طلبة العراق يؤدون الامتحانات النهائية وسط الخوف والانقطاع المستمر للكهرباء

 

بغداد / الشرق الاوسط: حاولت ريام وليد ان تدخل الامتحانات الوزارية للمرحلة المتوسطة من دون ان تحمل معها درسا توضع تحته إشارة حمراء، لكنها فشلت في تحقيق ذلك رغم ما يقال انها ذات مستوى من الذكاء لا بأس به.

 عندما التقيتها أجملت لي أسبابها بعيدا عن أهلها الذين لا يقبلون بأي عذر لابنتهم وهي تخفق في إحدى المواد المقررة عليها. تقول ريام ان بيتهم يقع في منطقة يكاد لا يمر يوم من دون حدوث انفجار قوي فيها او في محيطها، ومدرستها تقع بالقرب من احد مراكز التطوع للجيش العراقي الجديد وقد تحطم كل زجاج النوافذ منذ فترة ولم يقوموا بإصلاحه لان عمليات التفجير مستمرة واعلان الموت يكاد يكون يوميا. وتشير ريام الى ان صديقتها قد توفيت وهي تركض خوفا باتجاه والدها الذي سمع بأحد الانفجارات قرب المدرسة وجاء لأخذها منها لكن الموت كان أسرع من خطواته وخطفهما معا قرب بوابة المدرسة.

حكاية ريام تتكرر كل يوم. يقول سرمد حمادي، وهو طالب في الجامعة التكنولوجية، ان وقته موزع بين البيت والجامعة التي لم تعد تفي بالغرض الدراسي، فكل احاديث الطلبة هي عن الانفجارات والسيارات المفخخة، وعند عودته الى البيت تبدأ رحلة الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي. فعلى سبيل المثال ان التيار منقطع عن اغلب مناطق بغداد منذ يومين والقوة الكهربائية زارت بعض البيوت زيارة خاطفة وعادت للغياب مرة اخرى والمولدات لا تكفي لتشغيل الاجهزة الكهربائية ليوم كامل، فتضطر العوائل التي تملك مولدات الطاقة الكهربائية الى ايقافها ثم اعادة تشغيلها في وقت آخر. ويقول شقيق سرمد،،وهو طالب دراسات عليا، ان الاجواء الحارة في العراق قد بدأت مبكرا هذا العام ومعها بدأت المعاناة بالنسبة للطاقة الكهربائية. ويضيف ان التأخر في تعيين وزير للكهرباء في الحكومة الجديدة هو اكبر دليل ان احدا لا يريد هذه الوزارة التي لن تقوم بعملها في مواجهة رد الفعل العنيف من قبل المواطنين في حالة الانقطاعات المستمرة للتيار، فهي لم تستقر منذ سقوط النظام السابق ولحد الان مع استمرار العمليات التخريبية التي تطال كل مكان في العراق، وقد اثر هذا الامر على الطلبة بشكل خاص وهم يستعدون لدخول الامتحانات النهائية.

مسؤول في وزارة التربية العراقية يقول ان الوزارة قدمت تسهيلات كثيرة للطلبة خصوصا للمراحل المنتهية في دخول الامتحانات الوزارية، ولن تتوقف عن مساعدتهم في ايجاد افضل الطرق لتخطي الصعاب، لكنه لم يذكر نوع هذه التسهيلات ونوع الخدمات المقدمة لتجاوز الصعاب.

الطالب منذر يقول ان السيارات المفخخة تشارك وزارة الكهرباء في القضاء على مستقبل طلبة العراق. ثم ابتسم وقال انه في السابق كان يجلس تحت عمود النور في الشارع ليقرأ دروسه مع نسمات خفيفة قد تجفف عرقه، لكنه اليوم لا يحظى بهذه الفرصة الثمينة، اذ لا يوجد اضاءة قد تضعها امانة العاصمة في شوارع بغداد «ولا يمكن الجلوس في الشارع لان الاميركيين قد يمرون في اي وقت ويفاجئوننا بإطلاق نار عشوائي لأننا اشخاص مجهولون في ليل حالك الظلام، اضافة الى قانون الطوارئ المستمر الذي يمنع السير في الطرقات بعد الحادية عشرة ليلا، واهلنا يطلبون النجاح منا بعد كل تلك المعاناة !».

وتؤكد شهد، الطالبة في المرحلة المتوسطة، ان شيئا لم يعد يهمها ان كانت ستنجح ام لا لان السيارات المفخخة قد تقتلها في اي وقت، لكنها تقول اذا ما انتهت هذه الحالة في العراق فهي ستكون طبيبة وتجوب كل دول العالم لتداوي جرحى الأزمات والحروب وتخبر رؤساء العالم ان «يكفوا الأذى عن شعوبهم لان الله سيحاسبهم على ذلك حتما».

 

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com