دفن اكثر من 70 جثة في ثلاث مقابر خلال شهر واحد في الصويرة وجبلة

 

بغداد / كونا: وسط اجراءات امنية مشددة وشعور اكثر بالامن بات يمكن للزائر ان يدخل الى مدينة الصويرة التي تبعد 50 كيلومترا جنوبي العاصمة العراقية بغداد بعد ان كانت قبل ايام قليلة فقط مرتعا خصبا لعمليات القتل المنظم والاختطاف لدوافع سياسية احيانا ولاجل المال احيانا اخرى.

وكالة الانباء الكويتية (كونا) ارادت الاطلاع على الوضع هناك فصادفها عند مشارف المدينة وفي مدخلها الشرقي احد اهم المواقع التي باتت تجذب المراسلين والباحثين عن ابنائهم المفقودين في المدينة الا وهو موقع غسيل الموتى وتكفينهم والذي شهد في الايام القليلة الماضية نشاطا محموما لا يتناسب وعدد سكان المدينة الصغيرة التي تقع على ضفاف نهر دجلة.

شهود عيان رافقونا الى واحدة من مقابر الغرباء التي يلقي بها النهر على المدينة مؤكدين ان ما يزيد عن 70 جثة لغاية الان دفنت في مقبرتين في مدينة الصويرة وثالثة في بلدة جبلة بعد ان تم التقاطها من النهر خلال الشهر الماضي.

ووفقا لما ادلى به الشهود فقد تم دفن بعض الجثث في المقبرة التي تقع مقابل المستشفى العسكري في الصويرة بينما دفنت بقية الجثث في منطقة (سيد نور) وسط الصويرة والتي بدات رائحة الجثث تفوح منها لان الدفن كان بعمق متر واحد فقط نظرا لارتفاع منسوب المياه الجوفية في تلك المنطقة.

واضافوا ان الجثث كان يبدو عليها مختلف صور التعذيب وان معظمها كانت من دون رؤوس في الوقت الذي بدا على البعض الاخر اثار طلقات نارية في مؤخرة الراس وان اخرين اعدموا على ما يبدو حرقا حيث وصلت جثثهم متفحمة تماما ولا يمكن الاستدلال على هويات اصحابها.

احد سكان البلدة كشف عن ان من بين الجثث اربعة نساء في مقتبل العمر وان احداهن كانت بملابس المدرسة وانه تم نبش احد قبور النساء بعد ان تعرف ذويها على صورتها التي كانت الشرطة العراقية التقطتها لها قبل دفنها في اجراء اتبع مع معظم القتلى وليس جميعهم فضلا عن رجلين اخرين تم التعرف عليهما وسلمت جثتيهما الى ذويهما.

الشهود ذكروا كذلك ان معظم الجثث كانت بملابس مدنية وان بعضها كانت بملابس رجال الشرطة العراقية او ملابس الحرس الوطني.

وبحسب شهود فان المقبرتين ضمتا الجثث التي يلقي بها نهر دجلة فقط في حين ان هناك مقبرة ثالثة في بلدة جبلة للجثث التي يلقي بها نهر (المالح) وان اتفاقا ابرم بين شرطة جبلة وشرطة الصويرة نص على ان تدفن جثث نهر المالح في جبلة بينما تدفن جثث نهر دجلة في الصويرة وهذا ما رفض التعليق عليه مصدر في شرطة الصويرة.

مصدر الشرطة اكد من جهته في تصريح لكونا ان عمليات دهم واعتقال واسعة تقوم بها قوات الشرطة العراقية وقوات المغاوير التابعة لوزارة الداخلية ضد عناصر مسلحة مشتبه بتورطها في عمليات القتل والاغتيال رافضا الافصاح عن عدد المعتقلين لغاية الان.

ووفقا لما قاله المصدر الذي رفض الكشف عن هويته فان المعلومات الاستخباراتية كشفت عن ان ثمانية من الزعماء المهمين في الجماعات المسلحة ربما يكونوا قد تسللوا من بلدة المدائن المجاورة الى بلدة الصويرة بعد تطويق ومداهمة المدائن قبل ايام من قبل قوات الامن العراقية.

وتوقع المصدر ارتفاع اعداد الجثث مشيرا الى ان الكثير منها لا يزال في قاع النهر "لان الارهابين تعمدوا طمس جرائمهم بوضع اثقال في الاكياس التي توضع فيها الجثث لكي لا تطفو على السطح".

المصدر اوضح ان الموقع الجغرافي لمدينة الصويرة جعلها ممرا للكثير من الجماعات المسلحة حيث "يحدها شمالا بلدات السيافية والخناسة والمدائن والتي تنشط فيها الكثير من الجماعات المسلحة" في الوقت الذي "تحد المدينة من الجهة الغربية بلدات الحريات الوسطى والحصوة واللطيفية واليوسفية والاسكندرية فضلا عن الكثير من المنافذ الترابية التي تنتهي بمدينة الفلوجة غربي العراق والتي تشهد كذلك نشاطا واسعا للجماعات المسلحة".

ووفق المصدر فان الحدود الجنوبية للمدينة هي بلدات الزبيدية وكصيبة والشحيمية بينما يحدها شرقا الطريق الرئيسي بين بغداد والكوت والذي شهد عشرات العمليات الارهابية وعمليات الخطف والاغتيال منذ انتهاء معركة الفجر في الفلوجة ولغاية الان.

وشاهد مراسل (كونا) الشرطة العراقية التي تمركزت في مواقع كثيرة ومهمة داخل المدينة وفي الطريق الرئيسي الذي يربط الصويرة بالعاصمة العراقية بغداد وهي تحتجز العديد من الاشخاص المشتبه بتورطهم في اعمال العنف وتصادر كميات كبيرة من الاسلحة والمتفجرات.

يذكر ان الشرطة العراقية اعلنت في وقت سابق انها تمكنت من انتشال 58 جثة من نهر دجلة في منطقة الصويرة رجحت انها تعود الى رهائن سابقين اعتبروا في عداد المفقودين في المنطقة.

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com