تقرير .. رجال الشرطة المحاصرين يحافظون على شرف المهنة

 

  تتحرك الشرطة العراقية في وسط جو مرعب من السيارات المفخخة، ومعارك بالأسلحة، والاختطاف، وانفجار الصواريخ، وقبور جماعية تضم الرجال الذين تم تقيد أيديهم وإطلاق الرصاص على رؤوسهم.

 يبرز اثر الجرح كخيط لامع من فوق إحدى إذني علي جواد ويبرز الجرح اكثر وكأنه شريط لاصق على أبهامه. وهذا الجرح هو إحدى يوميات الشوارع القاسية، ولقد رفع قميصه المضاد للرصاص في احد الأيام وانزل ياقة قميصه لكي يعرض جرحه بسبب احد الهجمات الإرهابية وهو في طريقه الى عمله. قال علي البالغ من العمر (19) عاماً وهو احد رجال الشرطة المحنكين مع زوجته وبناته الأربعة "في مقابلة أجريت لي مع تلفزيون العراقية قبل خمسة أشهر." وأضاف لقد شاهدني المتمردين وتم التعرف عليه " وفي صباح اليوم التالي عندما كنت في طريقي متوجهاً الى عملي، تم أطلاق النار عليه وأنا ارتدي الزي المدني. وهذه الأيام أن لا أخشى شيء إلا الله، انه شرفنا الذي يدعونا للذهاب الى العمل"

تتحرك الشرطة العراقية في وسط جو مرعب من السيارات المفخخة، ومعارك بالأسلحة، والاختطاف، وانفجار الصواريخ، وقبور جماعية تضم الرجال الذين تم تقيد أيديهم وإطلاق الرصاص على رؤوسهم، فالوطن يعيش في شبكة مربكة حيث الجريمة، والتمرد، والهجمات الطائفية المكثفة والتي تشمل قوات الشرطة ذات لتجهيزات الضعيفة والتي تحاول المحافظة على القانون في تحرك سريع وسط دخان السكائر والغضب. لقد تم زج ضباط الشرطة بين الحرب وكفاح الوطن من اجل الديمقراطية، وأصبحت لدوائر الشرطة نقاط أمامية صلبة وتم وضع أشارات من الحواجز والأسلاك الشائكة، وان شظايا قنابل المتمردين تلحق الضرر بهم وهم يحاسبون أي شخص يرتدي زيي رسمي باعتباره متواطئ مع واشنطن. وبلحظة واحدة تستطيع الدورية ملاحقة السارق الذي يحمل كيس من الدقيق المسروق في حين تقف الدورية الأخرى وسط خطوط دموية تركتها عملية انتحارية. بالنسبة لعلي الهدوء يعد قصير بين الاثنين ولقد قبل هذه الوظيفة لان هناك أعداد قليلة، ولكن هناك اكثر من ذلك انه الشرف. أما فيما يخص رجل يبلغ من العمر (39) عاماً ويفقد أسنانه الأمامية وقد تكون هذه الوظيفة من اكبر الفرص له من اجل تزويج ابنتاه الأخيرتان وهو يقود بلده نحو مكان حيث عدد كبير من الجنائز في مقدمة السيارات. لقد قتل ما لايقل عن 487 ضابط شرطة، وجرح 1258 في بغداد منذ سقوط نظام صدام في 9 نيسان عام 2003 طبقاً الى الإحصاءات الحكومية وهي توضح أن حواي 12% من قوات الشرطة البالغ عددهم 15000 شرطي.

ومثل بقية ضباط الشرطة الذين يقولون من الخطر جداً ارتداء البدلات الرسمية في العمل. وصرح كاظم ذو الشارب الكثيف الذي يرتدي خوذة بلاستيكية ويبلغ 24 عاماً " أن المتمردين قاموا بنصب نقطة تفتيش وهمية وقاموا بإيقاف سيارتي قبل عدة اشهر. “ وأضاف " إنا أقوم ببعثرة بذلتي وإخفائها بين المقعد الأمامي ومقعد السائق. واقبض راتبي من الشرطة وبالدينار العراقي، والحياة هي الحياة وليس لدينا خيار ألا مواجهة ذلك. " أن رجال الشرطة أمثال جواد علي، وعلي محمد يشعرون بالغيرة من جنود الحرس الوطني العراقي والذين يدفع لهم رواتب مرتفعة. فالشرطة تواجه العنف المكشوف وهم يواجهون نفس الخطر الذي يواجهه الحرس الوطني. فرجال الدوريات يعملون بنوبات عمل لمدة 12 ساعة وهم يخشون خطر التجوال بين الساعة 11 ليلاً والساعة الخامسة صباحاً عندما يقوم احد المتمردين بالاتصال مدعياً أن زوجته ستضع مولوداً وذلك من اجل نصب فخ عندما تستجيب لهم سيارة الإسعاف أو سيارة الشرطة. قال محمد الذي تلقى تدريبا على يد مدربين أمريكيين بعد الحرب " آن الحرس الوطني يحصلون على راتب شهري قدره 300 دولار. " " في حين أن عدد كبير من رجال الشرطة تكون رواتبهم اقل بكثير من ذلك، وان أعدائنا مسلحون ببنادق الية، وبنادق قناصة، وصواريخ دفع، وقنابل وسيارات مفخخة. "

LA Times 

 

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com