السيد رئيس الوزراء: العراق لن يختزل برجل واحد بعد اليوم

 

اكد رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري على ان هدف حكومته يتجاوز عمرها وان القضاء العادل والشفاف والحاسم سيكون سمة العراق لاشاعة الاستقرار واستتباب الامن.

وشدد الجعفري في كلمة له بعد تأديته اليمين الدستورية امام رئيس مجلس القضاء على وجوب "محاكمة القتلة "ودعا "الذين اصطفوا مع النظام المقبور" الى العودة ما لم يكونوا قد هدروا دما وانتهكوا حرمة او ساهموا سياسيا في اقامة ذلك النظام المقبور" موضحا ان حوار الكلمة هو الذي يوصل الى ما تعجز عنه لغة الطلقة واخلاقية الغدر.

واكد على ان ثروات العراق عادت لشعبه وان وزراءه سيعملون كخلية نحل وسيجوبون مختلف مناطق العراق لمتابعة مسؤولياتهم.

وحيا الجعفري الشهداء العراقيين الذين سطروا ملاحم البطولة في تصديهم للنظام البائد وكذلك المرجعية الدينية في النجف ممثلة بالسيد علي السيستاني.

واستذكر عددا من شهداء العراق باعثا لهم بتحية بينهم السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد صادق الصدر والسيد محمد باقر الحكيم وصاحب دخيل والشيخ البدري وعارف البصري وامنة الصدر وسلوى البحراني وحفصة العمري كما حيا شهداء حلبجة و"كل من طحنتهم ماكينة الموت الصدامي" على حد تعبيره.

واعرب عن شكره للدكتور اياد علاوي ووزراء حكومته الذين تحملوا المسؤولية الوطنية وساهموا في انجاز الانتخابات العامة.

كذلك توجه بالتحية الى الامم المتحدة والقوات متعددة الجنسيات وكل من وقف بجانب الشعب العراقي لتحريره.

وقال "اعطى الائتلاف العراقي الموحد وقتا طويلا وبذل جهدا كبيرا حتى يصل الى بر الامان مع الاخوة في التحالف الوطني الكردستاني الكتلتان اللتان تشكلان مع باقي الكتل العراقية قاعدة عريضة يشاد عليها صرح الكيان السياسي المنشود الذي يتسع للانسان العراقي بكامل حجمه دون ان يختنق بحيز طائفي او عنصري". واشار الى ان مثل هذا الهدف والمدى الديمقراطي الاستراتيجي المطلوب الذي يتجاوز عمر الحكومة كان يتطلب مثل هذه الجهود ويستغرق مثل هذا الوقت.

واضاف "كلكم تعرفون طبيعة التركة الثقيلة التي ورثتها هذه الحكومة من الاختلال الامني والفساد الاداري وتدني مستوى الخدمات واشاعة المآسي من جراء الاعدامات والمقابر الجماعية وحملات الابادة مما خلف اعدادا غفيرة من الثكالى والارامل والايتام".

وتابع "كما خلفت تلك الحقبة من الحكم اسوأ العلاقات مع دول الجوار الجغرافي واحالت العراق الى بؤرة توتر طالما قرع طبول الحرب مع هذه الدول".

واكد رئيس الوزراء العراقي الجديد بعد تأدية اليمين الدستورية ان القضاء العادل والشفاف والحاسم سيكون سمة العراق الجديد الذي من شانه اشاعة الاستقرار واستتباب الامن ماضيا الى القول "امسح على راس اليتيم ايمن الموصلي ابن ال11 عاما من العمر واقول ان مصرع ابيه باربع طلقات استقرت في راسه والتي شهدها اليتيم ايمن بام عينيه لن يمر من دون عقاب عادل".

واكد مخاطبا العراقيين ان "ثروات البلد عادت لكم وساقول لكم واقول لاهلي الذين يعانون من الفقر في بلد غني ان ثروات البلد عادت لكم وان بيت العراق الكبير هو بيتكم واننا واياكم سنعمل يدا بيد لمعالجة الظواهر الشاذة".

ودعا الوزراء الى "ان ترتبط جهودكم بجهود من سبقكم ولا تذهب سدى".

وقال "على الرغم من تعدد انتماءات الوزير من حيث دينه وقوميته ومذهبيته ومناطقيته لكن الوزارة ستبقى ابدا واحدة الاتجاه وستبقى عراقية ولا يمكن ان تختزل بشخص اي وزير".

وخاطب الذين اصطفوا في يوم ما مع النظام المقبور عارضا عفوا عليهم قائلا "ان قلب شعبنا كبير ويتسع لكم ما لم تكونوا قد هدرتم دما وانتهكتم حرمة او ساهمتم سياسيا في اقامة ذلك النظام المقبور.. فعودوا الى شعبنا بالندم والاعتذار لتساهموا في عملية البناء والتنمية وان حوار الكلمة هو الذي يوصلكم الى ما تعجز عنه لغة الطلقة واخلاقية الغدر اذ ان ارهاب الالة عزلكم عن كل الخيرين من شعبنا الامن". - ودعا المثقفين العراقيين الى اشاعة ثقافة البناء بدلا من الهدم وثقافة الحب بدلا من ثقافة الحقد وثقافة كرامة الانسان بدلا من ثقافة هدر الدم وثقافة الثقة بدلا من الهزيمة مؤكدا على اهمية ان يكون الفن للحياة وليس الفن من اجل الفن مستنهضا الفنانين العراقيين لان يعبروا عن ماساة العراق على المسارح.

وقال "تدركون وادرك ان طموحاتكم المشروعة كبيرة وان امكانات العراق تتكفل بتطبيقها لكن ذلك لا تكفيه ال35 اسبوعا عمر الحكومة".

واكد انه على الرغم من قصر المدة "فاننا سنعمل باقصى جهد لاحداث فرق ونؤسس للعراق الجديد".

وقال الجعفري "يخطىء من يظن ان العراق يختزل برجل" مشيرا الى ان مسيرته لا تتوقف بتوقفه "واذا سقط المتصدي ففي الطريق الاف وكل واحد منهم سيكون قمة في العطاء والتضحية".

واوضح "ان شعوب العالم وحكوماتها المنصفة كلها تقف معكم ونحن نتطلع الى تولي اجهزتنا العراقية الوطنية لمهمات الامن حتى تختفي ظاهرة التواجد الاجنبي في بلادنا".

واكد الجعفري "ستتحول هذه التشكيلة الى خلية نحل تجوب في مختلف مناطق العراق من اجل ان تتابع مسؤولياتها على اكمل وجه واقسم لكم انكم لن تستخدموا من اجل الموقع بل الموقع يستخدم من اجلكم ومن اجل راحتكم".

واضاف مخاطبا الشعب العراقي "اقسم لكم ان حياتي التي نذرتها من اجلكم وفي سبيل الله لن ادخرها لغيركم وانا احب العراق واحب مقدساته وكل شيء فيه واحب انسانه واحب نهره واحب نخله واحب في النخلة ثروتها ورمزيتها واحب وقفتها الشامخة حين تموت وهي واقفة متمنيا ان استهشد واقفا مثلها".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com