المجتمع الدولي يتحد في بروكسل من أجل بناء مجتمع ديموقراطي في العراق

 

انهى المؤتمر الدولي حول العراق اعماله بعد ظهر امس الاربعاء واصدر بيانا ختاميا يؤكد توفير كل الدعم السياسي للسلطات العراقية.

واعرب الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان في كلمة الاختتام عن ثقته بأن المؤتمر سيعتبر نقطة تحول بالنسبة للعراق داعياً العراقين الى نبذ الفرقة والانتهاء من صياغة الدستور:

" يتعين على العراقيين العمل معاً من أجل صياغة الدستور الجديد الذي يتوجب عليه ان يفي بمتطلبات جميع فئات المجتمع. فمسالة تحقيق اجماع على الدستور الجديد تحتاج الى تسوية الا اننا رأينا انه من الممكن الوصول الى تسوية من شأنها ان تكون مثمرة".

كما أعرب عنان عن الامل في ان ينعكس الاجماع الذي تم التوصل اليه في بروكسل داخل مجلس الامن ايضا الذي عانى من انقسام عميق ابان الحرب في العراق عام الفين وثلاثة ورفض دعم التدخل الاميركي البريطاني في العراق.

وهذه هي المرة الاولى التي يتاح فيها للمسؤولين العراقيين الانتقاليين ان يعرضوا رؤيتهم امام جمع كبير من الاسرة الدولية فيما يتعلق باعادة اعمار البلد وحفظ الامن والاستقرار فيه.

وقد ناشد رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري الدول المشاركة في مؤتمر بروكسل حول العراق تقديم الدعم الأمني والسياسي والاقتصادي للبلد، وذلك على غرار ما حصل لألمانيا عقب الحرب العالمية الثانية.

وفي الكلمة التي ألقاها في افتتاح المؤتمر، استشهد الجعفري بالمثال الألماني والدعم الذي حصلت عليه ألمانيا وفق مشروع مارشال، ما دفعها بإتجاه الاستقرار والأمن.

كما حث رئيس الوزراء الدول المانحة على تقديم أكبر قدر من المساعدات لدعم الخدمات في البلد والمساهمة في عملية البناء، اضافة الى التزام هذه الدول بتعهداتها حيال العراق ومراعاة ما تراه الحكومة العراقية من أولويات من أجل معالجة المشاكل الضاغطة على الشعب على حد تعبيره.

بدورها، دعت وزيرة الخارجية الأميركية كونداليسا رايس الحكومة العراقية الى مواصلة العمل لتعزيز الأمن، وقيام نظام سياسي بمشاركة جميع طوائف الشعب العراقي التي تنبذ العنف.

وشدّدت رايس في كلمتها على ضرورة أن يفي المجتمع الدولي بتعهداته تجاه العراق قائلة:

" ينبغي على سوريا بالتحديد تعزيز اجراءاتها الأمنية على حدودها لمنع تسلل من يحاولون تدمير التقدم الذي يحرزه العراق، كما يتعيّن على جميع الدول تقديم الدعم الذي تعهدت به لحكومة العراق."

وقال وزير الخارجية البريطانية جاك سترو إن المجتمع الدولي قد تخطى جميع خلافاته حول الحرب في العراق، واتحد الآن للعمل معا بشكل فاعل لبناء مجتمع ديموقراطي ومسالم ومزدهر في العراق.

وفي تصريحات للصحفيين قبيل افتتاح أعمال المؤتمر، أكد سترو على أهمية هذا اليوم بالنسبة للعراق والدلالات التي يحملها المؤتمر بعد الانقسامات الدولية حول الحرب في العراق.

أما فرنسا فقد حذرت من خطر الطائفية في العراق وما قد تسفر عنه من أعمال عنف في البلد، داعية الحكومة العراقية الى الحصول على دعم جميع فئات الشعب.

وقال وزير الخارجية الفرنسية فيليب دوست بلازي في الكلمة التي ألقاها في مؤتمر بروكسل إن البحث عن أوسع دعم من جميع أطياف الشعب العراقي وحده يكفل للحكومة التصدي لخطر نشوب أعمال عنف نابعة عن الطائفية.

وشدد على ضرورة أن يكون الدستور الذي تتم صياغته حاليا مُمثلا لجميع المواطنين العراقيين قائلا إن من الضرورة بمكان أن يجد الجميع أنفسهم في النص التأسيسي الذي سيُعتمد عليه في ادراة مستقبل الشعب والبلد.

كما حث الوزير الفرنسي العراقيين على القيام بأنفسهم بتحديد أولويات اعادة بناء بلدهم والتعبيرعن حاجاتهم الملحة حتى يتمكن المجتمع الدولي بدوره من تقديم المساعدات الأكثر ملائمة لهم، مشددا على

رغبة باريس في تقديم الدعم للعراقيين والتعاون معهم وتشجيعهم.

وأكد وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن الذي تترأس بلاده حالية الاتحاد الأوروبي أن الاتحاد يرغب في أن تلعب الأمم المتحدة دورا محوريا في العراق.

ودعا اسلبورن في افتتاح المؤتمر الى تعزيز مسؤوليات المنظمة الدولية في العراق، موضحا أن شرعية المنظمة وخبرتها تُبرران ضرورة قيامها بدور أكبر في العراق.

وعلى هامش مؤتمر بروكسل، قال القاضي مدحت المحمود رئيس المجلس الاعلى للقضاء، إن هناك تفهما للوضع العراقي وما حققه على صعيد استقلالية القضاء وفصل السلطات، مشيرا الى ان العالم اصبح يدرك ان العراق يسير في الاتجاه الصحيح.

جاء ذلك في لقاء مع "العالم الآن" استهله المحمود بالحديث عن اهم ما لمسه في مؤتمر بروكسل قائلا:

من جهته، نفى مستشار الامن الوطني الدكتور موفق الربيعي عضو الوفد العراقي المشارك في مؤتمر بروكسل، نفى وجود اية ضغوط او شروط على المساعدات الدولية التي ستقدم للعراق، مشددا على ان العراق لن يقبل باية شروط. ومن ناحية اخرى اكد الربيعي ان مصر سترسل سفيرا لها الى بغداد وسيكون اول سفير عربي منذ الاطاحة بنظام صدام.

وأشاد الشريف علي بن الحسين راعي الملكية الدستورية بنتائج مؤتمر بروكسل واوضح ان من اهم انجازات المؤتمر الدعم العالمي للمسيرة الديمقراطية في العراق والاشادة بالمشاركة الجماعية، مشيرا الى ان رسالة واضحة اصدرها المؤتمر تحث على مزيد من الحوار الوطني وتوسيع المشاركة السنية في العملية السياسية الجارية في العراق.

جاء ذلك في لقاء مع راديو سوا بدأه الشريف علي بن الحسين بالحديث عن دعوته لحضور المؤتمر قائلا:

وحضرت ثلاث شخصيات سنية من خارج الحكومة المؤتمر، وهم الدكتور محسن عبد الحميد رئيس الحزب الاسلامي والدكتور عدنان الباجه جي رئيس تجمع الديموقراطيين المستقلين إضافة إلى الشريف على بن الحسين.

وقد أعرب عدد من المواطنين العراقيين عن املهم في أن يكون مؤتمر بروكسل تظاهرة اعلامية وسياسية ملموسة لدعم الشعب العراقي في مختلف الأصعدة، خاصة في قطاعي الأمن والخدمات.

 

 

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com