علماء الاسلام يرفضون دفاع الارهابي الزرقاوي عن قتل المسلمين

 

القاهرة / رويترز: رفض مسلمون عرب كثيرون امس الخميس دفاع الارهابي أبومصعب الزرقاوي عن قتل مدنيين مسلمين في العمليات "الاستشهادية" التي تستهدف القوات الامريكية في العراق.

وكان تسجيل صوتي منسوب الى الارهابي الزرقاوي قد دافع عن قتل "مسلمين معصومي الدم" في التفجيرات الانتحارية ضد القوات الامريكية قائلا ان ذلك مشروع في الاسلام. وقال المتحدث في التسجيل الذي بثه موقع اسلامي على الانترنت يوم الاربعاء ان كثيرا من علماء المسلمين أجازوا قتل "الكفار" بأي وسيلة بما في ذلك "العمليات الاستشهادية" حتى لو أدت لقتل مسلمين أبرياء.

لكن القيادي في جماعة الاخوان المسلمين في مصر محمد مرسي قال لرويترز "نحن مع المقاومة لكن بضوابط الشرع... نحن نعرف أن قتل الاطفال والنساء والشيوخ وتدمير البيئة أمور غير مشروعة في الاسلام... المقاومة الشريفة لتحرير الاوطان تتحرى الدقة في مقاومتها الا ما يقع من أخطاء غير مقصودة."

وأضاف "حين يكون العدو مختلطا بأهل البلد يتعين علينا أن نتحراه لنقتله هو دون أن نصيب أو نقتل أحدا من المواطنين. حتى حين يختلط الجندي المحتل بمدني من جنسيته يجب أن نتحرى أيضا لتعيين الجندي وقتله دون المدني."

لكنه قال "العراقيون أدرى بظروفهم... ولسنا متأكدين من نسبة هذه الاقوال الى شخصية معروفة... لم نر أبومصعب الزرقاوي رأي العين ولا نعرف عنه أي شيء قبل الان... هذه الاقوال المنسوبة اليه يمكن أن تكون صادرة من العدو."

وقتل أكثر من 400 شخص في تصاعد الاعمال الارهابية في العراق منذ الاعلان عن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة ابراهيم الجعفري أواخر الشهر الماضي. وأعلنت جماعة الزرقاوي الارهابية المسؤولية عن معظم هذه الهجمات.

وقال الباحث الاسلامي السعودي يوسف الديني ان هذا القول من الزرقاوي مفهوم منحرف لان الزرقاوي ليس خبيرا بالفقه الاسلامي وأقواله تقع خارج الشريعة.

وقال رجل الدين الشيعي البحريني علي سلمان "العراقيون الذين يقتلون في العراق هم أبرياء ولا يغني اعتباره (الزرقاوي) لهم أنهم شهداء شيئا. انما هو تبرير نابع من الاستحسان الشخصي له يحاول به أن يبرر هذه الاعمال الارهابية."

ويبدو أن رسالة المجرم الزرقاوي التي لم يتسن التأكد من صحتها استهدفت الحصول على مساندة السنة العراقيين لعملياته.

لكن الشيخ عيد عبد الحميد إمام وخطيب الجامع الازهر أبرز مؤسسة دينية سنية في العالم الاسلامي قال "من رأيي أن هذا تخبط أعمى وتفسير خاطئ للشرع... الزرقاوي هذا ان كان هناك زرقاوي فعلا يستبيح دماء المسلمين بحجة غير صحيحة."

لكن امام وخطيب الجامع الازهر قال "محافظة على المسلم يجب ألا يشهر المسلم السلاح ولو لقتال الاعداء. المقتول من المسلمين عن طريق الخطأ له دية. فما البال بالمقتول قصدا بحجة وجوده الى جوار الاعداء... حتى الامريكيون لو تقوقعوا في مكان في العراق وكفوا عن القتال لا يجوز قتلهم."

وقال خالد محسن وهو مواطن مصري شاب "هذا رأيه وليس رأينا. كيف يقتل المسلمين ويقول انه يحمي الاسلام.. هذا قتال طائفي أو حرب أهلية في العراق."

وقال المتحدث في التسجيل المنسوب للزرقاوي "كان لابد من تكثيف الهجمات الاستشهادية لخلخلة تواجد العدو في هذه المدن وارغامه على الخروج منها" الى حيث يسهل ضربه مضيفا "هذه العمليات هي سلاحنا الفتاك."

وقال الشيخ حسين فضل الله المرشد الروحي للمسلمين الشيعة في لبنان "لا بد للذين يخوضون الحرب الشرعية من ان يدققوا بشكلا فوق العادة ان لا يسقط بريء في الحرب بحيث لا يكون التصرف في الحرب انفعاليا عشوائيا يستسهل قتل المدنيين الابرياء كما يحدث الان في العراق حيث نرى ان السيارات المفخخة وان العمليات التي تشمل اكثر مواقع العراق تقتل المدنيين بنسبة تسعين بالمئة ولا تقتل المحتلين الا بنسبة ضئيلة.

"نحن نرفض ونشجب العمليات في العراق التي تطال المدنيين الابرياء..ان القضية ليست قضية ما يتحدث به هذا الرجل في الخط العام ولكن القضية في التطبيق السييء الوحشي لما يتحدث به."

واضاف "نحن نشارك في الاستنكار لقتل ائمة المساجد من اهل السنة او الشيعة..نحن ندين كل قتل المدنيين الابرياء من ابناء الشعب العراقي."

وقال "ان المشكلة ان هذا الرجل ينطلق من خلال عقدته الانفعالية المذهبية ومن خلال جهله بخطوط الشرع الاسلامية اننا نستنكر كل الكلام الذي ينطلق من اجل التشجيع لقتل المدنيين الابرياء سواء من المسلمين او من المسالمين."

واضاف فضل الله "انني اعتقد هذه الذهنية التي تسود مثل هذا الرجل وغيره انها سوف لن تعطي العراق سلاما ومن الطبيعي جدا اننا نؤكد ونركز ان وجود الاحتلال هو الذي يشجع على كل هذه الاجواء. الحل في العراق هو ان يخرج الاحتلال."

وقال علاء يوسف وهو بائع مرطبات مسن في بغداد ان كل بلد يقع تحت الاحتلال تنشأ فيه حركة مقاومة. لكن المقاومة يجب أن تكون شريفة ولا تقتل المدنيين العراقيين وتقطع رؤوسهم."

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com