إيطاليا تستبعد القتل العمد لضابط مخابراتها في العراق

 

روما / رويترز: قالت ايطاليا امس الاثنين ان مقتل ضابط مخابرات ايطالي على أيدي جنود أمريكيين في بغداد لم يكن متعمدا ولكن تقريرا حكوميا انتقد الجيش الامريكي للطريقة التي نظم بها حاجز التفتيش حيث وقع حادث اطلاق النار.

واختلف التقرير الذي حصلت عليه وسائل الاعلام الايطالية مع تقرير أمريكي منفصل صدر يوم السبت فيما يخص عدة نقاط ولاسيما الاتصال بين الايطاليين والقوات الامريكية في الساعات التي سبقت الحادث الذي وقع في مارس اذار.

وقد سعت ايطاليا والولايات المتحدة امس الاثنين للتهوين من شأن الخلاف حول مقتل ضابط مخابرات ايطالي في العراق بينما تعد روما لنشر تقرير يتضمن نتائج تحقيقها في الحادث من المرجح أن يوجه انتقادا لواشنطن.

ورفضت ايطاليا قبول تقرير أمريكي نشر في مطلع الاسبوع برأ ساحة الجنود الامريكيين من ارتكاب أي اخطاء في مقتل ضابط المخابرات الايطالي نيكولا كاليباري بالرصاص عند نقطة تفتيش في بغداد في الرابع من مارس اذار الماضي بينما كان يرافق رهينة ايطالية ساعد لتوه في اطلاق سراحها.

وقال مسؤول حكومي كبير ان السلطات الايطالية سلمت التقرير للسفير الامريكي في ايطاليا مساء الاثنين وأضاف أن المسؤولين سيعلنون الوثيقة "قريبا".

وقال بعض السياسيين انه يجدر بايطاليا سحب قواتها من العراق احتجاجا على الحادث لكن وزير الدفاع انطونيو مارتينو تطلع يوم الاثنين الى تخفيف حدة التوتر اثناء حضوره احتفالا بمناسبة ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية مع السفير الامريكي في ايطاليا.

وردا على سؤال عما إذا كان الخلاف سيضر بالعلاقات بين البلدين قال مارتينو "بالقطع لا."

كما سعى السفير الامريكي في ايطاليا ميل سيمبلر الى التهوين من شأن الخلاف اثناء صلاة في مقبرة عسكرية أمريكية بالقرب من روما في مناسبة مرور 60 عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية.

وقال سيمبلر "كما ترون اليوم فان العلاقات بين الولايات المتحدة وايطاليا قوية وستظل قوية. انها علاقة عمرها 60 عاما. وهناك توترات على طول الطريق." ووصف مقتل كالبياري بأنه "حادث مأساوي".

وقال بيير فردناندو كاسيني رئيس مجلس النواب الايطالي ان كاليباري "بطل زماننا ولن ننساه." وقال ان البرلمان ينتظر اجابات.

وأضاف كاسيني في كلمة تكريما لقتلى الحرب أنه "بهذه الطريقة فقط نستطيع منح التكريم الكامل لشهداء الحرية."

ومن المقرر مثول رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني وهو حليف قوي للولايات المتحدة أمام البرلمان يوم الخميس المقبل لمناقشة قضية كاليباري.

وأوصى التقرير الامريكي بعدم معاقبة الجنود الامريكيين الضالعين في قتل رجل المخابرات الايطالي رغم انها وصفت اقامة الحاجز الامني قرب مطار بغداد بأنه "دون الوضع الامثل".

وقال وزير الخارجية الايطالي جيانفرانكو فيني يوم السبت ان "الكرامة الوطنية" حالت دون تأييد ايطاليا للرواية الامريكية للاحداث مضيفا أن هناك عدة مجالات للخلاف حول النتائج التي توصل اليها التقرير الامريكي.

وقتل كاليباري لدى محاولته حماية الصحفية الايطالية جوليانا سجرينا التي كان قد حررها لتوه من خاطفيها عندما تعرضت السيارة التي تقلهما لاطلاق النار عند حاجز أمني أمريكي.

وكان الحادث واحدا من عدة حوادث مشابهة في العراق قتل فيها كثير من المدنيين الذين وجدوا أنفسهم فجأة في مواجهة نشاط عسكري أمريكي.

وحتى الاسبوع الماضي كانت واشنطن وروما التي ارسلت قوة من ثلاثة الاف رجل الى العراق رغم الرفض الشعبي في الداخل تعملان معا من أجل التوصل لتقرير مشترك عن الحادث.

بيد أن تبرئة الولايات المتحدة لجنودها أثار غضب الحكومة وأثار دعوات من شخصيات بارزة من الائتلاف الحاكم والمعارضة لسحب القوات الايطالية.

وقال الوزير الايطالي روبرتو كالديرولي "في ظل هذه الخلافات ... سيكون من المناسب أن تفكر الحكومة مليا بشأن موعد اعادة قواتنا الى ارض الوطن."

وخلص التقرير الامريكي المؤلف من 42 صفحة والذي اعده البريجادير جنرال بيتر فانجيل الى ان رجال المخابرات الايطاليين أبقوا مهمتهم لتحرير سجرينا سرا على حلفائهم الامريكيين واعتبروها "قضية وطنية".

لكن صحفا ايطالية نقلت عن أعضاء في أجهزة مخابرات يوم الاحد قولهم ان رئيس وحدة المخابرات المركزية الامريكية في بغداد أحيط علما بالامر.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com