نسف مرقد إمام في بعقوبة... وتحرير 15 عائلة في المدائن

بغداد الحياة 2005/04/18
بدا الانقسام في الجمعية الوطنية العراقية حول اقتسام الحقائب الوزارية بين ممثلي الطوائف والمذاهب امتداداً سياسياً طبيعياً للخلافات التي تتخذ طابعاً دموياً في الشارع، وتعززت المخاوف أمس من تفاقم الخلافات، بعدما فجر «مجهولون» ضريحاً لأحد الأئمة الشيعة في بعقوبة.
وفيما دخلت «هيئة علماء المسلمين» على خط الوساطة أمس لإطلاق المخطوفين في المدائن، هدد الجيش العراقي الذي حاصر المدينة أمس تدعمه وحدات من القوات الأميركية بهجوم شامل عليها، وأكدت مصادر أخرى أنه تم تحرير مئة مخطوف واعتقال «52 إرهابياً»، فيما فر عدد من العائلات الى خارجها.
وطغى الوضع الأمني في المدائن على مناقشات البرلمان أمس، فيما حذر وزير الشؤون الأمنية قاسم داود «من محاولات لجر البلد الى حرب طائفية»، مشيراً الى أنها «حقيقة علينا الاعتراف بها»، أكد عضو في «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية» أن ما يجري في المدائن امتداد لما يحصل منذ شهور طويلة في اللطيفية من «مضايقات للشيعة».
لكن زعيم تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» الإسلامي الأردني (ابو مصعب الزرقاوي) اعتبر ما يجري في المدائن من تدبير السلطة «كي تجد مبرراً لاقتحام البلدة وابتزاز أهل السنّة».
أمنياً، أعلن أمس اعتقال هاشم حسين الجبوري ابن شقيقة نائب رئيس مجلس قيادة الثورة السابق عزة الدوري، وأفيد أنه كان يشكل شبكة مسلحة في منطقة الزاب، وقتلت إحدى العاملات الأميركيات في منظمة إنسانية، وثلاثة جنود أميركيين و8 عراقيين.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر عسكري عراقي أمس أن القوات الامنية العراقية تعلق آمالاً على وساطة تقوم بها «هيئة علماء المسلمين» لتحرير الرهائن الشيعة في بلدة المدائن (جنوب بغداد). وقال المصدر، الذي فضل عدم كشف هويته ان «هيئة علماء المسلمين تقوم بوساطة لحل المشكلة سلماً».
الى ذلك، أعلن مصدر في وزارة الداخلية، فضل عدم كشف هويته ان «قرار الدخول الى البلدة ارجئ الى صباح غد» (اليوم)، موضحاً أن القوات التابعة لوزارته «متمركزة على مفترق طرق يؤدي الى وسط البلدة». وأكد أن «أي عملية قد تشنها القوات العراقية ستكون بمساعدة القوات المتعددة الجنسية بسبب النقص في المدرعات لدى الجيش العراقي».
وأعلن مصدر في الشرطة العراقية في مدينة الكوت (180 كلم جنوب بغداد) ان قوات الجيش والشرطة العراقيين تساندها القوات المتعددة الجنسية نجحت أمس الاحد في تحرير مئة شخص من الذين احتجزوا في بلدة المدائن واعتقلت 52 «ارهابياً» عراقياً. وقال ضابط في الشرطة العراقية، فضل عدم كشف هويته إن «قوة مشتركة من الجيش والشرطة العراقيين تساندها قوة من الجيشين الاميركي والاوكراني قامت بعملية تفتيش في المنطقة المحصورة بين ناحية الوحدة وبلدة المدائن» في جنوب بغداد. وأوضح ان «عمليات الدهم انطلقت منذ ساعات الفجر الاولى واستمرت لغاية منتصف النهار واسفرت عن اطلاق مئة مواطن بينهم نساء واطفال كانوا محتجزين في قرى قريبة من ناحية المدائن».
وطغى الوضع الأمني في المدائن على جلسة الجمعية الوطنية العراقية التي استأنفت أعمالها أمس، وسط «تخوف من خروج الامور عن السيطرة» و«محاولات لتغيير الخريطة السياسية لانتشار الشيعة في العراق»وتحذيرات من «محاولات جر البلد الى حرب طائفية وعمليات ثأر» بين السنة والشيعة.
وحذر رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته اياد علاوي من ان خطف شيعة في المدائن «جزء من خطة لاثارة صراع طائفي». واتهم علاوي في بيان «قوى الشر» بـ«محاولة زعزعة السلام في البلاد ووقف التقدم وتدمير العراق».
وشهدت الجمعية الوطنية جلسة صاخبة أمس لوحظ ان النواب الشيعة كانوا يتكلمون خلالها بلهجة حادة، وسط دعوات الى «اجتثاث الارهابيين من المنطقة بأسرها».
وصوّت النواب في نهاية المناقشات على تشكيل لجنة برلمانية لمتابعة الوضع في المدائن ورفع تقرير الى الجمعية الوطنية العراقية.
ولفت الشيخ همام حمودي من «المجلس الاعلى للثورة الاسلامية» الى ان «ما يجري الآن في المدائن هو امتداد لما يجري منذ شهور في منطقة اللطيفية (مثلث الموت)». وأكد ان «العائلات الشيعية تتعرض منذ أشهر طويلة للمضايقات من مسلحين مجهولين غالباً ما يعمدون الى الطلب من السكان الشيعة بعد انزالهم من سياراتهم شتم المراجع الشيعية تحت طائلة التهديد بالقتل والذبح».

تفجير مرقد إمام
في بعقوبة، كبرى مدن محافظة ديالى، فجر مسلحون مجهولون مرقد السيد أحمد بن موسى الكاظم نجل أحد أئمة الشيعة في منطقة «أبو صيدا». وأوضح مصدر في الشرطة أن «الحادث الذي وقع مساء السبت أسفر عن خسائر مادية فقط"، لافتاً الى أن الشيعة والسنة يزورون هذا المرقد.
وأعلنت الحكومة العراقية اعتقال هاشم حسين الجبوري ابن شقيقة عزة الدوري نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في نظام الرئيس المخلوع صدام حسين. وأوضحت في بيان أن الجبوري الضابط السابق في الاستخبارات اعتُقل في 7 آذار (مارس) الماضي في شمال بغداد، لافتة الى أنه كان يتلقى أموالاً من الدوري لتشكيل شبكته المسلحة في منطقة نهر الزاب شمال شرقي البلاد، وتنفيذ عمليات ضد القوات العراقية والأميركية، اضافة الى مساعدة مقاتلين أجانب على التسلل الى العراق.
الى ذلك، أعلنت السفارة الأميركية في العراق أن عاملة انسانية أميركية في منظمة غير حكومية قُتلت أول من أمس مع شخصين آخرين بانفجار سيارة مفخخة على طريق مطار بغداد.
واغتال مسلحون ثلاثة ضباط عراقيين بينهم عقيد في الموصل وبغداد، في وقت قُتل ستة مدنيين في هجمات شمال البلاد. كما أعلن الجيش الأميركي مقتل ثلاثة من جنوده وجرح سبعة آخرين في قصف استهدف قاعدتهم قرب الرمادي.
 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com