية السنة الماضية، قالت مديرة منظمة اليونيسيف المعنية بالطفولة والتابعة للأمم المتحدة أنه لا يتوفر سوى القليل من جهود الإغاثة للتخفيف من وقع المحنة التي يعانيها الأطفال في العراق. وذكرت أن ذلك يعود الى إن العمليات القتالية الدائرة تعيق أوتمنع معظم عمليات الإغاثة في البلاد. ولم يمكن الإتصال بمسؤولي اليونيسيف لمعرفة ما إذا كان الوضع قد تغير في الأشهر الماضية.

وقد أعاقت العمليات التي يقوم بها المخربون بالفعل وصول الإمدادات الضرورية من الغذاء الى المناطق الساخنة التي تدور فيها العمليات القتالية، والتي تتركز على وجه الخصوص في المناطق الى الشمال والغرب من بغداد.

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com