جنرال أميركي: قوات الأمن العراقية تحرز تقدماً هائلا

(رئيس التدريب السابق بيترايس يذكر أن عدد هذه القوات قد فاق 200 ألف جندي)

 

بنت الرافدين / (الخارجية الاميركية) واشنطن، 8 تشرين الثاني/نوفمبر، 2005- قال الجنرال الأميركي الذي كان سابقا يتولى مسؤولية تدريب قوات الأمن العراقية إن قوات الأمن العراقية قد أحرزت تقدماً هائلا خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية في تطوير قدرتها على محاربة المتمردين.
وذكر الفريق في الجيش ديفيد بيترايس في حديث أدلى به يوم 7 تشرين الثاني/نوفمبر في واشنطن "إن هذه القوات تخوض المعارك وقد باتت تقودها بشكل متزايد." وأضاف أنه قد تحقق تقدم كبير خلال الأشهر الخمسة عشر أو السبعة عشر الماضية.
وكان بيترايس قد تولى القيادة المؤقتة للقوة الأمنية المتعددة الجنسيات في العراق، وكذلك قيادة بعثة التدريب التابعة لمنظمة حلف شمال الأطلسي في العراق، وقد شغل هذين المنصبين من حزيران/يونيو، 2004 حتى أيلول/سبتمبر الماضي. وقد تولى مسؤولية هاتين القيادتين منذ ذلك الحين الفريق في الجيش مارتن ديمبسي.
وقال بيترايس إن العدد الكلي لقوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية العراقية وقوات وزارة الدفاع قد ارتفع إلى أكثر من 211 ألف شخص، وتكهن بأن عدد هذه القوات سيرتفع إلى 230 ألفا بحلول إجراء الانتخابات المقررة في منتصف كانون الأول/ديسمبر القادم لاختيار حكومة دائمة في العراق.
وأوضح بيترايس "أن هناك حوالى 15 كتيبة، كتائب قتالية من قوات الشرطة والجيش يجري الآن تدريبها، وسيكمل عدد منهم تدريبهم قبل موعد الانتخابات بفترة وسيلتحقون بالقوات للمساعدة في تلك الانتخابات."

* مساعدة القوات العراقية وليس القيام بمهماتها نيابة عنها
وأكد الجنرال بيترايس أن هدف القيادة المؤقتة للقوة الأمنية المتعددة الجنسيات في العراق شبيهة بمهمة تي. إيه . لورانس، المعروف بلورانس العرب الذي لعب دوراً محورياً في المساعدة على تنظيم الثورة العربية ضد الحكم العثماني إبان الحرب العالمية الأولى.
وقال "إن مهامنا تتمثل في مساعدة العراقيين، وقد شددنا على كلمة (مساعدة) لأننا نؤمن بشكل لا يقبل الشك بما كتبه لورانس العرب في العام 1917، عندما كان يساعد العرب حيث تحدث عن مساعدتهم وليس عن القيام بالمهمة نيابة عنهم."
وأشار بيترايس إلى أن الطريقة التي تساعد بها القوة المتعددة الجنسيات قوات الأمن العراقية هي أنها تزودها بالتنظيم والتدريب وإعادة البناء والمعدات.
وقال الجنرال الأميركي إنه بالنسبة للتنظيم تقوم القيادة المؤقتة للقوة الأمنية المتعددة الجنسيات برسم جدول بياني يوضح أية قوات تحصل على الأسلحة وما نوع الأسلحة التي تحصل عليها وأية قوات تحصل على المركبات وعدد المركبات التي تحصل عليها ونوع أجهزة اللاسلكي التي تلزمها وجميع العناصر الضرورية التي تتألف منها الوحدة.
وذكر "أنه في الحقيقة بات هناك هيكل قوة محدد وواضح المعالم بالنسبة للمدى القريب والمتوسط والبعيد."
قال "إن مجهود التجهيز قد أدّى إلى تسليم "كميات كبيرة" من الأسلحة، والسيارات، والذخيرة والسلع الأخرى."
وفيما يخص إعادة البناء، أشار الجنرال بيترايس أن القوات المتعددة الجنسيات قد أعادت بناء المئات من التحصينات الحدودية والمئات من القواعد العسكرية، والكليات الحربية، كليات الشرطة، مراكز التدريب العسكري، مباني الوزارات، ومقار الكتائب والألوية التابعة للقوات البرية "وجميع القطع والأجزاء التي تربطها ببعضها البعض."
وبخصوص التدريب العسكري، أبرز بيترايس ما وصفه "ببرنامج هام جدا" يستلزم وضع فرق من المستشارين قوام كل فريق منها 10 أشخاص للعمل مع الوحدات العسكرية العراقية على مختلف المستويات.
وقال "إن هذه الفرق موجودة مع كل كتيبة، وفي جميع مقار الألوية والفيالق ومقر القوات البرية وحتى في الوزارات، وفي مقر القوة المشترك وما إلى ذلك، وهي تساعد مساعدة كبيرة."
وأوضح بيترايس "أن مجهود التدريب المتعدد الجنسيات يركز بشكل متزايد على رفع القدرة المؤسساتية لوزارتي الدفاع والداخلية بحيث يتلقى الجنود مرتباتهم في الموعد المحدد ويتم تسديد العقود وشراء المعدات والأجهزة وفقا للشروط الصحيحة وهلم جرا."

* الانتباه إلى الأمور المعنوية
وقال الجنرال إن المدربين العسكريين يركزون الانتباه على ما سماه بالعوامل "المعنوية" التي تعتبر بالغة الأهمية ولكنه يصعب قياسها مثل الأخلاق والقيم.
وأردف قائلا: "يمكنني أن أخبركم بأن أي شخص جرب رفقة السلاح وخوض الحروب والمنافسة المتكافئة عن كثب يعرف أن هذا النوع من الأمور المعنوية له أهمية حاسمة."
وقال الجنرال بيترايس إن الفتوى الصادرة عن أئمة العرب السنة في العراق والتي تنص على أن من واجب كل عربي سني من الذكور الخدمة في قوات بلادهم المسلحة كانت "مفيدة جدا" بالنسبة لجهود التجنيد.
يذكر أن معظم التمرد العراقي مقره في وسط وغرب البلاد في المنطقة المعروفة بالمثلث السني. أما المجموعتان الشيعية والكردية من سكان العراق فهما أكثر تأييدا ودعما للحكومة العراقية الجديدة من الأقلية السنية التي سيطرت على البلد إبان حكم صدام.
وخلص بيترايس إلى القول إن مهمة ضمان التعددية والتنوع العرقي والطائفي داخل القوات العراقية غير موجود بعد، ولكنه أضاف أن هناك إدراكا للمشكلة والتزاما بحلها.
 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com