مصفى الدورة.. نشاط خلاق في استمرار الانتاج وزيادة وتيرته

 

المكان.. جنوبي مدينة بغداد والزمان التاسع من نيسان 2003 وما بعده من احداث سلب ونهب اعقبت الحرب الاخيرة والحدث شكل صورة مترعة بهوى الوطن والحفاظ على ممتلكاته.انهم منتسبو مصفى الدورة وعوائلهم.. ولهم كل الحق في ان يفخروا بتحقيقهم وقفة تاريخية تسجل لهم ولمستقبل عوائلهم واولادهم ولمن أدى فعلا وطنيا مثلما فعلوا حين هبوا وافراد اسرهم الى مواقع عملهم في المصفى ليحموا بصدورهم وعلى مدى اربع وعشرين ساعة في اليوم المؤسسة التي توفر للناس المشتقات النفطية بانواعها فارتقوا بذلك الى مستوى الوفاء الذي يستحقه الوطن العزيز.

وهذا ما عبر عنه مدير عام شركة مصافي الوسط المهندس دثار الخشاب بقوله:

من الانصاف ان نؤكد ما بذله موظفو الشركة من حماس منقطع النظير وحرص قل مثيله بوقوفهم سياجا منيعا حول منشات المصفى للمحافظة عليه وعلى محتوياته مسترخصين ما تحملوه من سهر وتعب فكانهم بذلك ارادوا ان يثبتوا فعلا كم هو مقدس في النفوس مكان ممارسة العمل.. وكم هو ثمين حجم الانتماء والاخلاص لمرفق من مرافق  الانتاج التي تقدم للناس الخدمة.

ان وقفة المنتسين هذه مكنتنا من معاودة الانتاج الفعلي بعد اسبوع واحد من سقوط النظام فقد قمنا بتزويد الشركة العامة لتوزيع المنتجات النفطية بالبنزين والنفط الابيض كما زودناها بما لدينا من دهون للسيارات وبقية المشتقات النفطية.

المصافي في العراق بقيت محدودة العدد والانتاجية هل تخططون لانشاء مصاف جديدة؟

- نعم فقد تم وضمن خطة توسيع وتطوير العمل انشاء مصفى السماوة بطاقة عشرة الاف برميل يوميا وهو الان قيد التشغيل فيما تم وضع الدراسات الكاملة لانشاء مصفى النجف ونحن بانتظار تخصيص الارض التي سيقوم عليها المصفى والعمل مستمر لايجاد الوسائل اللازمة لزيادة الانتاج وتلبية حاجة السوق المحلية تماشيا مع ازدياد الطلب المضطرد بسبب الاستهلاك الكبير للوقود لما حصل في العراق من زيادة هائلة بعدد السيارات الداخلة الى البلاد ومن نشاط تجاري وانفتاح للحدود وزيادة لتشغيل المصانع والمعامل تدريجيا وصولا الى تحقيق الطموح المطلوب بعد سد الحاجة المحلية الى تصدير الفائض خارج العراق والاستفادة من الموارد المالية.

ماهي اهم العوامل المؤثرة على سير الانتاج لا سيما في هذه المرحلة؟

- يعتبر الوضع الامني على راس المعضلات التي تواجهنا فكثيرا ما تعرضت ولم تزل انابيب نقل النفط الى المصفى لعمليات التخريب الهادفة الى الاضرار بالاقتصاد الوطني ولكننا ولله الحمد تجاوزنا هذه المشكلة من خلال استخدام اسطول من الشاحنات لنقل النفط الخام الى المصفى وبذلك استطعنا تجاوز هذا الامر ولكن الوضع الامني وعدم الاستقرار في البلاد يلقي بظلاله على الحالة النفسية والمعنوية للعاملين وعلى ادائهم العام.

ومن المشاكل الاخرى التي نواجهها هي ازمة الطاقة الكهربائية اسوة بكل مفاصل الانتاج التي تحتاج للطاقة في عملها الا اننا نعمل دون توقف من خلال المولدات الموجودة داخل الشركة التي تتقاسم عملية توليد الطاقة مع ما يرد من التيار الكهربائي الوطني والذي نعاني من تذبذبه وعدم استقراره بسبب عمليات التخريب.

وهل اشتملت خططكم ايضا تطوير قدرات الملاكات؟ 

- فيما يخص ملاكاتنا فان 50% منهم انتسبوا حديثا الى الشركة وهم بحاجة الى صقل المعلومات وتطريرها وذلك يتم من خلال اشراكهم في الدورات التطويرية داخل العراق وخارجه لزيادة معلوماتهم واطلاعهم على اخر ما وصل اليه العالم في تقنية العمل بالمصافي النفطية وهناك عقود واتفاقيات بين وزارة النفط وعدد من الدول والشركات العالمية الا انها وللاسف الشديد لا تفي بالغرض لمحدودية الاعداد المسموح لها بالاشتراك وقلة حصتنا او ما يخصص لنا فيها لذا فقد اعددنا خطة لتطوير ملاكاتنا من خلال زجهم باكبر عدد من الدورات لتطوير وصقل معلوماتهم وبما يخدم سير العمل في المصفى والعملية الانتاجية بشكل عام اضافة الى زجهم بدورات اعادة المعلومات المستمرة داخل العراق اضافة الى المواصلة مع اخر مستجد في مجال عملنا على مستوى الشركات العالمية ومن خلال رسائل الاتصال المتوفرة وتبادل النشرات والمعلومات.

فيما يخص ازمة الوقود والتي تحصل بين الحين والاخر ما هو تعليلكم بصددها؟- لاعلاقة لنا بالموضوع فان ما يخصنا هو دفع الانتاج الى الشركة العامة لتوزيع المنتوجات النفطية في مستودعات المشاهدة واللطيفية والرصافة وعملية التوزيع هي من مسؤولية الشركة بقي ان ازمة الكهرباء والوضع الامني وعمليات التخريب فلها عوامل تؤثر على سير عملية التجهيز من الشركة الى محطات التعبئة فضلا عما يحصل في بعض المحطات من تجاوز وعدم التزام في النظام والسياقات الخاصة بتجهيز المواطنين ولابد من وضع الضوابط الصارمة لتلافي حصول الازمة او تفاقهما وفيما يخصنا نحن فاننا نعاهد الجميع باستمرار الانتاج وضخ المنتوج الى الشركة علما ان نوعية البنزين المنتج في مصفانا هو عادي وليس محسناً.

الى جانب حماية المصفى وتطوير العمل فيه هل هناك اوجه اخرى للعطاء والابداع؟

- ان ما يستحق الثناء والفخر في المصفى حالات كثيرة بدءا من عملية المحافظة عليه بعد احداث نيسان 2003 وحمايته من التخريب والدمار مرورا باستمرار الانتاج وزيادة وتيرته وانتهاء بقيامنا بالواجبات الوطنية خارج اطار المسؤولية كقيامنا بالمساهمة في اطفاء الحرائق خصوصا ما قمنا به في اطفاء حريق الشورجة حيث ساهمنا باربع اليات للاطفاء مع ملاكاتها مشتغلة بجد مدة تزيد على يوم كامل في الموقع اضافة الى صورة اخرى من صور الابداع تمثلت باعادة اعمار وحدة الغازات المكثفة بعد تدميرها بقذائف هاون تعرضت لها منشات الشركة وقامت ملاكاتنا بعملية اعادتها للخدمة رغم الامكانيات المحدودة وقلة المواد الاحتياطية وقد ساهم في ذلك جميع منتسبي الوحدة المدمرة.  

 

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com