العراق يستخدم لنقل المخدرات

 

بغداد - سحب مدير الإدمان في اكبر مركز معالجة للأدمان في بغداد نفسا طويلا من سيجارته ال( كرافن) وقدم تقييمه لمشكلة المخدرات في العراق.

" لا توجد مشكلة مخدرات في العراق" قال عباس فاضل مهدي اللواء المتقاعد من جيش صدام السابق والذي يعمل الآن طبيبا نفسيا في مستشفى ابن رشد في العاصمة

واضاف " نحن لدينا حصانة ضد الإدمان" لأن " الإسلام يحمي الناس من الإنغماس في مثل هذا المحضوروالإستخدام المؤذي للمواد وبالعكس عن البلدان الأوربية أو اميركا فان لدينا الدعم والتفهم والإسناد العائلي ولهذا فانه ليست هناك مشكلة مخدرات "

 لا يتفق معه المسؤولون الحكوميون أو وكالة الأمم المتحدة الذين يراقبون حركة انتقال المخدرات.

يقول حامد قدسي رئيس المجلس العالمي للسيطرة على المخدرات التابع للأمم المتحدة انه منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 فان العراق اصبح ممرا رئيسيا لإنتقال الحشيش والهيرويين من ايران وافغانستان اكبر منتجي الأفيون في العالم الى دول الخليج وأوروبا.

كان الأدمان على الكحول والأدوية الطبية شائعا ايام حكم صدام حسين كما يقول مسؤولو الصحة هنا وان استخدام الأدوية والمخدرات غير القانونية والذي لم يكن يناقش علنا كان نادرا جدا. ولكن منذ الغزو فان نفس الحدود السائبة التي يصفها الأمريكان والعراقيون بانها ممر المتمردين والأرهابيين اصبحت ممرا ت لحركة مهربي المخدرات وبالنتيجة كما يقول موظفون حكوميون ومسؤولون في الأمم المتحدة فان نسب الإدمان اخذة بالأرتفاع المستمر.

ان ضربات كبيرة للمخدرات مما لم يسمع عنه سابقا اصبحت شيئا شائعا ففي ليلة الأربعاء في محافظة النجف الجنوبية القت السلطات القبض على 20 مهربا يحاولون نقل 155 رطلا من الحشيش الى العربية السعودية مستخدمين حافلات صغيرة محملة بالبراميل الكبيرة كما ذكر اللواء حسين غزالي مدير شرطة الحدود وتبلغ قيمة الشحنة حسب تقديره 10 ملايين دولار.

"ان الأسلوب هو نفسه الذي رأيناه في مناطق التوتر الأخرى" قال قدسي في مؤتمر صحفي مؤخرا. " فيما اذا كانت الحرب أو الكوارث أو ضعف الرقابة الحدودية وضعف البنية التحتية الأمنية يجعل البلدان نقاط تحويل مناسبة ليس فقط للأرهابيين الدوليين والمسلحين ولكن ايضا لحركة المخدرات. ولهذا فانه من الأهمية لكل من حكومة العراق والمجتمع الدولي للعمل بسرعة لاتخاذ اجراءات واقية قبل استفحال الوضع."

وفي تصريح لوكالة قدسي في مايس " ان حالات من التسمم المرتبط بالمخدرات تزداد في مستشفيات بغداد وباقي انحاء البلاد".

ولكن مقابلات مع مسؤوليين في الصحة هنا وزيارة مع السيد مهدي فان مرضاه والموظفين في مركز المعالجة بقاعة ذات عشرة اسرة يؤكدون ان قلة فقط من المدمنين يطلبون العون الصحي وان ما كان في عهد صدام من تجاهل الموضوع ما زال مستمرا.

ثلاثة فقط من الأسرة مشغولة اثنان لمدمني الكحول والثالث لمريض استخدم ال( ارتين) وهو علاج لتهدئة الأعصاب يستخدم في حالات مرض باركنسون وخلال عامين من عمله بالمصحة يقول مهدي انه لم يقابل مريضا واحدا مدمنا بالأفيون.

" انهم يبالغون بان هناك مدمنين على مخدرات متنوعة" قال قاصدا الحكومة العراقية وهذا لأسباب سياسية لكي يستطيعوا القول بان دول الجوار لا توقف التهريب.

يقول احد شاغلي ردهة العلاج ثامر كامل قصاب 63 عاما بانه راجع المستشفى بنفسه وبقي ثمانية ايام لأنه كان يتناول اكثر من قنينة عرق يوميا ( مشروب كحولي محلي) كما انه تناول حبوب ( ارتين) ولكن تراجع عندما سؤل فيما اذا كان يعرف احد المدمنين على المخدرات.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com