العمارة .. ارتفاع حالات الاصابة بمرض السل بشكل مثير للقلق

 

يقول الأطباء العراقيون أنهم منشغلون بشأن حالات السل في مدينة العمارة الجنوبية، والذي ينشط بسبب نقص الأدوية وحالات المعيشة الفقيرة.

هذا المرض الذي كان مسيطر عليه لأكثر من خمسين عاما، يتزايد بشكل مستمر منذ بدء الصراع سنة 2003.

وقد أكد الكشف الذي أجري حول الأوضاع المعيشية من قبل الأمم المتحدة والحكومة العراقية في مايو، بأن المستويات قد تدهورت بشكل خطير خلال السنتين الماضيتين مع وجود كميات قليلة جدا من الماء النظيف والعناية الصحية الكافية.

وينشغل المختصون في مجال الصحة الآن بالازدياد السريع لعدد الحالات خلال الأربعة أشهر الماضية. إن عدد الحالات في المدينة، والموجودة في محافظة ميسان، التي تبعد حوالي 360 كيلو متر عن العاصمة، بغداد، قد وصل إلى 400 حالة.

وقال مدير مستشفى الأمراض الصدرية في العمارة، الدكتور حميد جاسم (إن انتشار السل بعد مرور أكثر من خمسين عاما شيئا يثير القلق. إن 400 حالة هو عدد كبير جدا نسبة لعدد سكان مدينة العمارة وهو يتزايد يوميا)

إن مرض السل يحدث بسبب البكتريا وعادة ما يهاجم الرئتان ولكنه يمكن كذلك أن يؤثر على أي جزء من الجسم. وتتم معالجته عن طريق DOTS، الذي يتضمن دورة من مختلف أنواع المضادات الحيوية القوية الفعالة لمدة ستة إلى ثمانية أشهر.

هذا النوع من العلاج يقوم أيضا بإيقاف تطور عناصر السل المقاومة للأدوية المتعددة الوظائف.

وقبل ما يقارب 20 سنة مضت، كان هنالك ما يقارب 20 في المائة من سكان العراق قد ابتلوا بهذا المرض ولكن الجهود التي قامت بها وزارة الصحة في البلاد (MoH) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) قامت بخفض هذه النسبة إلى 2 في المائة.

وقال جاسم أن الحالات في العراق لا يمكن أن تشفى عن طريق العلاج فقط.

وأوضح قائلا (الفقر، عدد السكان الكبير، الغبار، الشوارع الغير مبلطة وغياب الوعي الصحي يقوم بتوسيع دائرة المرض)

أغلب المرضى لن يقوموا بالإفصاح عن مرضهم، خاصة أولئك الذين ينتمون إلى المجتمعات الريفية المحافظة، حيث يشعرون بالحرج. وذلك بسبب الاعتقادات الخاطئة عن كيفية الإصابة بهذا المرض، فيما يتعلق بالاتصال القريب بين الرجال والنساء.

وقال سالم محمد وهو عامل بناء وهو يرقد في السرير، (لم أخبر عائلتي أنني مصاب بالسل، لقد أخبرتهم إنني مصاب بشيء آخر وقد صدقوني لأنهم ناس بسطاء, إذا أخبرتهم بالحقيقة سوف لن يتكلموا معي. إنني لا أستطيع الآن أن أعمل لأعيل عائلتي وقد قمت بإرسال زوجتي وابني إلى منزل أهلها خوفا من أن يصيبهم المرض.)

وأضاف (إن الحكومة لا تقوم بتحسين النظام الصحي وحياتنا تزداد سوءا. حيث أن العلاج موجود في الصيدليات الخاصة فقط والتي تقوم بمص دمائنا بسبب الأسعار العالية وإنا لا أملك المال)

وقال الدكتور هادي حسن وهو صاحب صيدلية محلية، إن أغلب المرضى الذين هم بحاجة إلى الأدوية كانوا من نواحي فقيرة في المنطقة، مضيفا أن الدورة العادية للعلاج تكلف 500 دولار على الأقل والتي لا تستطيع أغلب العائلات على شرائها.

وحسب ما جاء على لسان حسن، إن الأدوية التي يكثر الطلب عليها هي الريفامبيسين، الإيثامبوتول، والبيرازينميد ولكن لا يمكن إيجادها بسهولة.

وقال قاسم محمد وهو طبيب محلي، (عندما يصل مرض السل مرحلة مزمنة أو متقدمة فسوف ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم مما يسبب عجز في الرئتان وهذا يؤدي إلى موت المريض، خاصة إذا كان هنالك نقصا في الأدوية للعلاج)

وأوضح جاسم (إن إجراءاتنا التي نقوم بها لمواجهة مرض السل ضعيفة بسبب عدم وجود التجهيزات الطبية المطلوبة والمختبرات. إننا بحاجة إلى وحدات للأشعة السينية في المناطق الريفية.

وقال مسئولون في منظمة الصحة العالمية في العراق أنه سيتم إرسال فريق خاص للصحة إلى المنطقة لتزويدهم بالأدوية وللمساعدة في السيطرة على انتشار المرض. ولكنهم أضافوا أن الخدمات الصحية الضعيفة في مناطق كثيرة في الجنوب قد فتحت الأبواب لانتشار الأمراض التي كانت سابقا تحت السيطرة خلال فترة حكم صدام حسين.

وقالت نادية رحيم البالغة من العمر 38 عاما، (لقد تأثرت نفسيا، لأنني أشعر كما لو أنني منبوذة. لقد اكتشفت أنني مصابة بالسل منذ وقت قصير، وهو يتطور الآن وسوف لن يقوم أصدقائي وأقاربي بزيارتي. إنني بانتظار الموت من دون أدوية وحب ودعم.)

 

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com