البحث مستمر لجمع مئات الالاف من الأدلة ضد الطاغية قبل محاكمته قريباً

 

تؤكد القوات الاميركية والعراقية التي تواصل العمل في المنطقة الصحراوية جنوب العراق لجمع الادلة للمحاكمة المقبلة لصدام ومساعديه، ان نحو 1500 شخص قتلوا ودفنوا في سبع حفر جماعية في تلك المنطقة.

وقرب احدى هذه الحفر وتحت شمس حارقة، يقوم طبيب شرعي بتنظيف هيكل عظمي بعناية وينتشل جثة شخص يبدو انه كردي قتل في عهد النظام العراقي السابق.

 وقال ضابط الارتباط الاميركي غريغ نيفالا ان الاثواب الملونة بالاحمر والاصفر والمجوهرات تثبت ان هؤلاء الاشخاص كانـوا اكرادا نقلوا من الشمال الى هذا المكان لاعدامهم.

واوضح الضابط نفسه "هذا يسمح لنا باثبات جرائم الدكتاتور" السابق.

 وقال عالم الآثار الاميركي سوني تريمبل ان عدة عناصر تسمح بتحديد تاريخ موت هؤلاء الاشخاص مـن بينها "عبوات ادوية تحمل تاريخ استهلاكها وتواريخ على ساعات توقفت عن العمل بسبب تحطمها. انها مؤشرات مفيدة جدا".

   وتابـع ان هؤلاء الاكراد قتلوا خلال حملة الانفال التي شنها صدام في 1988 ودمـرت خلالها قرى كردية كاملة ومدينة حلبجة التي قصفت باسلحة كيميائية. وقد قتل في هذه الحملة آلاف الاشخاص بينهم خمسة آلاف في حلبجة.

وقال وزير حقوق الانسان السابق بختيار امين ان الاكـراد قتلوا هنا رميا بالرصاص على ما يبدو. واضاف "كان امرا مروعا. لقد اطلق النار عليهم من رشاشات" امام الحفر. ويثبت الوزير السابق ذلك بعرض رصاصات فارغة وآثار رصاص على العظام.

واكد ان معظم هؤلاء الضحايا نساء واطفال.   وصدام معتقل فـي العراق منذ كانون الاول/ديسمبر 2003 في معسكر "كروبر" القاعدة العسكرية الاميركيـة القريبة مـن مطار بغداد، مـع احد عشر من مساعديه بينهم علي حسن المجيد او "علي الكيماوي" المتهم خصوصا بقصف حلبجة.

   ولا تأل الولايات المتحدة جهدا في البحث عن الادلة ضد الرئيس السابق الذي لم يحدد موعد لمحاكمته. وهي تنفق ملاييـن الدولارات في عمليـات التنقيب هذه.

وصدام متهم بسبع قضايا هي عمليات الانفال وقصف حلبجة وسحق التمرد الشيعي في 1991 وغزو الكويت في 1990 والمجزرة ضد عشيرة بارزاني الكردية في 1983 وقتل قادة احزاب سياسية ورجال دين عن سابق اصرار.

وفي حـال ادانته يمكن ان يعاقب بالاعدام.

وقال قاضي التحقيق في قضية الانفال ان الادلة كثيرة في هذا الشأن، موضحا انه تم استجواب اكثر من الف شاهد وجمع 14 طنا من الوثائق.

واوضح بختيار امين ان اكثر من 290 مقبرة جماعية اكتشفت منـذ سقوط النظام في نيسان/ابريل 2003 تضم جثث 300 الف شخص في الاقل.

اما عدد المفقودين فقد يبلغ المليون حسبما ذكر امين.

واضاف ان "العراق اصبح متحفا لفظائع صدام ومقبرة جماعية هائلة"، معبرا عن امله في محاكمة المسؤولين عنها لتجنب "عمليات ثأر" شخصية.

وتابع ان "هناك ذاكرة جماعية والناس لا يمكن ان ينسوا ما اصـاب اقرباء لهم. هذه الحملة ستسمح بمثول مرتكبي هذه الجرائم امام القضاء".

يذكر ان مصادر حكومية قالت ان محاكمة صدام ستكون من اولويات حكومة الجعفري.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com