دراسة .. العنف ونقص التمويل يهددان الجامعات في العراق

  

قال واضع دراسة جديدة حول نظام التعليم الجامعي في العراق إن الجامعات العراقية التي كانت تتمتع بسمعة طيبة يوما ما أصبحت مهددة بالانزلاق الى الفوضى بسبب نقص الاستثمارات واعمال العنف التي تستهدف الاكاديميين.

 وقال جيرام ريدي رئيس المعهد الدولي للقيادة التابع للامم المتحدة ان العراق في حاجة ماسة الى تشكيل لجنة تمثل كافة مجموعاته السكانية للتوصل الى سبل ادارة الجامعات خلال حقبة ما بعد صدام.

وقال ريدي "التركيز الان ينصب على الامن وهذا مفهوم الا ان التعليم العالي هو احد العناصر الهامة في اعادة الاعمار والبناء. فالجامعات العراقية قبل 20 عاما كانت من افضل الجامعات كما ان هناك ثروة من الثقافة والتاريخ تحتاج الى تنظيم."

وفي العراق هناك 20 جامعة اضافة الى 47 كلية فنية تخرج منها الكثير من ابرز المهنيين والمتخصصين العرب. وظلت هذه المؤسسات ايضا مصدرا للفكر العلماني حتى بعد استيلاء حزب البعث على السلطة في عام 1968 وفرضه اسلوبا فكريا نظريا على النظام التعليمي.

وبدأت حقبة استنزاف للعقول في هذه الفترة وساءت بعد العقوبات الدولية التي فرضت على العراق بعد غزوه جارته الكويت في 1990 وبعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لهذه البلاد في 2003 والذي ادى الى الاطاحة بنظام صدام.

وتشير دراسة ريدي ان الحرب واعمال السلب والنهب التي تلتها ادت الى تدمير 80 في المئة من البنية التحتية التعليمية في العراق كما ان ما بين 30 و40 في المئة من افضل الاساتذة المتخصصين غادروا العراق بعد عام 1990.

كما اصبح العنف سمة مميزة للحياة الاكاديمية في العراق مع تعرض الاساتذة للقتل او التهديد بالقتل بسبب ارائهم السياسية او قراراتهم الادارية. وقتل 48 اكاديميا على الاقل في عام 2003 وحده.

ومن الذين تعرضوا للقتل اساتذة جامعيون حاولوا الحفاظ على التقاليد العلمانية للبلاد ومديرو جامعات حلوا محل اعضاء حزب البعث وبعثيون ونساء جريئات.

ويتوقع ان يتصدى البرلمان العراقي الجديد لبعض القضايا الشائكة مثل دور الدين في الدستور والتعليم. وعقد ريدي لقاءات مع اساتذة ومسؤولين عراقيين لبحث الاسلوب الذي يمكن به لفرع جامعة الامم المتحدة في عمان المساعدة في عملية اعادة الاعمار في العراق.

ويقول ريدي انه بالرغم من اعادة بناء 40 في المئة من مؤسسات التعليم العالي وعودة 250 الف طالب الى مقاعد الدراسة فان كبار الاساتذة الذين ظلوا في البلاد طوال عقدين من الحروب والعقوبات بدأوا يغادرون البلاد بسبب عدم توفر الامن.

وقال ريدي "الاكاديميون العراقيون يستيقظون من النوم ولا يعرفون ان كانوا سيعودون الى بيوتهم احياء ام لا. غير انهم حققوا الكثير من التقدم خلال العامين الاخيرين بالرغم من نقص الاموال ولكن كثيرا من المنشآت تعرض للسرقة والسلب والنهب والتخريب والحرق وهي بحاجة الى الكثير من اجهزة الكومبيوتر والمراجع... كل شيء تقريبا."

ويضيف ريدي "الاحتياجات على المديين المتوسط والبعيد تشمل بناء كفاءات وتدريب مدرسين اكفاء والتوسع في الابحاث وتعديل المقررات الدراسية والتعاون مع المؤسسات الدولية. هذا هو الاسلوب الذي يجب ان يعمل به اي نظام جامعي حديث وهي امور لا يوجد منها اي شيء في الاونة الاخيرة."

وحذر ريدي قائلا ان اعادة بناء النظام التعليمي العالي في العراق تتطلب دورا عالميا وان الدور الامريكي يجب ان يكون محدودا.

وقال ريدي "هناك علاقات امريكية بالجامعات العراقية وانا لا اعرف المدى الذي يعيدون به هيكلة النظام الجامعي الا ان من المهم التفكير بشكل يأخذ التاريخ في الاعتبار وترك العراقيين يتولون أمر هذه العملية."

 

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com