الامم المتحدة: العراق يواجه كوارث بيئية خطيرة بعد الحرب

 

عمان (رويترز) - قال مسؤول بالامم المتحدة امس الخميس إن مشاكل العراق البيئية من بين اسوأ المشاكل التي يواجهها العالم وتتراوح من نهب موقع نووي في حاجة الى تطهير الى تخريب أنابيب النفط.

وقال بيكا هافيستو رئيس قوة المهام التابعة لبرنامج الامم المتحدة للبيئة "من المستحيل تقريبا تحقيق أي تحسن في ظل هذه الاوضاع الامنية. المواد الكيماوية تتسرب للمياه الجوفية والوضع يسوء ويتسبب في مشكلات صحية اضافية."

وقال "العراق هو أسوأ حالة قمنا بتقييمها ومن الصعب مقارنته. ففي أعقاب حرب البلقان كان بامكاننا التدخل فورا لحماية (أنهار) مثل نهر الدانوب ولكن ليس في العراق."

وأضاف هافيستو وهو فنلندي شغل من قبل منصب وزير البيئة أن نقص قطع الغيار وعدم قدرة العراق على الالتزام بمعايير التلوث اثناء حربين سابقتين وعقوبات كاسحة استمرت لاكثر من عشر سنوات ألحق ضررا بالبيئة بما في ذلك نهرا دجلة والفرات حيث تتسرب اليهما معظم مياه الصرف الصحي في العراق دون معالجتها.

وقال هافيستو ان الوضع ازداد سوءا بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 حيث استخدمت ذخائر من اليورانيوم المستنفد ضد العراق للمرة الثانية وأن أعمال السلب والنهب واحراق ما كان يعتبر بنية أساسية هائلة التي وقعت بعد الحرب تسببت في تسربات هائلة وسحابات سامة.

ومضى قائلا "للقصف والحرب تكلفتهما لكن تكلفة السلب والنهب أفدح على البيئة كما حدث في معمل تكرير النفط في الدورة أو في موقع التخزين النووي في التويثة."

وأضاف "ولم تكن هناك أعمال تنظيف مناسبة وشهدت بعض هذه المواقع تقييما فقط. ولم يحدث سوي تغيير ضئيل جدا والمجموعات العراقية في الطريق الى بعض من هذه المواقع."

وكان مسؤول الامم المتحدة يشير الى مجمع التويثة الذي تبلغ مساحته 56 كيلومترا مربعا جنوبي بغداد حيث سلب نحو ثلاثة الاف برميل مخزن بها مركبات نووية.

وأوضح مسح للامم المتحدة أن ستة لاف برميل من المواد الكيماوية في مستودع الدورة على أطراف بغداد أحرقت أو سرقت.

كما تشمل المواقع الملوثة بالقرب من مصادر المياه مجمعا صناعيا عسكريا على مساحة 200 كيلومتر مربع كما أحرقت أو نهبت مصانع أسمنت أو مخصبات حيث كان العراق واحدا من أكبر المنتجين في العالم.

قال هافيستو "العراق كان مجتمعا صناعيا حديثا من عدة وجوه. والمواد الكيماوية خطرة جدا على مستقبله. وتزداد العواقب على الصحة بمرور الوقت."

وأضاف أن تقييم الاضرار البيئية بعد الحرب كان مستمرا رغم التهديدات التي يتعرض لها ألف موظف يعملون في وزارة عراقية للبيئة جرى تشكيلها كوحدة مستقلة بعد الغزو الامريكي.

وستشمل الدراسات الميدانية اليورانيوم المستنفد وهو معدن ثقيل سام يستخدم لجعل القنابل أشد فتكا ويقدر أن الولايات المتحدة استخدمت نحو 300 طن منه في حرب الخليج عام 1991 وكمية غير معروفة خلال الغزو الاخير.

 

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com