رئيس اقليم كردستان: الأكراد يريدون الوحدة مع العرب

 

دافع رئيس إقليم كردستان العراق المنتخب حديثا مسعود بارزاني أمس، عن مطالب الأكراد وشدد على أن الدستور العراقي الجديد يجب أن يبنى على قانون ادارة الدولة الانتقالي (الدستور المؤقت الحالي) والاتفاقات السابقة بين القوى التي عارضت نظام الرئيس السابق صدام حسين.

وفي كلمة أمام الجمعية الوطنية العراقية (البرلمان الانتقالي) أثناء جلسة الجمعية في بغداد أمس، اعتبر بارزاني الذي انتخبه برلمان كردستان الأسبوع الماضي رئيسا لإقليم كردستان، أن مهمة كتابة الدستور تستدعي مواجهة «مهمات أساسية متزامنة ومتلازمة متبادلة التحقيق».

وحدد الزعيم الكردي هذه المهمات قائلا إنها تتمثل في «وضع دستور العراق الدائم وإجراء الانتخابات وفق الجدول الزمني المحدد واستكمال العملية السياسية وإيقاف دوامة العنف والإرهاب وتحسين الحياة الاقتصادية والوضع المعيشي وتنفيذ مشاريع الإعمار والتنمية ومكافحة الفساد الإداري والمالي».

وشدد بارزاني على أهمية الاعتماد على قانون إدارة الدولة في كتابة الدستور، وقال «يجب أن نعتمد على قانون إدارة الدولة للفترة الانتقالية والاتفاقات التي توصلنا إليها قبل سقوط صدام حسين كأساس». وأضاف «نتفق جميعا على هذا القانون ويجب أن يكون الأساس وعلينا الالتزام به ولا يجب علينا الابتعاد عنه».

وأضاف «كلما عدنا إلى قانون إدارة الدولة العراقية واتفاقاتنا التي سبقت سقوط النظام نجحنا في إنجاز صيغة الدستور الدائم بشكل أسرع... وكنا قد اجمعنا على اتخاذ قانون إدارة الدولة المؤقت أساسا فينبغي العمل على الأخذ بذلك وتطويره وليس التراجع عنه».

وقال أيضا إن الدستور يجب أن «تحدد فيه صلاحيات الحكومة الاتحادية والأقاليم بوضوح وتفصيل يمهد الطريق أمام حل مشاكل العراق القومية والمذهبية وفق ما جاء في قانون إدارة الدولة العراقية».

وكانت سلطة الائتلاف المؤقت التي حكمت العراق منذ فترة سقوط نظام صدام حسين في ابريل (نيسان) 2003 حتى يوليو (تموز) 2004، أعدت قانون إدارة الدولة بالاتفاق مع مجلس الحكم والحكومة المؤقتة السابقة.

وينص هذا القانون على صياغة مسودة للدستور في الخامس عشر من أغسطس (آب) المقبل على ابعد حد ويطرح للاستفتاء الشعبي في الخامس عشر من أكتوبر (تشرين الأول).

وأكد بارزاني أن الحل الصحيح والعادل لقضية كردستان مرهون برسوخ مبدأ الديمقراطية وإشاعة مفاهيم التعايش والتسامح والإخاء في العراق.

ورحب بارزاني بمشاركة العرب السنة في كتابة الدستور قائلا «لقد سرني نبأ إشراك الإخوة السنة في أعمال صياغة الدستور».

وأضاف «ينبغي ان نتضامن جميعا لإيقاف دورة العنف ووضع حد نهائي لأعمال الانتقام والتجاوزات وتجنب الانجرار إلى الاستفزازات، وسنقف ضد اي محاولة لإطفاء أي مكون أساسي أو طرف فندعو إلى إشراك كافة مكونات الشعب العراقي في عملية صياغة الدستور وفي العملية السياسية برمتها».

وخاطب بارزاني أعضاء البرلمان العراقي قائلا إن «مثولي أمامكم بعد تكليفي رئيسا لإقليم كردستان مباشرة يدل على حرص شعب كردستان ومؤسساته وسلطاته الشرعية بإبلاغكم والشعب العراقي برسالة وطنية عميقة الدلالة تؤكد مرة أخرى على أننا في الإقليم متمسكون بوحدة البلاد وسيادتها وحريصون على الإخوة العربية ـ الكردية وحقوق سائر مكونات العراق».

وأضاف «لقد أثبتت الحياة أن الحل الصحيح والعادل لقضية شعب كردستان مرهون بمدى رسوخ الحياة الديمقراطية والتعايش والتسامح والإخاء في العراق، ويصح أيضا القول إن الاستقرار والتقدم في البلاد يتحقق بمدى استقرار وضع الإقليم وضمان الحقوق السياسية والاجتماعية والدستورية لشعبه».

وأكد على أهمية التوافق بين العرب والأكراد في وحدة العراق قائلا «إن مستقبل بلادنا يعتمد على التفاهم المتبادل والتوافق على الاتحاد الاختياري بين القوميتين الرئيسيتين العربية والكردية وضمان حقوق سائر مكونات المجتمع العراقي».

ومضى يقول «إن التعايش الأخوي والاتحادي والاتحاد الاختياري بين مكونات البلاد شرط لا بد منه... وان النظام الفيدرالي الديمقراطي هو وحده الذي يضمن وحدة العراق ومستقبله». وأكد بارزاني «نعاهد مرة أخرى بالتعاون في بناء عراق فيدرالي اتحادي ديمقراطي». وأضاف «علينا إزالة كافة أسباب الفرقة والتقاتل والكراهية في كافة أنحاء العراق وخصوصا الاضطهاد القومي في كردستان والمذهبي في الوسط والجنوب (...) ومسح كافة آثار المآسي والإبادة الجماعية والقصف الكيميائي والاضطهاد والقتل حسب الهوية».

كما أكد ضرورة «إزالة كافة أسباب ونتائج التغيير السكاني التي أججها النظام السابق وخصوصا في كركوك والمناطق الكردستانية وتطبيق المادة 58 من قانون إدارة الدولة لتطبيع الوضع فيها والاعتراف بطابعها الكردستاني». وشدد بارزاني على «جعل كركوك نموذجا للتعايش القومي».

ويطالب الأكراد بضم مدينة كركوك الغنية بالنفط إلى منطقة الحكم الذاتي الذي يتمتعون به منذ 1991. كما يطالبون خصوصا بإعادة كل الأكراد الذين تم تهجيرهم من كركوك خلال فترة التعريب في عهد نظام صدام حسين واستعادة كل ممتلكاتهم.

ودعا بارزاني إلى العمل «من اجل إزالة كافة أسباب الفرقة والتقاتل والكراهية وإزالة آثار الاضطهاد السياسي في كافة أنحاء العراق خاصة الاضطهاد القومي في كردستان والاضطهاد المذهبي في الوسط والجنوب ومسح كافة آثار المآسي».

من ناحيته وصف الرئيس جلال طالباني حضور بارزاني الى بغداد بأنه «زيارة تاريخية ناجحة وضرورية في هذه المرحلة وعبرت عن عمق الاخوة العربية الكردية». واكد بعد لقائه مع بارزاني امس انهما تبادلا الاراء حول الوضع العراقي العام.

 

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com